في ختام زيارته للمغرب ولقاءاته مع المسؤولين المغاربة، بعد جولة في المنطقة قادته إلى المغرب، يوم الجمعة الماضي، كآخر محطة له، التقى المبعوث الأممي في نزاع الصحراء، كريستوفر روس، الملك محمد السادس، الذي استقبل الدبلوماسي الأمريكي في القصر الملكي في الدارالبيضاء. وكان روس قد عقد، قبل ذلك، مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، ووزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، صبيحة أول أمس الاثنين، لم يتسرب بخصوصها شيء، غير أن مصادر مقربة من ملف الصحراء قالت إن روس بحث مع المسؤولين المغاربة قضية استئناف المفاوضات مع البوليساريو، المتعثرة منذ آخر جولة عقدت في 2008، واللقاء المباشر غير الرسمي الذي يُتوقَّع أن يرعاه روس بين المغرب والبوليساريو يوم الأربعاء المقبل. وقالت المصادر ل«المساء» إن احتجاجات مخيم العيون وقضية اختطاف مصطفى ولد سلمى كانت ضمن برنامج المباحثات التي أجراها روس مع المسؤولين في المغرب خلال زيارته التي استمرت خمسة أيام واختُتمت أمس الثلاثاء. ووصف روس مباحثاته مع وزيري الخارجية والداخلية، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أول أمس الاثنين بأنها مفيدة، مشيرا إلى أن الهدف من جولته في المنطقة هو التمهيد لاستئناف المحادثات بين الرباط وجبهة البوليساريو في مطلع الشهر المقبل، وقال إن اللقاء سيجري بحضور الجزائر وموريتانيا، بوصفهما جارين، يهدف إلى «التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفق عليه بين الطرفين. وعن فحوى محادثاته مع المسؤولين المغاربة قال روس: «ناقشنا ضرورة تجاوز الوضع الحالي وآليات عملية التفاوض وكيفية تسيير إجراءات بناء الثقة»، مضيفا أن مباحثاته تناولت كذلك «الضرورة الملحة لخفض التوتر السائد (في المنطقة) وتجنب كل ما من شأنه تكدير الأجواء أو إعاقة التقدم خلال الجولة الجديدة من المفاوضات»، معربا عن أمله في أن تتيح هذه المفاوضات «فتح الطريق بخطى ملموسة نحو الحل المنشود». وحسب مصادر مطلعة، فإن المبعوث الأممي في نزاع الصحراء، خلال زيارته للمغرب، توصل برسالة هامة من المسؤولين المغاربة الذين قابلهم، وهي أن المقترح الذي تقدم به المغرب حول الحكم الذاتي في الصحراء هو الخيار الوحيد لحل النزاع في الصحراء، بهدف «إغلاق الباب أمام أي محاولة لإحياء مخطط بيكر»، الذي تحاول جبهة البوليساريو جر المبعوث الأممي إليه. ويذكر أن روس سبق أن صرح، لدى تعيينه خلفا للهولندي بيتر فان والسوم، برغبته في إحياء ذلك المخطط الذي كان قد رفضه المغرب أو البحث عن بدائل أخرى لتحريك آلة المفاوضات بين المغرب والبوليساريو.