تبدأ اليوم في ضواحي نيويورك مفاوضات الجولة الثالثة بين المغرب والبوليساريو حول نزاع الصحراء، بهدف إطلاق دينامية جديدة بين الطرفين تحت رعاية المبعوث الأممي كريستوفر روس الذي يسعى إلى إحراز النجاح في هذه المهمة منذ تولي مهمته خلفا لسلفه بيتر فان والسوم. وقبل يومين من انطلاق هذه المفاوضات، وجه الملك محمد السادس، في خطابه أول أمس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، رسالة واضحة إلى الأممالمتحدة، تقول إن الجزائر لاعب رئيسي في المناورات التي تعطل مسار الحل السياسي في الصحراء، خصوصا برفضها السماح للمفوضية العليا للاجئين بإحصاء سكان المخيمات وحمايتهم. وهذا يعني، من بين ما يعنيه، أن أي مفاوضات ترعاها الأممالمتحدة لا تدخل في الحسبان وجود الجزائر كطرف رئيسي في اللعبة مصيرها الفشل كسابقاتها. قبل أربع سنوات عندما وضع المغرب مقترح الحكم الذاتي في الصحراء كحل نهائي للنزاع، كان الهدف هو إيجاد مقاربة مختلفة تقطع مع الخيارات السابقة التي تم تجريبها دون جدوى وكانت نتيجتها هي هدر الوقت، لكن الملفت للانتباه هو أن هذه المقاربة الجديدة لم تواكبها مقاربة جديدة أيضا على مستوى آلية التفاوض، فقد ظلت الجزائر مصرة على موقفها باعتبارها غير معنية بالنزاع، كما يقول مسؤولوها باستمرار، وأظهرت المقاربة الكلاسيكية، التي تقول إن طرفي النزاع الرئيسيين هما المغرب وجبهة البوليساريو، محدوديتها، لأن هذه الأخيرة ليست سوى لعبة من ورق يحركها النظام الجزائري، ربما لهذا السبب يعرب الكثيرون عن تفاؤل محدود بنتائج جولة اليوم، لكن المغرب يستمر مع ذلك في مد يده لعل الرشد يعود يوما إلى جيراننا.