روس يسعى إلى كسر حالة الجمود في مسلسل المفاوضات تمهيد ا لعقد الجولة الخامسة يستأنف يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين 8 و9 نونبر بمنهاست بضواحي نيويورك، الاجتماع غير الرسمي الثالث بين أطراف النزاع في الصحراء، حسب ما أعلن عنه المتحدث باسم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء أول أمس بنيويورك، من أجل كسر حالة الجمود التي توجد عليها المفاوضات بين الأطراف، تمهيدا لعقد الجولة الخامسة منها. وأكد مارثن نيسركي، المتحدث باسم كريستوفر روس، حسب ما نقله موقع أنباء الأممالمتحدة أول أمس الثلاثاء، على أن إيجاد تسوية لنزاع الصحراء، يحظى بالأولوية في الأممالمتحدة، مضيفا «نأمل أن يكون الاجتماع غير الرسمي الثالث بين الأطراف، مفيدا لمساعدة هذه الأطراف على تجاوز حالة الجمود في مسلسل التفاوض». ويشارك في الاجتماع، الذي تحتضنه منطقة «كرين تري» على جزيرة لونغ أيلاند بضواحي نيويورك، بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، طرفا النزاع المباشر، المغرب والبوليساريو، بالإضافة إلى الدولتين الجارتين، الجزائر وموريتانيا. ويخيم على اللقاء المرتقب بداية الأسبوع المقبل، ما تعرفه قضية مصطفى ولد سيدي مولود الذي لا زالت تعتقله ميليشيات البوليساريو، والذي تفيد أخبار أنه تعرض لإطلاق النار أصيب على إثرها بجروح في ساقه، على إثر محاولة الفرار التي أقدم عليها نهاية الأسبوع الماضي. ويأتي الإعلان عن موعد اللقاء الثالث غير الرسمي حول الصحراء، عقب الجولة الأخيرة التي قام بها كريستوفر روس إلى المنطقة، والتي استهلها من الجزائر العاصمة، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، وتكسير حالة الجمود التي يعرفها مسلسل المفاوضات. كما يأتي هذا اللقاء غداة احتفال الشعب المغربي بالذكرى الخامسة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة، تلك الملحمة التي تجاوبت معها كافة فئات وشرائح الشعب لاستكمال الوحدة الترابية للملكة. وقد عقد لقاءان غير رسميان حول الصحراء، الأول في العاصمة النمساوية فيينا في غشت سنة 2009، والثاني بنفس المكان الذي يحتضن اللقاء المقبل، وكان قد عقد في فبراير من هذا العام. وتوقف مسلسل المفاوضات المباشرة بين الأطراف منذ مارس 2008، بعد عقد أربع جولات كانت الأولى في يونيو 2007، تلتها الثانية في غشت من نفس السنة. وعقدت الجولة الثالثة من المفاوضات تحت إشراف الأممالمتحدة والمبعوث الشخصي السابق للأمين العام، الهولندي بيتر فان فالسوم في الأسبوع الأول من شهر يناير من سنة 2008، ثم كانت الجولة الأخيرة في مارس من نفس السنة. ومنذ أبريل 2007، قدم المغرب مبادرته لمنح الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، وهو المقترح الذي حظي ولا يزال، بتأييد دولي واسع، خصوصا من طرف الدول الكبرى النافذة والدول الدائمة في مجلس الأمن الدولي. ووصفت العديد من الدول المقترح المغربي ب»الجدي والمعقول»، باعتباره القاعدة المثلى للدفع بالمفاوضات إلى الأمام من أجل التسوية العادلة والنهائية للنزاع المفتعل. وقد عبر المغرب أكثر من مرة، عن استعداده التام للتعاون مع الأممالمتحدة، طبقا للقرارات والتوصيات الصادرة عن المنتظم الدولي، من أجل التوصل إلى حل نهائي ودائم للنزاع المفتعل حول أقاليمه الجنوبية، وأبدى تجاوبا كبيرا مع القرارات الأممية التي تدعو الأطراف إلى التحلي بالواقعية والمرونة من أجل تسوية شاملة وعادلة ونهائية للنزاع الذي دام ثلاثة عقود ونصف.