تحول الحفل الذي نظمه منتدى المواطنة، بمناسبة الإعلان عن مشروع "مبادرة النسيج المدني لتنمية المواطنة"، إلى محاكمة جمعوية لمجلس مدينة الدارالبيضاء في شخص نائب عمدتها أحمد بريجة، تمظهرت من خلال طرح مجموعة من الأسئلة على ممثل مجلس المدينة، ترتبط بمصير الأموال، التي يستفيد منها النسيج الجمعوي ومعايير الاستفادة منها وطرق صرفها. وهي التساؤلات التي جاءت كرد فعل على تصريح أحمد بريجة، الذي أعلن أمام الحضور أن الجمعيات البيضاوية، خاصة الرياضية والثقافية، تستفيد من أربعة مليارات سنتيم، وبأن مجلس المدينة لا يتوفر على برنامج إستراتيجي للتعامل مع هذه الهيئات التي تمثل المجتمع المدني والنسيج الجمعوي . وقد أكدت مصادر من مديرية الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية ل"المساء" أن ملياري سنتيم هي القيمة الحقيقية للمنح التي صرفت رسميا للجمعيات. وشهد النقاش، الذي كان غالبية حاضريه من المنظمات والهيئات الجمعوية، مشادات كلامية بين رئيس منتدى المواطنة عبد العالي مستور وبعض الحاضرين ،الذين أرادوا أن يعبروا صراحة عن موقفهم تجاه أداء وعمل المجلس، لكن قوبل تدخلهم بالرفض، بذريعة أن المكان والزمان لا يسمحان بمعاتبة وحساب مجلس المدينة، وأجل ذلك إلى جلسات أخرى. وقد انتقد أحد الحاضرين مشروع المبادرة المعلن عنه، واعتبره قصير الأمد، وعاب على رئيس منتدى المواطنة عدم إشراكه الجمعيات في البرنامج الذي على لم تحدد له إستراتيجية واضحة المعالم، حد تعبيره، وبأن غالبية المدعوين لا يعرفون إن كانوا شركاء أم ضيوفا. يشار إلى أن المشروع، الذي انطلق بمبادرة من منتدى المواطنة، يطمح إلى تأسيس مبادرة هدفها مشاركة المجتمع المدني في تسيير الشأن العام، ليعمل كفضاء للتشاور والحوار والاقتراح والمرافعة، من أجل النهوض بثقافة الحكامة المحلية وتقوية مشاركة المواطنين في التخطيط وإنجاز برامج تنموية على الصعيد المحلي، من خلال اختيار ومراقبة ودعم الجماعات المحلية ومؤسسات الخدمات العمومية.