اجتمع ثلاثة شبان وقرروا في لحظة إيجاد مخرج لأزمتهم المادية، خاصة أنهم لم يجدوا ما يسدون به حاجياتهم اليومية، وكان الطريق السهل أمامهم جميعا هو اعتراض سبيل المارة، وسلبهم أغراضهم. وبعد أن نجحت محاولة السرقة الأولى، عاودوا الكرة مرة ثانية فثالثة قبل أن يسقطوا في يد العدالة ويدخلوا السجن ليدفعوا ثمن جرائمهم التي خططوا لها بالليل، والتي استهدفت المحلات التجارية عن طريق الكسر مرة، وعن طريق إحداث ثقب في الحائط مرة ثانية، و كانت نهاية هذه الجرائم سنوات ضياع وراء القضبان. شكاية تطيح بالمتهمين تقدم شخص يسمى (ل.م) بشكاية إلى درك الكارة عرض فيها أنه يملك مخدعا هاتفيا مخصصا كذلك لبيع المثلجات والحلويات، وأنه تعرض للسرقة ليلا عن طريق الكسر، وقد قدر قيمة المسروقات بمبلغ 4000 درهم. كما تقدم المسمى (ع.أ) بشكاية أخرى أفاد من خلالها أنه يملك دكانا لبيع المواد الغذائية بشارع محمد الخامس بالكارة، وأنه تعرض للسرقة بعد أن قام الجناة بحفر ثقب بحائط الدكان من الجهة الخارجية واستولوا على مبلغ 14000 درهم وهاتفين نقالين. البحث عن أفراد العصابة بعد أن دلهم الضحايا على أوصاف المتهمين، بادر رجال الدرك بالقيام بالعديد من الحملات التمشيطية من أجل إلقاء القبض على المتهمين، ولكن أمر إيقافهم لم يكن سهلا، خاصة أن كل عملياتهم تمت تحت جنح الظلام، فكان لا بد من توسيع دائرة البحث، التي همت على الخصوص أماكن تجمع هؤلاء المتهمين، وقد كانت رغبة رجال الدرك أكيدة في إيقاف نشاط هذه العصابة الإجرامية.
إيقاف المتورطين في ال23 من شهر غشت من السنة الماضية بلغ إلى علم رجال الدرك أن المتهمين المبحوث عنهم يوجدون بالحديقة العمومية بالكارة، وأنهم متورطون في عدة سرقات. وبعد علمهم بالخبر انتقل رجال الدرك إلى عين المكان وتمكنوا من إيقاف المتهمين. وعند الاستماع إليهم تمهيديا صرحوا بأنهم فعلا نفذوا عدة سرقات، من بينها سرقة المخدع الهاتفي للمشتكي والدكان الخاص ببيع المواد الغذائية بعدما أحدثوا ثقبا بحائطه. محاكمة المتهمين أدرجت القضية بعدة جلسات كان آخرها جلسة الثاني من شهر سبتمبر من السنة الماضية، والتي أُحضر فيها المتهمون في حالة اعتقال، مؤازرين بمحام في إطار المساعدة القضائية، ويتعلق الأمر بالمسمى (ح.ح)، الذي يبلغ من العمر 30 سنة، و(أ.ب)، الذي يبلغ من العمر 21 سنة، و(م.م)، الذي يبلغ من العمر 19 سنة، بتهمة ارتكاب جناية تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة. وبعد اعتراف المتهمين والتماس الدفاع لهم بالتمتيع بظروف التخفيف، تبين أنه لا يوجد في الملف ما يفيد بأن المتهمين كونوا عصابة أو أنشؤوا اتفاقا الهدف منه القيام بإعداد أو ارتكاب جنايات ضد الأشخاص أو الأموال مما تكون معه جناية تكوين عصابة إجرامية غير ثابتة في حقهم، ويتعين براءتهم منها. وبما أن المتهمين اعترفوا في سائر المراحل بتنفيذ السرقات ليلا وبالكسر، وتم اعتبار جناية السرقة الموصوفة ثابتة في حقهم ويتعين إدانتهم من أجلها. قضت غرفة الجنايات بعدم مؤاخذة المتهمين بجناية تكوين عصابة إجرامية والحكم ببراءتهم منها، وبمؤاخذتهم بالباقي والحكم على كل واحد منهم بخمس سنوات سجنا نافذا وتحميلهم الصائر والإجبار في الأدنى، وتم إشعارهم بأجل الطعن بالاستئناف. نهاية كابوس مرعب بعد القبض على المتهمين وإدخالهم السجن، تم إسدال الستار على مسرحية عصابة إجرامية زرعت الرعب في صفوف التجار، خاصة أصحاب المحلات التجارية الذين كانوا يقضون الليل كله في التفكير كيف سيكون مصير محلاتهم في الغد، وانتهى كابوس مرعب عاش فصوله المزعجة العديد من ساكنة المنطقة.