«الحلوى محلية الصنع في الثلاجة والذرة المزروعة في الحديقة هي إحدى المؤشرات التي تدل على أن هذين الزوجين من ولاية مينيسوتا يقطنان قصرا فخما مخصصا لكبار الشخصيات الأمريكية في هذه الدولة الإفريقية».. هكذا بدأت الصحافية الأمريكية شارون شميكل تقريرها المطول والمفصل عن حياة سفير الولاياتالمتحدة في المغرب، صاموئيل كابلان، وزوجته سيلفيا، في صحيفة «منبوست». وتقول الصحافية إنه لم يمض أكثر من عام على انتقال سام كابلان وزوجته سيلفيا من منزلهما بالقرب من نهر المسيسبي في منيابوليس إلى فيلا أمريكا، مقر الإقامة الرسمي لسفير الولاياتالمتحدة لدى المغرب، ولكنهما خلال تلك السنة، مارسا السياسة بشكل جيد ومقنع على طول الطرق المليئة بالأتربة في القرى الريفية، وعلى موائد الدبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم ، كما في بهو القصر الملكي. وتلاحظ الصحافية أنه على الرغم من متطلبات السياسية والبروتوكول، فقد قرر هذان الزوجان من مينيسوتا ممارسة الحياة السياسية بطريقة مميزة، وهي الظهور دوما معا كزوجين، كما كانا يفعلان على مدى عقود في مينيابوليس. وتستغرب كيف أنهما لم يفارقا بعضهما ولو لليلة واحدة، رغم أعباء السفير الدبلوماسية المتواصلة! وفي سؤال طرحته الصحافية الأمريكية على السفير «سام» حول أصعب جزء من تجربته كسفير حتى الآن، أجاب كابلان قائلا إن «أي شخص يقول لك إن أصعب جزء من مهام السفير لا يتضمن فهم تعقيدات البلد المضيف هو شخص يخادع نفسه»، وتابع السفير الأمريكي: «لست متأكدا من أنني مع استخدم كلمة «أصعب» بل إنني أفضل تعبير أكبر تحد... يجب على المرء التكيف مع حقيقة أن البلد المضيف لديه حكومة مختلفة وتاريخ مغاير لما هو الحال في الولاياتالمتحدة. « ويكشف الحوار المطول أن كابلان، أكبر جامعي التبرعات للرئيس باراك أوباما في حملة 2008 المالية، فضل الذهاب إلى المغرب على الذهاب سفيرا إلى البرتغال أو المجر وأنه عمل شخصيا على إدراج المغرب ضمن اختياراته لتمثيل الولاياتالمتحدة دبلوماسيا. وتقول الصحافية الأمريكية إن المغرب، وهو حليف قوي للولايات المتحدة، يتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة تغطي على مساحته التي تتجاوز مساحة ولاية كاليفورنيا بقليل. وفي حواره مع شميكل، قال السفير سام أن المغرب من أكثر الدول التي تحظى بثقة الولاياتالمتحدة، وأضاف أن هذا البلد يمكن الاعتماد عليه في جميع القضايا الرئيسية: مكافحة الإرهاب والتعاون في مجال الدفاع وإنفاذ القانون والتنمية الاقتصادية»... وقد كشف الزوجان كابلان، خلال المقابلة الصحافية، عن الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط إقامتهما في المغرب، خاصة أنهما يحتجان على الأقل إلى ستة من رجال الأمن المدربين أينما حلوا وارتحلوا. كما أن أي رحلة بالسيارة تحتاج إلى موكب من سيارات الأمن التي ترافق السفير وتعمل على حمايته. وتقول زوجة السفير إنه بالرغم من أن هذه الأمور تحد من حرية حركتهما، فإنها أمور مهمة خاصة في ما يتعلق بإحساسهما بالأمان في المغرب. وتحدث السفير الأمريكي -يهودي الديانة- مع الصحافية عن تقريره المفصل الذي يرسله إلى واشنطن كل صيف حول وضعية حقوق الإنسان في المغرب قائلا: «في كل قسم من ذلك التقرير، بعض الإيجابيات والسلبيات ما عدا واحدة تتعلق بوضع اليهود في المغر، ففي هذا القسم لا توجد سلبيات. ليس هناك من استثناءات معروفة في المغرب... يتم التعامل مع المجتمع اليهودي بشكل جيد، وباحترام كامل». وقد تحاشى السفير الخوض في موضوع طرد المبشرين المسيحيين -خاصة بعد انتقادات وجهت له شخصيا في أمريكا، هو ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون- قائلا: «أعتقد أن الوضع قد هدأ الآن ويجب علينا أن نمضي قدما». وفي المقابل، كان الزوجان كابلان أكثر حرصا على الحديث عن حقوق الإنسان في المغرب، حيث تبرز مكانة المملكة بين الدول الإسلامية في موضوع النهوض بوضعية المرأة، نتيجة للمبادرات التي أشرف عليها الملك محمد السادس على مر العقد الماضي، للدفع بحقوق المرأة وتشجيع ترشيح النساء للمقاعد البرلمانية والمناصب المحلية. كما أوضح الزوجان كابلان أن الولاياتالمتحدة والعديد من منظمات الإغاثة الخاصة حريصون على أن يكونوا شركاء في هذا الجهد. ولذا، فإن السفير وزوجته يخرجون لدعم برامج محو الأمية للفتيات وزيارة المصانع التي تعمل بها النساء في وظائف ذات أجور متدنية.