سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استيراد باستور الأم صال المضادة لسموم الأفاعي يكلف الدولة مصاريف إضافية بلغت مليار درهم لجأ إلى الاستيراد من الخارج وتسبب في ارتفاع حالات الوفيات من 23 شخصا إلى 100 شخص سنويا
سجل تقرير المجلس الأعلى للحسابات، برسم سنة 2009، أن تعليق إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي من طرف «معهد باستور -المغرب» ولجوءه إلى الاستيراد من الخارج كلف الدولة مبالغ إضافية تصل إلى حوالي مليار درهم، كما تسبب هذا التوقيف في ارتفاع نسبة الوفيات. وذكر التقرير أن المعهد توقف، في غياب أي إستراتيجية واضحة، عن القيام بالدور المنوط به في إنتاج الأمصال ولجأ إلى استيرادها من فرنسا (الأمصال المضادة للثعابين على وجه التحديد). ووضع بروتوكول تقني مع معهد «بوتانتون» في البرازيل يفوض من خلاله لهذا الأخير إنتاج أمصال مضادة للسموم، اعتمادا على سموم ثعابين وعقارب محلية. وذكر قضاة المجلس، إثر مهمات التفتيش والمراقبة في المعهد، أن ثمن بيع الأمصال المضادة لسم الأفاعي المستوردة سجل ارتفاعا كبيرا مقارنة بتلك المصنعة من طرف معهد باستور ترتبت عنه تكلفة إضافية تقدر بمليار درهم عن كل جرعة واحدة من 10 مل. نتيجة ارتفاع تكلفة الاستيراد مقارنة مع تكلفة الإنتاج المحلي. إلى ذلك، أكد مفتشو المجلس الأعلى للحسابات أن التقرير السنوي لمنظمة الصحة العالمية لسنة 2007 والمتعلق بدلائل إنتاج وتنظيم ومراقبة الأمصال المضادة للسم كشف عن تسجيل 15.559 حالة لسعات العقارب ولدغ بالأفاعي في المغرب أودت بحياة 24 شخصا. وبعد توقف إنتاج الأمصال المضادة للسموم في سنة 2004، ارتفع عدد الضحايا إلى 24906 حالات تسببت في وفاة 91 شخصا. وفي سنة 2005، ارتفعت هذه الحالات إلى 25.239 حالة، مسجلة 98 حالة وفاة. بالإضافة إلى ذلك، تفيد إحصائيات مركز مكافحة السموم في المغرب بوجود 634 حالة وفاة خلال الفترة الممتدة من 2003 إلى 2008. وفضلا على هذه الآثار، لوحظ بشأن تقييم عمل المختبرات البيولوجية الطبية والرقابة على الأغذية والبيئة عدم مطابقة بعض المختبرات في «معهد باستور -المغرب»، للمعايير الواردة في دليل اعتماد المستشفيات، الذي أعدّتْه وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ويتعلق الأمر بمختبر المستحضرات والمستنبتات الكيماوية، حيث أسفر تقييمه عن عدم احترام القواعد والمساطر الخاصة بدليل ممارسات التصنيع الجيدة المنبثقة عن المعايير ISO/TS 11133-1:2000- ISO 8402المتعلقة بالخصائص التقنية لضمان جودة أماكن المستحضرات والمستنبتات الكيماوية في المختبرات. وسجل التقرير قيام «معهد باستور -المغرب» بمهام لا تدخل في إطار المرسوم المنظم لمهام معهد باستور بالمغرب، بسبب غياب رؤية إستراتجية، حيث ركز معهد باستور -المغرب جهوده على تطوير أنشطة أخرى لا تدخل في نطاق مهامه الأساسية، كما هو الشأن بالنسبة إلى التحاليل الطبية الروتينية وتسويق الأمصال واللقاحات، بالإضافة إلى الرقابة الغذائية والبيئية. وعليه، فقد همت مجهودات معهد باستور الأنشطة التي تتطلب إمكانيات مالية وموارد بشرية ولوجستيكية مهمة. وبالتالي، فقد تم القيام بها على حساب الأنشطة الأساسية التي تعتبر صلب المهام الموكولة إلى معهد باستور، والمتمثلة في البحث العلمي في الأمراض المعدية وإنتاج الأمصال واللقاحات والأنزيمات. ولوحظ أن معهد باستور لم يقم بأي أبحاث في مجال الأمراض المعدية والطفيلية للنباتات، علما أن هذه الأنشطة تدخل في إطار مهامه المنصوص عليها في المادة ال2 من المرسوم رقم 176 66 ربيع الأول (23 يونيو 1967) وكذلك الشأن بالنسبة إلى المهمة المتعلقة بالطب البيطري. علاوة على ذلك، لوحظ أن مهمة تحضير الأمصال واللقاحات والأنزيمات والمنتجات العضوية لا تحظى بالاهتمام اللازم من قِبَل إدارة المعهد، إذ اقتصرت مهمة الإنتاج فقط على صناعة المستحضرات والمستنبتات الكيماوية، كما تم تعليق عملية إنتاج الأمصال المضادة للعقارب والأفاعي.