يهيمن الإسلام على الساحة الإعلامية في الولاياتالمتحدة منذ فترة، لكن ومع اقتراب موعد انتخابات التجديد في الكونغرس فإن الإسلام بدا هو الموضوع الوحيد المطروح للنقاش والمزايدة في وسائل الإعلام هذه الأيام. يرجع السبب في ذلك إلى محاولة الجهات المحافظة تصوير الإسلام كعدو مفزع للأمريكيين الذين يطالبونهم بأن ينتخبوا سياسيين محافظين للجلوس على مقاعد الكونغرس المريحة وإدارة الحرب ضد هذا الدين الذي يهددهم ويهدد أطفالهم ومستقبل أحفادهم. كما يرجع السبب إلى الإشاعات التي ملأت عالم الأنترنيت وأكدت أن أول رئيس أسود للولايات المتحدة هو رجل مسلم أيضا، لكن بشكل سري، ويسعى إلى تدمير البلاد من خلال مخطط محكم لا يعرف تفاصيله سوى منظرو اليمين الأمريكي! ومنذ مساء يوم الثلاثاء الماضي، تحول الإسلام إلى موضوع رئيسي في جميع نشرات الأخبار الأمريكية والبرامج الحوارية وحتى الترفيهية منها، وذلك إثر قرار الإذاعة العامة الأمريكية، المعروفة اختصارا ب«إن بي آر»، طرد واحد من أبرز محلليها السياسييين، ويسمى «خوان وليامز»، بسبب تصريحه لشبكة «فوكس نيوز» بأنه عندما يرى مسلمين متطرفين على متن الطائرة التي يستقلها فإنه يشعر بالتوتر. هذا التصريح، الذي جاء بعد دفاع وليامز عن المسلمين ومطالبته الرأي العام بضرورة التمييز بين المسلمين المعتدلين والمسلمين المتطرفين، تسبب في اندلاع عاصفة سياسية وإعلامية لم تخفت إلى حد الآن. فالكثير من المعلقين الأمريكيين اعتبروا تصريحات «وليامز» مسيئة إلى المسلمين وتشجع على التمييز ضدهم، فشنوا حملة عنيفة ضده وضد صاحب البرنامج الذي استضافه «بيل أورايلي»، نجم شبكة «فوكس نيوز» المحافظة، الذي كان قد تسبب بدوره في عاصفة إعلامية، الأسبوع الماضي، عندما قال لمذيعات برنامج «ذو فيو» على شبكة «إي بي سي» إن المسلمين « هاجمونا وقتلونا» في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مما دفع المذيعات إلى الاحتجاج وتصحيح كلامه بالقول: «المتطرفون المسلمون هم من هاجمونا وقتلونا وليس المسلمين بشكل عام.. عليك أن تعتذر عن هذا الكلام». وعندما رفض «أورايلي» الاعتذار، غادرت بعض المذيعات الاستوديو مباشرة على الهواء، وقالت واحدة منهن: «لا أستطيع الجلوس هنا والاستماع إلى هذا الخطاب المليء بالكراهية». هذه الحوادث وغيرها من الحوادث التي كان مسرحها استوديوهات الأخبار في عدد من المحطات الإخبارية المحلية، تعد بمثابة «صحوة» في وسائل الإعلام الأمريكية تود تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، ودفعت أصحاب العقول من الإعلاميين الأمريكيين إلى الدفاع وبشراسة عن الإسلام في وجه الترهات التي يتم ترويجها عنه، كما تبين أن للإسلام في أمريكا ربا يحميه في وجه كل الحملات الحمقاء التي ترغب في وسمه بكونه دين العنف وتعليب معتنقيه في قوالب المتعطشين للدماء والراغبين في جز الأعناق غيرة من الأمريكيين على الحرية التي ينعمون بها وحقدا عليهم بسبب «النعيم» الذي يعيشون فيه!!