روس يبدأ جولة في المنطقة الاثنين المقبل واحتمال استئناف المفاوضات حول الصحراء في نونبر القادم يستضيف المغرب يوم الجمعة المقبل ضيفا استثنائيا، يتعلق الأمر بالأمين العام للأمم المتحدة الذي ينتظر أن تعطي زيارته دفعة قوية لتحريك المسلسل التفاوضي حول قضية الصحراء التي دخلت أفقا مسدودا منذ أكثر من سنتين، وبعده يستقبل مبعوثه الشخصي إلى المنطقة في جولة جديدة يبدأها من الرباط لاستطلاع مواقف الأطراف حول استئناف المفاوضات المتعثرة إلى حد الآن. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين الماضي، أن بان كي مون سيحل يوم الجمعة المقبل بالمغرب للمشاركة في ندوة دولية تحتضنها مدينة مراكش، ينظمها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، قبل أن يتوجه إلى فرنسا. وفي بداية الأسبوع المقبل يستأنف مبعوثه الشخصي إلى الصحراء، كريستوفر روس، جولة في المنطقة للتمهيد لعقد جولة من المباحثات بين أطراف النزاع. وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، حسب ما نقله موقع الأممالمتحدة أول أمس الاثنين، أن الأمين العام للأمم المتحدة سيلقي خطابا في افتتاح ملتقى مراكش حول السياسة الدولية. وينتظر أن يستقبل بان كي مون من طرف جلالة الملك وسامي المسؤولين المغاربة، وسيعقد لقاء مع مسؤولي بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء. ويشارك بان كي مون إلى جانب حوالي 140 شخصية من عالم السياسة والإعلام والقطاع الخاص والأكاديميين حول موضوع الحكامة الدولية التي تعقد على مدى ثلاثة أيام ما بين 15 و18 من الشهر الحالي، قبل أن يتوجه إلى مدينة ستراسبورغ الفرنسية لحضور احتفال البرلمان الأوربي بذكرى الاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان في 19 من أكتوبر الجاري، وسيلقي خطابا أمام الجمعية العمومية للبرلمان الأوربي. وتخيم على أجواء زيارة المسؤول الأممي إلى بلادنا على الأخص التطورات الأخيرة في ملف مصطفى ولد سلمة ولد سيدي مولود، الذي أعلنت البوليساريو الإفراج عنه دون أن تحدد مكان وجوده، وعلى العموم الأوضاع المأساوية للمحتجزين بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر التي تكشف زيف ادعاءات البوليساريو حول حقوق الإنسان. وستكون زيارة الأمين العام للأمم المتحدة الأولى من نوعها إلى المغرب، وهي فرصة للتباحث مع الجانب المغربي حول التطورات الأخيرة في ملف الصحراء، والمأزق الذي وصل إليه مسلسل المفاوضات بإشراف الأممالمتحدة. وأعلن مكتب المتحدث باسم المبعوث الشخصي إلى الصحراء أن كريستوفر روس سيبدأ جولة جديدة إلى المنطقة ابتداء من 18 من الشهر الحالي ستقوده إلى كل من الرباطوالجزائر ونواكشوط ومخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، تمهيدا لعقد جولة من الاجتماعات غير الرسمية بين أطراف النزاع، التي يحتمل أن تعقد في شهر نونبر المقبل. وتأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي في الوقت الذي جدد فيه المغرب أمام المنتظم الأممي عزمه على الانخراط في مسلسل المفاوضات لإيجاد حل نهائي للنزاع في الصحراء، وأعرب في نفس الوقت عن أمله في أن تقوم الأطراف الأخرى بنفس الشيء من أجل السلام والاستقرار والوئام بالمنطقة المغاربية ومن أجل وحدة القارة الإفريقية. وأبدت وسائل الإعلام الجزائرية تخوفا كبيرا من زيارة بان كي مون إلى المغرب، بالرغم من أنها لا تدخل في إطار رسمي، وإنما في إطار تلبية دعوة تلقاها من مؤسسة دولية، حيث سيلقي خطابا توجيهيا في الجلسة الافتتاحية لندوة السياسة الدولية 2010، حسب ما أعلن عنه المتحدث باسمه. ولم يصدر أي رد فعل عن البوليساريو، واكتفت بالصمت والترقب مما يمكن أن تسفر عنه هذه الزيارة، قبل أن يبدأ روس جولته في المنطقة. وستمهد جولة المبعوث الشخصي المكلف بالصحراء لعقد جولة جديدة من الاجتماعات غير الرسمية، طبقا لقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن.