اختار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الديمقراطي سامويل كابلان سفيرا جديدا للولايات المتحدة في المغرب، خلفا للسفير السابق توماس رايلي. خبرته في المحاماة ودعمه لحملة أوباما في الانتخابات الرئاسية دفعت البيت الأبيض، حسب المحللين، إلى مكافأته بتمثيل أمريكا في الرباط. بعد أن أمضى سنوات وهو يعمل في المحاماة والاستشارات القانونية، سيجد سامويل كابلان نفسه في أول بلد اعترف باستقلال أمريكا سنة 1783 وهو ما جعله يشعر بشكل مبكر بثقل المسؤولية لمهامه الجديدة في الرباط خلفا للسفير الأمريكي السابق توماس رايلي. وعين الرئيس الأمريكي باراك أوباما سامويل كابلان، 72 سنة، سفيرا للولايات المتحدةالأمريكية في المغرب. وفي حالة تأكيد مجلس الشيوخ الأمريكي لهذا التعيين، فسيصبح كابلان، السفير الأمريكي الثالث والثلاثين الذي يتقلد هذا المنصب. حصل كابلان على شهادة الإجازة في التسيير الإداري، تخصص المحاسبة، سنة 1957 بدرجة الامتياز وعلى دكتوراه في القانون من جامعة مينيسوتا بعد ثلاث سنوات.. أشرف على إصدار المجلة القانونية ووشح بلقب شرفي في مينيسوتا. مارس كابلان التدريس في الجامعة، حيث كان أستاذا مساعدا للقانون خلال السنوات الأولى على نيله شهادته العليا. لا يخفي كابلان سعادته عندما يتم استدعاؤه لإعطاء دروس ومحاضرات في كليات القانون وكذا ليقوم بتنشيط ندوات في إطار برامج مستدامة لتدريس مادة القانون. أسس كابلان مع شريكه سترانجيس شركة «وندسور بانك شييز» التي تمتلك مصرف «وندسور» والذي يعمل في عدة مناطق بولاية مينيسوتا، قبل أن تتحول ملكية هذه المجموعة في ما بعد إلى شركة «أسوشيتد بانك». عمل كابلان أيضا رئيسا مديرا عاما لشركة مصرفية «بانكينغ كوربوريشين» في فلوريدا التي تمتلك «فورس فلوريدا بانك» في نابولي في ولاية فلوريدا. وتم اقتناء هذه الشركة في ما بعد من طرف الشركة المالية سينوفوس. لا يتوقف النشاط التجاري لابن مينيسوتا عند هذا الحد، إذ ينشط أيضا في عدة جمعيات خيرية وكان عضوا في مجلس المؤسسة الخيرية «هاري كاي»، كما كان رئيسا للمؤسسة اليهودية لمينيابوليس. ارتباطه بشؤون الحزب الديمقراطي ظهر في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وترأس حملات السيناتور بول ويلستون، وخاصة حملته في سنة 1990 التي توجت بانتخابه وأخرى سنة 1996 التي أعادت انتخابه. واليوم يعمل كابلان عضوا بمجلس إدارة «ويلستون أكشن». كما ارتبط أيضا بالحملات الرئاسية لطوم هاركين سنة 1992 وبيل برادلي أربع سنوات بعد ذلك في مينيسوتا، وكذا حملات أخرى لريباك لنيل منصب عمدة مينيابوليس وللعديد من المرشحين لعضوية الكونغرس الأمريكي. كابلان كان أيضا أحد زعماء حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لجون كيري سنة 2004 في مينيسوتا وعضو اللجنة الوطنية للدعم المالي للحملة الرئاسية لباراك أوباما، إذ نجح رفقة زوجته سيلفيا في جمع تبرعات ناهزت 200 ألف دولار لفائدته. مما جعله أكثر الأسماء تداولا منذ أسابيع لشغل منصب سفير أمريكا في المغرب، وأبدت مصادر من البيت الأبيض مساندتها لهذا الترشيح. وقبيل تعيينه سفيرا للمغرب، عبر أوباما عن امتنانه للخدمة التي يقدمها الديبلوماسيون الأمريكيون، وتابع قائلا: «سوف يضيفون إلى إدارتي المزيد وأنا متأكد من أنهم سوف يمثلون بلادنا جيدا ويساعدون في تعزيز علاقتنا مع المجتمع الدولي». وعشية الإعلان عن قرار أوباما، مساء الجمعة الماضية، كان كابلان وزوجته يشاركان في دورة ديبلوماسية تدريبية بواشنطن، وصرح لوسائل الإعلام الأمريكية أن مهمته الجديدة «شرف كبير له»، وامتنع عن إعطاء مزيد من التصريحات في انتظار تأكيد مجلس الشيوخ الأمريكي لقرار أوباما، وتقديمه رسميا في المجلس من طرف أمي كلوبوشر. وفي حالة الموافقة على قرار تعيينه، سيكون كابلان ثاني سفير من مينيسوتا في عهد الرئيس الأمريكي أوباما، بعد تعيين ميغيل دياز الشهر الماضي ممثلا لأمريكا لدى الفاتيكان، وأول ديبلوماسي أمريكي من أصل لاتيني يعمل بالفاتيكان منذ 1984. وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن كابلان سيكون ضمن الديبلوماسيين الأمريكيين اليهود الذين يعملون في العالم العربي، وتابعت أنه ينظر رفقة زوجته بتفاؤل إلى منصبه الجديد في الرباط. ويعيش كابلان بمينيسوتا ويزاول مهامه في ميدان المحاماة والخدمات القانونية في الشركة التي تحمل اسمه. ويتذكره الأمريكيون جيدا عندما كشف عن مساندته للمرشحين الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث سبق أن ساند عضو الكونغرس وأول مسلم أمريكي يترشح للحصول على تزكية الحزب الديمقراطي كمرشح للرئاسة، كيث أليسون. وصرح والتر موندال، أبرز الديبلوماسيين السابقين في الحزب الديمقراطي في لقاء صحافي، أن سام كابلان يعطي مؤشرا قويا على الموقع الذي يحظى به المغرب لدى الإدارة الأمريكية، «إنه بلد إسلامي معتدل وقريب من أوربا ولا يخفي نواياه في العمل مع الأمريكيين بشكل جاد، وكابلان سيكون الرجل المناسب»، يقول موندال.