منعت السلطات المحلية والأمنية، مساء أول أمس الأحد في تزنيت، مسيرة دعا إليها نشطاء حركة 20 فبراير في الإقليم على صفحات الموقع الاجتماعي «فايسبوك»، حيث شددت الطوق الأمني عليهم وحاصرتهم بأعداد كبيرة من القوات المساعدة والأمن في الساحة المقابلة لحديقة الأمير مولاي عبد الله في شارع الحسن الثاني، وهو ما أدى إلى حدوث صدامات مباشرة بين الطرفين، تعرّض خلالها ستة أشخاص من المحتجين لإصابات في مختلفة، استدعت نقلَهم على متن إسعاف تابعة للوقاية المدنية إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي لتزنيت، كانت أبرزَها إصابة شخص في الرأس بجروح بليغة. وخلال المدة التي استغرقتها تظاهرة يوم الأحد، تحوّل المكان إلى ساحة كر وفر بين المتظاهرين والقوات العمومية المختلفة، خاصة بعد اختلاط المحتجين بالمئات من ساكنة المدينة وترديدهم شعارات مشترَكة تطالب برحيل ما أسموه «الفساد والاستبداد» في عدد من الإدارات العمومية في الإقليم وبالكف عن قمع التظاهرات الشبابية. كما حاولت القوات العمومية منع السكان من الالتحاق بالمحتجين، فشددت الطوق الأمني على متزعمي الاحتجاج، للحيلولة دون تنفيذهم المسيرة المقررة في الشوارع الرئيسية للمدينة، كما حاول ستة من رجال القوات المساعدة منع مراسل «المساء»، بالقوة، من توثيق أحداث التظاهرة وإبعادَه عن مناطق «الاحتكاك» المباشر، كما تفوه البعض منهم بكلمات نابية في حق أمين مال نادي الصحافة في تزنيت، قبل أن يتدخل مجموعة من نشطاء الحركة وبعض المسؤولين الأمنيين ويحولوا دون تطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. وفي السياق ذاته، أعرب المتظاهرون، في بيانهم الختامي، عن تضامنهم المطلق مع كل الأصوات والأقلام الحرة والنزيهة على الصعيدين المحلي والوطني، التي تتعرض للقمع، ضدا على حقها في التعبير والرأي، وعن مساندتها المطالب المشروعة للشعب المغربي وفضحها الفساد المحلي والوطني. كما أعلنوا، في البيان الذي تُلي على أسماع القوات العمومية وعدد من سكان المدينة، تشبثهم بالنضال الميداني، الذي وصفوه ب«السلمي والهادف»، إلى جانب تحقيق المطالب المعلنة في الأرضية التأسيسية لحركة 20 فبراير، وأعلنوا رفضهم لجنةَ تعديل الدستور، التي يرأسها المنوني وطالبوا بإنشاء مجلس تأسيسي منتخب. كما شدّد المحتجون على ضرورة ترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية في دستور ديمقراطي وأكدوا تضامنهم المبدئي واللا مشروط مع كافة الحركات الاحتجاجية ومع نضالات الطلبة والمعطّلين حاملي الشواهد وأدانوا كافة أشكال القمع والاعتقال التي تطال نشطاء 20 فبراير في مختلف ربوع المملكة، كما أعلنوا تضامنهم مع كافة الحركات التحررية في العالم وتشبثهم بالبرنامج النضالي لحركة 20 فبراير، المتمثل في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. يذكر أن جميع المصابين غادروا المستشفى الإقليمي لتزنيت بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية، فيما حضر الوقفةَ، إلى جانب شباب 20 فبراير، عدد من ممثلي الهيآت السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية.