بينما كان متوقعا أن يحرك المبعوث الشخصي إلى الصحراء الجمود الذي دخله ملف الصحراء، منذ شهور عديدة، وتوقف المفاوضات بين طرفي النزاع، بدأت أوساط موالية للبوليساريو في الترويج لما تسميه «المقترح الجديد لكريستوفر روس» لإنهاء النزاع في الصحراء، بعد الزيارة التي قادته إلى ثلاث من الدول الداعمة، في الأسبوعين الأخيرين. وتشير هذه الأوساط إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام يبحث عن دعم الدول الدائمة في مجلس الأمن، خصوصا مجموعة أصدقاء الصحراء، لمشروع الحل الذي سيقدمه لأطراف النزاع. ولم يصدر إلى حد الآن أي تأكيد أو نفي لهذا الأمر، من الأممالمتحدة نفسها، ولا حتى من الأطراف المعنية، فيما يتوقع أن يستأنف المبعوث الشخصي جولته بالمنطقة في الخريف المقبل، قبل أن يكشف عما في جعبته للأطراف المعنية، على ضوء مشاوراته مع الدول المؤثرة في المنتظم الدولي. وكشفت هذه الأوساط أن المشروع الذي يحمله روس يتمثل في حكم ذاتي تحت إشراف الأممالمتحدة لمدة ثمان سنوات يكون متبوعا باستفتاء لتقرير المصير، حول الحكم الذاتي أو الاستقلال. واستند مروجو هذا الاحتمال إلى ما تضمنه بيان الأممالمتحدة بعد الزيارة التي قام بها كريستوفر روس إلى مدريد وباريس ولندن، بأن المشاورات الأخيرة تأتي في إطار « الحصول على دعم ونصح هذه البلدان». وإذا كان بيان الأمانة العامة للأمم المتحدة، الصادر في بداية شهر يوليوز الجاري،قد اكتفى بالإشارة إلى أن مشاورات روس مع العواصم المعنية كانت «مفيدة»، مضيفا أن تلك المشاورات «عكست رغبة الدول في دفع المفاوضات لإيجاد حل للنزاع، إلا أن ذات البلاغ لم يشر صراحة إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام يهييء لطرح خطة بديلة أو مشروع مخطط جديد للتسوية. واكتفى البلاغ الصادر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة بالقول إن الغرض من محادثات كريستوفر روس هو «التحدث والتشاور حول أفضل السبل التي يمكن أن تدفع المفاوضات إلى الأمام نحو حل مقبول لدى الطرفين، المغرب وجبهة البوليساريو، وأيضا للحصول على دعم ونصح هذه البلدان». في الوقت الذي أكد فيه البلاغ أن الدول المعنية التي زارها المبعوث الشخصي إلى الآن عبرت عن استعدادها للعمل مع الأطراف لضمان نجاح المحادثات المستقبلية. وبدأ كريستوفر روس جولة مشاوراته في كل من مدريد وباريس ولندن، حيث التقى بكبار المسؤولين بها، في أفق تحديد موعد زمني لجولة ثالثة من الاجتماعات غير الرسمية. على أن يستأنف جولة مشاوراته بكل من موسكو وواشنطن، ليستكمل زيارة عواصم دول مجموعة أصدقاء الصحراء بمجلس الأمن. وبينما كان الجميع يتطلع أن يبعث روس دماء جديدة في مسلسل المفاوضات التي وصلت إلى الباب المسدود، حسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبحث سبل تقريب وجهات النظر وتدابير بناء الثقة لانطلاقة جديدة في المسلسل التفاوضي، سيكون من باب المجازفة إطلاق مشروع مخطط جديد للتسوية، لعلمه التام أن أي حل خارج السيادة المغربية سيكون أمرا مرفوضا. والعبرة في تجربة سابقه الوسيط الأسبق، جيمس بيكر، خير دليل، حيث انتهى مخططه إلى النسيان. وباستثناء ما تسرب من أخبار حول زيارة المبعوث الشخصي إلى مدريد، وتأكيد وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، تأييد بلاده لمساعي الوسيط الأممي لحث المغرب وجبهة البوليساريو على استئناف مسلسل المفاوضات، والتزام إسبانيا بتأييد حل سلمي تفاوضي متفق عليه للنزاع يحظى بقبول الأطراف، لم تكشف أي جهة عن فحوى المحادثات.