قدم أطباء نفسانيون مغاربة وفرنسيون نهاية الأسبوع الماضي بطنجة، نتائج دراسة واسعة حول الصحة العقلية، كانت قد قامت بها منظمة الصحة العالمية بالعديد من دول أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا. وفي ما يخص المغرب، فقد تم إنجاز دراسة تحت عنوان «الصحة العقلية لدى السكان: الصورة والواقع»، على مستوى مدينة طنجة من قبل فريق تابع لمستشفى الطب النفسي لمدينة البوغاز، بشراكة مع مهنيي المستشفى العام للصحة العقلية لمدينة ليل الفرنسية. وبهذه المناسبة، قدم أطباء ينتمون إلى المؤسستين أهداف هذه الدراسة التي أجريت ب78 موقعا على مستوى 15 بلدا. واستعرضت الدكتورة آن فانديبور، مكلفة بمهمة بمركز التعاون التابع لمنظمة الصحة العالمية، المنهجية التي تم اتباعها في إجراء هذه الدراسة والأهداف التي تتوخاها محوري الدراسة. وتشرح المتدخلة، أن الأمر يتلعق بالمحور الأول الأنثربولوجي الذي يروم اكتشاف أعراض مرض الجنون، والمرض العقلي والانهيار ومقترحات تهم كيفية العلاج والرعاية، بينما يتعلق الثاني بدراسة وبائية، تدرس مدى انتشار الاضطرابات النفسية لدى عامة السكان. من جهته أشار الدكتور خالد حامي، في معرض تقديمه لنتائج الدراسة التي أنجزت بطنجة على عينة نموذجية، إلى أن9 ر38 في المائة من سكان مدينة طنجة يعانون من اضطرابات نفسية. واضاف أن الاضطرابات الناتجة عن القلق تأتي على رأس قائمة هذه الاضطرابات، نسببة21 في المائة من الأشخاص الذين يعانون حاليا أو سبق أن عانوا من اضطرابات نفسية. ويأتي الانهيار في المقام الثاني بنسبة3 ر15 في المائة ، يليه انتشار أخطار الانتحار (7 في المائة) ،في حين مثلت الاضطرابات العقلية بنسبة 3 ر4 في المائة. وحسب نفس الدراسة، فقد بلغت نسبة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابين في آن واحد ممن شملهم الاستطلاع وأجري لهم الاختبار، حوالي40 في المائة. وبخصوص الانهيار فإن21 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، يشير الدراسة، هم من النساء، في حين لا تمثل نسبة الرجال المصابين به سوى12 في المائة. وتعاني الفئة العمرية ما بين40 و49 سنة، من الاضطرابات ذاتها ، وتمثل23 في المائة من نسبة المصابين. وقد تكلف بإنجاز هذه الدراسة، الأولى من نوعها في المغرب والتي شملت عينة من السكان (18 سنة فما فوق)، فريق فرنسي- مغربي لمدة دامت عشرة أيام.