تحول اجتماع عادي لمكتب مجلس مدينة آسفي عقد أول أمس من دراسة المشاكل الحقيقية، التي تعيشها المدينة- زيادة على تأخر صرف أجور أزيد من 2000 موظف جماعي منذ شهرين، وكذا سلسلة الفضائح التي كشفت عنها عملية الافتحاص التي يقوم بها قضاة مجلس الحسابات، و التي أظهرت تورط مستشارين بارزين بالمجلس في نهب المال العام واستغلال النفوذ - إلى محاكمة لجريدة "المساء" من قبل نائبين للرئيس، أحدهما من العدالة والتنمية والآخر من حزب الاستقلال. وقالت مصادر حضرت الاجتماع أن كلا من عبد الجليل لبداوي، عن حزب العدالة والتنمية، وعلي بن عبد الرازق، عن حزب الاستقلال، وهما معا نائبان للرئيس، قاما بالتتابع ب"محاكمة" جريدة "المساء" بسبب تغطيتها الإعلامية اليومية التي واكبت عمل قضاة مجلس الحسابات، في وقت أشهر فيه أحدهما نسخة من الجريدة خلال الاجتماع، وطالب بالضغط على رئاسة المجلس لتكذيب المعلومات ووقف ما أسماه "تسريبات معطيات تهم السير العادي للمجلس والتحفظ بشأن إخراج قراراته ومداولاته للرأي العام عبر الصحافة"، حسبه. واستنادا إلى المصادر ذاتها طالب المستشار عن حزب الاستقلال، علي بن عبد الرازق، بمنع سمير كًودار، نائب رئيس مجلس المدينة والكاتب الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، بالتحدث إلى يومية "المساء"، مضيفا أن على المجلس أن يحصن نفسه مما أسماه "التسريبات"، وهو التدخل الذي أشعل فتيل المواجهة بين فريق مستشاري حزب الاستقلال مع فريق مستشاري الأصالة والمعاصرة وصلت حدتها إلى تبادل الاتهامات بين كل طرف حيث وصل صدى هذه المواجهات الكلامية إلى خارج قاعة الاجتماع. من جهته، قال سمير كًودار، نائب رئيس مجلس المدينة والكاتب الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، في تصريح خاص ب"المساء" إن "هناك تيارا داخل كل من حزب الاستقلال والعدالة والتنمية لا يرتاح لتواجدنا وسط أغلبية المجلس، كما أن هذا التيار المعزول عن مواقف أحزابهما الرسمية لا يروقه سياسة الانفتاح الإعلامي التي نمارسها ونعتبر أنفسنا ملزمين بإخبار الرأي العام بكل القرارات التي تتخذ داخل مجلس المدينة وتهم الشأن العام للمواطنين". ونفى عبد الجليل لبداوي، نائب رئيس مجلس المدينة والأمين العام الجهوي لحزب العدالة والتنمية، في اتصال مع الجريدة أن يكون قام بمحاكمة ليومية "المساء"، مؤكدا على أن تدخله وسط اجتماع مكتب المجلس جاء ليطالب بأن يكون حضور الجماعة في وسائل الإعلام مواكبا بإجراءات كفيلة لتوضيح مواقفها من مختلف القضايا المنشورة، وأن تواكب الحركية الإعلامية، دون أن ينفي في معرض حديثه إشهاره ليومية "المساء" وسط الاجتماع، موضحا ذلك بأنه طالب فقط رئاسة المجلس باستفسارات عن معلومات منشورة بأحد أعداد الجريدة. و فيما تحفظ المستشار علي بن عبد الرازق الرد على اتصالات "المساء"، قال إدريس الثمري، نائب رئيس مجلس المدينة والكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية، أن الحزب لا يزعجه العمل الإعلامي ليومية "المساء"، وأن هناك جهات لم يسمها هي التي تنزعج من الخط التحريري للجريدة، مضيفا أن موقفه واضح بهذا الخصوص، وهو حق كل منتخب في الحديث إلى وسائل الإعلام، في حين كشفت المواجهات الكلامية التي دارت بين أغلبية الرئيس الاستقلالي محمد كاريم خلال الاجتماع ذاته تحفظ رئيس مجلس المدينة من الخوض في هذا السجال.