خلفت التقلبات الجوية المتلاحقة، خلال الأسبوع الجاري، خسائر بشرية ومادية مهمة، في عدد من المناطق بالمغرب، بسبب الأمطار الطوفانية وفيضانات الأودية، والثلوج الغزيرة، التي عزلت مدنا وقرى عن محيطها الخارجي. في إقليمخنيفرة، لقيت امرأتان حتفهما غرقا، مساء الثلاثاء الماضي، بسبب سيول جارفة بمولاي بوعزة. وعاش سكان المدينة "يوما أسود"، وسط الهلع والرعب، بسبب فيضان أم الربيع، ولولا يقظة المواطنين وتوقعهم لهول الكارثة، لكانت الخسائر أفدح. واجتاحت السيول وروافد نهر أم الربيع، التي ارتفع منسوب مياهها، العديد من المنازل في أحياء عدة، ما أدى إلى إتلاف أثاث المواطنين وتجهيزاتهم المنزلية، كما أتت السيول على البنية التحتية وقنوات الصرف الصحي، وتسببت في أضرار بليغة ببعض القناطر، نظرا لقوة التيار المائي، واجتاحت الأراضي الفلاحية، متسببة في نفوق الماشية، وإتلاف المزروعات، والأشجار المثمرة. وبإقليم أزيلال، أفادت مصادر "المغربية" أن الثلوج الكثيفة، التي تساقطت في عدد من الجماعات القروية التابعة لإقليم أزيلال، قطعت العديد من المحاور الطرقية، وحاصرت سكان المنطقة، وعزلتهم عن محيطهم الخارجي، وحالت دون أدائهم أنشطتهم اليومية. وأوضحت المصادر أن طريق أزيلال آيت امحمد- زاوية أحنصال مقطوعة، بينما أغلقت المدارس في وجه الأساتذة والتلاميذ، وأغلقت المسالك أمام المتوجهين إلى المستوصفات المحلية والمستشفيات الإقليمية. وقالت المصادر ذاتها إن سكان زاوية أحنصال يشكون العزلة، ومشاكل صحية، بسبب انخفاض درجة الحرارة، مع افتقارهم لحطب التدفئة، بسبب بلوغ الثلوج ما بين متر ونصف ومترين، لدرجة أن عددا من أبواب البيوت ظلت موصدة، بعد أن حالت الثلوج دون فتحها. وأشارت المصادر إلى افتقار السكان المحاصرين للمواد الغذائية، ونفاد مخزونهم من علف الماشية، وحيلولة كثافة الثلوج دون خروجهم لجلب الماء، فضلا عن افتقارهم لشبكة الهاتف المحمول، للتواصل مع العالم الخارجي. من جهة أخرى، تسببت الأمطار الطوفانية التي اجتاحت منطقة الغرب ليلة الأربعاء- الخميس، في عدة خسائر بكل من أحياء المنطقة الفيضية بدوار الشانطي بسيدي يحيى الغرب، وكذلك أحياء "الديور الجداد"، و"الكرطون"، لفيضانات واد "بوشلحة"، الملقب ب "الحيمر"، إضافة إلى فيضانات واد تيفلت، حيث غمرت المياه المنازل. وأكدت مصادر "المغربية" أن الفيضانات تسببت في عدة خسائر، همت الأفرشة، والوثائق وانقطاع الطرق وتعذر الحركة الدراسية بمدرسة الشهيد بلقصيص، وإعدادية جابر بن حيان، ما أرغم السكان على الرحيل إلى مناطق مجاورة. وأضافت المصادر ذاتها أن مركز الشرطة لم يسلم بدوره من تلك الفيضانات، حيث غمرته المياه، مشيرة إلى أن هذه الأحياء تتعرض باستمرار لخسائر خلال فضل الشتاء دون أن يكلف المسؤولون عناء إيجاد حلول ناجعة حتى لا تكرر المأساة كل سنة.