سيخوض عداؤو المارطون المغاربة الثلاثة جواد غريب وعبد الرحيم الكومري وعبد الرحيم بورمضان، آخر مسابقة في أولمبياد بكين يقف في خط انطلاقتها أبطال مغاربة، وينتظر المتتبعون الرياضيون بفارغ الصبر إنجازا من هذا الثالوث الذي يجتر خلفه رصيدا هاما من التجربة، مما يعطي الانطباع لدى الرأي العام بإمكانية الحصول على ميدالية تقلص من حجم النكبة التي أصابت الرياضيين المغاربة في الأولمبياد. ويراهن المغرب على جواد غريب باعتباره أول بطل في العالم يفوز مرتين متتاليتين ببطولة العالم لهذا النوع الرياضي، في كل من باريس وهلسنكي، بل إن جواد إبن خنيفرة ظل على امتداد الموسم الرياضي حريصا على ترتيب أوراقه للأولمبياد، ولم يشارك إلا في ملتقيات قليلة حفاظا على طراوته. وعلى الرغم من اكتفائه بالرتبة السابعة في أولمبياد أثينا، فإن الجميع التمس له العذر بل وحياه على الإنجاز بالنظر لظروفه الصحية وتحمله المرض من أجل البحث عن موطئ قدم في منصة التتويج. ويملك جواد رقما شخصيا جديرا بالمتابعة بساعتين وسبع دقائق، بينما يملك مواطنه عبد الرحيم كومري رقما أقل زمنيا بدقيقتين، فيما يقف عبد الرحيم بورمضان غير بعيد عن زميله بساعتين وتسع دقائق، مما يوحي بتقارب المستوى بين الثالوث المغربي الذي ستتعلق به أبصار وقلوب المغاربة بحثا عن ميدالية تنهي فقر الحصيلة المسجلة على امتداد أيام الأولمبياد. وقال المدير التقني السابق لجامعة العاب القوى عزيز داودة في تصريح ل«المساء»، إن جواد غريب يملك كل الحظوظ للتباري من أجل إحدى الميداليات الثلاث، وأضاف أن إنجازات جواد وكومري تؤهلهما للوقوف على «البوديوم»، بالنظر للأرقام المسجلة على الورق، وأضاف بأن بورمضان يملك من التجربة والخبرة في تدبير السباقات الطويلة ما يضعه في الرتبة الثالثة من حيث الحظوظ وراء غريب وكومري، وأكد بأن هذا ترتيب هذا الأخير لا يمكن أن يقل عن الرتبة العاشرة. وكان جواد غريب قد استبعد وجود مشاكل مناخية أو جغرافية، في تصريحات سابقة، وقال «إن حالة الطقس لا تقتصر عليه وحده، وأن المطاف للجميع، مما يجعل كل عذر مسبق مجرد دريعة لا مبرر لها»، واعتبرت الأوساط الرياضية هذا التصريح الذي تناقلته وسائل الإعلام بمثابة تعبير عن استعداد البطل المغربي للظفر بإحدى الميداليات. وابرز داودة بأن المساندة بين الأبطال المغاربة ضرورية في السباقات الطويلة، من أجل فك التكتلات التي يقوم بها الكينيون، وأضاف بأن المنافسة ستقتصر على العدائين الأفارقة بالدرجة الأولى، خاصة الإثيوبيين والكينيين والأوغنديين وأيضا أبطال جنوب إفريقيا، فضلا عن عدائين من إيطاليا وكوريا والبرازيل والصين. ونظرا لأهمية المارطون وفلسفته العميقة كلعبة ذات ارتباط بالذاكرة الميطولوجية، وبتاريخ الألعاب الأولمبية الذي يجعل يستحق لقب «ختامه مسك».