حسب تقرير المنظمة العالمية للصحة حول الأمراض العقلية والنفسية، فإن عدد المرضى نفسيا في العالم يزيد عن 500 مليون إنسان، واحتلت في هذا الرقم دول العالم الثالث 20 في المائة من المصابين بالأمراض النفسية والعقلية، بينما لا يتجاوز الرقم في الدول المتقدمة 10 في المائة من نسب المصابين. ويحتل الشعب الأمريكي الصدارة من بين دول العالم في معدل انتشار الأمراض العقلية والنفسية، حيث سجلت الإحصائيات في سنة 2005 رقما مهما تجاوز 26 بالمائة من مجموع المواطنين، أي ربع الشعب الأمريكي، الذين يعانون من اضطرابات نفسية وأمراض عقلية متنوعة وتلتها في المرتبة الثانية إيطاليا بنسبة 8.2 في المائة، ثم 4.3 في شانغهاي الصينية. وبالمغرب تم الإعلان على أن نصف المغاربة مصابون بأمراض نفسية واضطرابات عقلية، مقسمة على عدد من أنواع الأمراض كانفصام الشخصية أو ما يسمى في المجال الطبي ب«الشيزوفرينيا» وسجلت وزارة الصحة حوالي 300.000 حالة تعاني هذا النوع وأزيد من ثلاثة ملايين تعاني القلق والتوتر المستمرين، في حين لم تسجل حالة الاكتئاب سوى واحد من كل أربعة مواطنين. وهذه الأرقام لم تشمل حالات المرضى نفسيا وعقليا، الذين يفضلون زيارة الأضرحة والأولياء. وقد أجريت بخصوص الأمراض النفسية والعقلية دراسة طبية على حالات بالغة أعمارها 15 سنة بينت على أن الإضطرابات النفسية والعقلية من قلق وأرق واكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية والعقلية الحادة، تعرف انتشارا كبيرا في أوساط هذه الفئات بنسبة تناهز 48.9 في المائة، كما بينت هذه الدراسة أن معدلات انتشار حالات الاكتئاب بلغت نسبة 25 في المائة ونسبة 37 في المائة من هؤلاء يعانون من حالات التوتر، وهذا المعدل مرتفع نسبيا مقارنة مع انتشار أمراض التوتر والقلق في أوساط الفئات العمرية التي تتراوح أعمارها بين 30 و40 سنة بنسبة 11.3 بالمائة عند النساء و 7.7 عند الرجال. وباعتبار المغرب يضم نسبة حوالي 40 في المائة من السكان الذين تقل أعمارهم عن 19 سنة أي 12 مليون طفل ومراهق حسب إحصاء 2004، وحسب تقرير المنظمة العالمية للصحة، فإن معدلات انتشار الإضطرابات العقلية عند الأطفال والمراهقين تصيب واحدا من بين 10 أطفال، في المغرب، وطفلا واحدا من بين 5 أطفال في العالم، إلا أنه لحد الآن لا يتوفر المغرب على دراسة دقيق إلى في ما يتعلق بهذه النقطة. وبالرغم من انتشار هذه الأمراض بشكل كبير إلا أنه في مقابل ذلك، يعاني المغرب من نقص وخصاص في عدد الأسرة داخل مراكز استشفاء الأمراض العقلية والنفسية، الشيء الذي يضطر عددا من المراكز إلى قبول الحالات الحادة والمستعجلة التي قد تشكل خطرا على نفسها وعلى الآخرين لتلقي العلاجات داخل المراكز إلى أن تتحسن وضعيتها. ويستقبل قسم المستعجلات بمسشفى الرازي يوميا أزيد من 15 حالة أغلبها تكون في وضعية هستيرية حادة، الشيء الذي يهدد حياة الممرضين والمعالجين، نظرا للإمكانيات البشرية والتقنية المحدودة مما ينتج عنه مشاهد مأساوية وتراجيدية.