أظهرت الوثائق الدبلوماسية الأمريكية التي سربها موقع «ويكيليكس» أن السلطات الإماراتية طلبت من الولاياتالمتحدة المساعدة في التحقيق في اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح، من خلال تقديم معلومات عن مشتبه فيهم يحملون بطاقات اعتماد صادرة عن مصرف أمريكي. وتظهر وثيقة، مؤرخة في 24 يناير 2010 وصادرة عن السفارة الأمريكية في أبوظبي، أن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش طلب رسميا من السفير الأمريكي المساعدة في تقديم معلومات عن 3 أشخاص يحملون بطاقات اعتماد صادرة عن مصرف «ميتا بنك» في أيوا، كما تضمنت الوثيقة أرقام بطاقات الاعتماد. ونقلت السفارة الأمريكية الطلب الإماراتي إلى مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، وطلبت ردا سريعا عليه. وناقش وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الموضوع مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في 23 فبراير الماضي. كما تظهر الوثيقة أن مديرية أمن الدولة في دبي وجهت طلبا إلى المصرف المركزي في الإمارات، تطلب فيه من وحدة تبييض الأموال والتعاملات المشبوهة جمع معلومات «بشكل طارئ» عن بطاقات الاعتماد الثلاث التي حددت أرقامها، بالإضافة إلى حسابات المشتريات والدفعات باستخدام تلك البطاقات «بما أن مستخدمي تلك البطاقات تورطوا في اغتيال محمود المبحوح». وتشمل برقية ثانية، مؤرخة في 31 يناير 2010 وموقعة من السفير الأمريكي في الإمارات ريتشارد أولسون، التغطيات الإخبارية لاغتيال المبحوح، وأشارت إلى أن السفير التقى بالصدفة مع المستشار الإعلامي لوزير الخارجية الإماراتية عبد الله بن زايد آل نهيان خلال الإعلان عن الاغتيال. ولفت أولسن انتباه المستشار الإعلامي إلى عملية الاغتيال، فأجرى اتصالات عدة ثم أبلغ السفير بأن حاكم دبي محمد بن راشد وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يناقشان الموقف العام الذي ستصدره الإمارات. وأوضح أن الخيارين المطروحين هما إما ألا يتم قول شيء نهائيا أو الكشف، كليا أو جزئيا، عن التحقيقات التي تجريها الإمارات. وفي هذا الصدد، كتب السفير الأمريكي في برقية دبلوماسية، مستشهدا بمحادثة مع مستشار إعلامي لحكومة الإمارات، يقول: «كان الخياران اللذان بُحثا هما التكتم التام أو كشف المحتوى الكامل تقريبا لتحقيقات الإمارات». وكتب السفير الأمريكي -حسبما أوردته وكالة «رويترز»- أن عدم ذكر شيء «كان سيُفسَّر على أنه حماية للإسرائيليين». وتبين البرقيات، التي أذاعها موقع «ويكيليكس» على الأنترنيت، أن الحدث خضع للبحث لمدة تسعة أيام على أعلى مستوى قبل إذاعته. وكتب أولسون: «أُعِدَّ البيان بعناية بحيث لا يشير بأي أصبع إلى أحد وإنما يشير... إلى عصابة يحمل أفرادها جوازات سفر غربية، على أن يُفسر محليا على أنه يشير إلى الموساد». وأوردت الوثيقة تعليقا أمريكيا على الموقف الإماراتي، حيث قال المسؤولون الأمريكيون إن عدم قول أي شي يمكن أن يفسر على أنه يحمي الإسرائيليين، ولذلك اختارت الإمارات أن تكشف عن كل شيء. يذكر أن شرطة دبي سمّت 33 مشتبها في تورطهم في قضية اغتيال المبحوح، وكشفت التحقيقات أن 12 منهم استخدموا جوازات سفر بريطانية مزوّرة، والآخرون استخدموا جوازات سفر مزوّرة إيرلندية وأسترالية وفرنسية وألمانية مزوّرة أو مسروقة، وقالت إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يقف وراء عملية الاغتيال. وكانت الولاياتالمتحدة قد نفت، في مطلع السنة، أن تكون الإمارات قد تقدمت بطلب للمساعدة في التحقيق. يشار إلى أن السلطات الإماراتية لم تعلق بعد على فحوى هذه البرقيات.