أدت قوة الأمطار، التي تهاطلت على منطقة دار بوعزة والمناطق المجاورة لها، منذ مساء الاثنين المنصرم، إلى عزل سكان المنطقة عن العالم الخارجي، فيما أغلق رئيس البلدية هاتفه المحمول في وجه المتصلين به من السكان المتضررين. وهكذا تعرضت القرية النموذجية وتجزئة المتوكل وكاريان ابن عبيد وغيرها إلى فيضانات لم تعهدها المنطقة قط. كما أن غياب قنوات صرف مياه الأمطار ساهم في استفحال هذه الكارثة. وقضى المواطنون ليلة بيضاء وهم يحاولون التخلص من المياه المتدفقة اعتمادا على إمكانياتهم الخاصة كاستخدام المتاريس، وهي عبارة عن أكياس بلاستيكية مملوءة بالرمل واستعمال المضخات. وقد بلغ ارتفاع المياه قرابة المترين، الشيء الذي أدى إلى شل الحركة في بعض الدواوير التي ظل سكانها يصيحون طالبين النجدة. كما أن مواطنين بمنطقة طماريس ما فتئوا يوجهون نداء الاستغاثة لأنهم ظلوا محاصرين ساعات ولم يتمكنوا من الالتحاق بمنازلهم. كما أن جزءا من بعض الطرق قطع تماما كما هو الحال بالنسبة للطريق الجهوية رقم 320 المسماة بطريق أزمور على مستوى باحة بترومين والطريق الوطنية رقم 1 على مستوى دوارالعتيقيين وليساسفة، وكذا الطريق الإقليمية رقم 3012 على مستوى غابة وادي مرزك. ولم تسلم من الفيضان حتى المرافق العمومية كالمركز المؤقت للدرك الملكي بدار بوعزة الذي غمرته المياه، ولولا المضخات لكانت الوثائق تعرضت للاندثار. وظل المواطنون يتصلون بالوقاية المدنية دون أن يرد على اتصالاتهم أحد، وأدت السيول القادمة من مشروع الرحمة إلى غمر مناطق بأكملها في كاريان ابن عبيد وما جاوره بسبب الانحدار. كما أن دواوير بدار بوعزة كدوار العراقي والعتيقيين والبكيريين وتجزئة سعدان العشوائية ودوار البحري ودوار العيدية ودار كريكوان وحارث حمري ودوار الزين والمصدق واعرابة ودوار الحريشي وكل دوار الحلالفة الشرقية قد غمرتها المياه بسبب هشاشة البناء وغياب البنى التحتية. كما أن طريق الزويركة المارة من أمام مقبرة سيدي بوشعيب ومسجد دوار الحلالفة مازالت مقطوعة. وتجدر الإشارة إلى أن واد مرزك الذي يصب قرب تجزئة المتوكل بدار بوعزة زاد منسوبه بفعل المياه العادمة القادمة من بلدية برشيد والنواصر وغيرها، الشيء الذي ينذر بكارثة بيئية تبدو ملامحها من الآن كما حدث في السنة الماضية حين عمدت بلدية برشيد ومصانع ومعامل حد السوالم إلى رمي المياه العادمة والمياه الملوثة بالمواد الكيماوية مباشرة في مجرى الواد المذكور، الشيء الذي تسبب في نفوق عدد كبير من رؤوس الأبقار والاغنام والخيل.