كشف محمد ساجيدي، رئيس جمعية «ليا من أجل سامي، صوت الطفل المتوحد»، أنه يوجد بالمغرب 200.000 حالة مصابة بمرض التوحد الذي مازالت وزارة الصحة لم تعترف به ضمن خارطة الأمراض المسجلة لديها. وصرح ساجيدي ل«المساء» أن عدد الأطفال المصابين بالتوحد يتجاوز 70.000 طفل لا يتوفرون على أي برنامج وطني لمتابعة وضعهم الصحي، حيث يبقى تصنيف المرض ضمن الأمراض النفسية. «التوحد هو عبارة عن اضطرابات تواصل يحتاج خلالها المريض إلى تقييم إعاقته حيث يخزن المصاب معلومات في ذاكرته ولا يعرف كيفية استعمالها» يوضح ساجيدي، ويضيف: «لا يوجد أطباء اختصاصيون وليس لديهم تكوين في التشخيص المبكر، رغم أنه من السهل القيام بالتشخيص المبكر من سنة إلى ثلاث سنوات». وشهد المغرب تنظيم أول مؤتمر دولي حول أمراض التوحد سنة 2004 بررت فيه سلطات وزارة الصحة أن المرض يعد إعاقة عصبية، ووعد الحبيب المالكي وزير التربية الوطنية آنذاك بإخراج اتفاقية حول إدماج المربين، لكنها لم تظهر إلى الوجود حد الآن: «قطعنا أشواطا مع الوزير، لكن الاتفاقية المتعلقة بتكوين المعلمين الاختصاصيين للأطفال الانطوائيين ظلت جامدة في أدراج وزارة التعليم» يردد ساجيدي بنبرة محتجة. وتتجاوز مصاريف العلاج ودروس التقويم الذاتي 2000 درهم شهريا، تكون عبارة عن جلسات منتظمة لتبادل التجارب مع الأطفال المصابين الذين لا يستطيعون متابعة دراستهم مع الأطفال الأسوياء في المدارس. «اكتشفت مرض ابني بشكل متأخر عندما بلغ العاشرة من عمره بعد أن ظلت والدته تتردد به على الفقهاء حتى ساءت حالته وأصبح عنيفا وعدوانيا» يعترف أحد الآباء ل»المساء». يعد التوحد، حسب المصادر الطبية إعاقة في النمو تستمر طيلة عمر الفرد وتؤثر على الطريقة التي يتحدث بها الشخص ويقيم صلة بمن هم حوله. ويصعب على الأطفال وعلى الراشدين المصابين بالتوحد إقامة صلات واضحة وقوية مع الآخرين. وعادة لديهم مقدرة محدودة لخلق صداقات ولفهم الكيفية التي يعبر بها الآخرون عن مشاعرهم. وعلى المستوى الدولي، سجلت الإحصائيات الدولية وجود حوالي 44 مليون مصاب بالتوحد، متقدما على مرض السيدا الذي يبلغ عدد المصابين به في العالم 33 مليون شخص، وهو الرقم الذي دفع منظمة الأممالمتحدة إلى اختيار يوم عالمي للتحسيس بالتوحد الذي تم التعرف على أول حالة له في العالم سنة 1943، حيث يصيب طفلا على 150 مولودا في العالم.