40 في المائة من سكان طنجة مصابون بأمراض نفسية كشفت دراسة أنجزتها منظمة الصحة العالمية حول الصحة العقلية بطنجة، نهاية الأسبوع الماضي، تحت عنوان "الصحة العقلية لدى السكان: الصورة والواقع"،أن 38.9 في المائة من السكان يعانون اضطرابات نفسية، ما يقارب نسبة المصابين في باقي المدن المغربية، إذ أكدت نتائج البحث الوبائي، التي أجريت، أخيرا، على عينة شملت رجالا ونساء من سن 15 سنة فما فوق، أن 2 في المائة من المغاربة لديهم مرض نفسي خطير، مثل الفصام أو الاكتئاب الهوسي، في حين أن ربعهم يعانون الاكتئاب، وأغلبهم لا يتلقون أي علاج نفسي. وأثبت البحث نفسه أن 42 في المائة، أي حوالي 13 مليون مغربية ومغربي، مصابون بأمراض نفسية، مثل الاكتئاب واضطرابات القلق، التي تشمل أمراضا عديدة، مثل الرهاب والقلق المزمن والوسواس القهري. "" وفي المنحى ذاته، أوضح الدكتور خالد حامي، في معرض تقديمه لنتائج الدراسة التي شارك في إنجازها بمستشفى البوغاز للأمراض النفسية في طنجة، بمشاركة أطباء مغاربة وفرنسيين، أن الاضطرابات الناتجة عن القلق تأتي على رأس قائمة الأمراض النفسية، بنسبة 21 في المائة، في حين يأتي الأشخاص المعرضون للإصابة بالانهيار في المقام الثاني، بنسبة 15.3 في المائة، أكثرهم نساء، إذ يعاني حوالي 21 في المائة من الاضطراب في مقابل 12 في المائة فقط من الرجال، يليه انتشار أخطار الانتحار (7 في المائة)، في حين مثلت الاضطرابات العقلية بنسبة 4.3 في المائة. وحسب الدراسة، بلغت نسبة الأشخاص الذين يعانون اضطرابين في آن واحد، ممن شملهم الاستطلاع وأجري لهم الاختبار، حوالي 40 في المائة. وتعاني الفئة العمرية ما بين 40 و49 سنة، الاضطرابات ذاتها، وتمثل 23 في المائة من نسبة المصابين. وتكلف بإنجاز هذه الدراسة، الأولى من نوعها في المغرب، فريق تابع لمستشفى الطب النفسي لمدينة البوغاز، بشراكة مع مهنيي المستشفى العام للصحة العقلية لمدينة ليل الفرنسية، لمدة دامت عشرة أيام. وأنجزت دراسة مماثلة من قبل منظمة الصحة العالمية بالعديد من دول أوروبا وأميركا وآسيا وإفريقيا. وبهذه المناسبة، قدم أطباء ينتمون إلى المؤسستين أهداف الدراسة التي أجريت ب 78 موقعا في 15 بلدا. واستعرضت الدكتورة آن فانديبور، مكلفة بمهمة بمركز التعاون التابع لمنظمة الصحة العالمية، المنهجية التي جرى اتباعها في إجراء هذه الدراسة، بالإضافة إلى أهداف البحث، الذي شمل عينة من السكان (18 سنة فما فوق). وأوضحت المتدخلة، أن الأمر يتعلق بالمحور الأول الأنثربولوجي الذي يروم اكتشاف أعراض مرض الجنون، والمرض العقلي والانهيار ومقترحات تهم كيفية العلاج والرعاية، بينما يتعلق المحور الثاني بدراسة وبائية، تدرس مدى انتشار الاضطرابات النفسية لدى عامة السكان. الصحراء المغربية