تجري بمحكمة بني ملال خلال الأسبوع الجاري محاكمة لص استعمل حيلا طريفة لم يسبقه لها أحد في عالم اللصوصية ببني ملال .إذ كان يختار ضحاياه بعناية فائقة (فتيات وسيدات تجاوزن الثلاثين سنة) فيسلبهن حليهن طواعية وكرها وقد يغتصب بعضهن. وقد كان مخططه بسيطا، إذ يقدم نفسه لضحاياه، اللواتي يطمعن في الزواج، بأنه رجل في بداية عقده الرابع وبكونه سليل أسرة ميسورة الحال، مستغلا في ذلك أناقته وحسن مظهره. كما لا يفوته أن ينتحل صفات موظف في إدارات مختلفة، وكان يرطن بكلمات فرنسية إن استدعت الضرورة ذلك. و قد واصل المتهم عمله بدون كلل إلى أن وصل عدد ضحاياه رسميا إلى 8 نساء ممن تقدمن سابقا بشكايات ضده، دون اللواتي فضلن الصمت والتكتم على ما تعرضن له من اغتصاب أو نصب واحتيال، إذ يحتمل أن يصل العدد إلى 20 سيدة. وكان من الممكن أن يستمر المتهم في عمليات النصب والاحتيال، لكن خيطا دقيقا وواهيا سيقود إلى اعتقاله بناء على أوصاف الضحايا له.إذ كان أحيانا يستقل سيارة أجرة كبيرة نحو جماعة أولاد مبارك، (10 كلم عن مدينة بني ملال). محاولات رجال الشرطة القضائية لم تدم طويلا، إذ سرعان ما تم إلقاء القبض على المتهم وسط مدينة بني ملال. كان المتهم (ح بن صالح)، المزداد سنة 1964، بصدد البحث عن ضحية جديدة وسط شوارع بني ملال، بعد قدومه يوميا من جماعة أولاد امبارك المجاورة لمدينة بني ملال، حيث امتهن السرقة والنصب والاحتيال، لكنه طور طريقة اشتغاله ليكشف أثناء التحقيق معه عن وقائع طريفة ومثيرة. لم يتردد المتهم في الاعتراف بالمنسوب إليه، مؤكدا أنه كان يختار ضحاياه من اللواتي فاتهن ركب الزواج أو من الأرامل والنساء الكبيرات في السن. وكانت خطته تقتضي كسب ثقة ضحاياه أولا، حيث يبدي رغبته الكبيرة في الزواج منهن، وهو طعم يؤكد (ح بن صالح) سهل و يجعل الضحية تسقط في شرك النصب، خصوصا عندما يعمد إلى زيارة ضحاياه بمنازلهن، لكنه ولإكمال العملية كان يستمد شرعية دينية لعمليته عندما يلجأ رفقة ضحاياه إلى ضريح الولي الصالح سيدي أحمد بن أبي القاسم الصومعي، وهنا يطلب من ضحاياه نزع حليهن لمباركتها من قبل الولي الصالح. كما يطلب منهن الدخول للدعاء أمام ضريح الولي الصالح لمباركة الزواج وتيسيره، وبينما تكون الضحية قد هامت في دعائها وتضرعها يكون (ح بن صالح) قد انسل هاربا من ضريح الولي ومعه صيد ثمين من الحلي والمجوهرات الثمينة، في انتظار ضحية جديدة يرصدها بشوارع المدينة القديمة أو منتزهاتها. الجانب الظريف في اللص (ح بن صالح) يقابله وجه آخر شرير، إذ عندما ترفض إحدى ضحاياه تسليمه المجوهرات، أو تتمنع يصحبها إلى حقول الزيتون من أجل نزهة والتعارف أكثر بين «زوجي المستقبل». الثقة العمياء للضحايا ورغبتهن في الزواج يقودهن إلى مصير يسلبن فيه ممتلكاتهن بالقوة بعدما رفضن ذلك بالحيلة، حيث كان (ح بن صالح) يعمد إلى تهديدهن بواسطة السلاح الأبيض وسط حقول الزيتون المحيطة بالمدينة، وفي بعض الأحيان يغتصب ضحيته. وقد اعترفت اثنتان من ضحاياه بحدوث ذلك معهما، واحدة ببني ملال، والثانية في مدينة سوق السبت، بعد أن سلبهما ما بحوزتهما، فيما لم يعترف باغتصاب ضحايا أخريات ممن قد يكن تعرضن للاغتصاب وفضلن ستر فضيحتين: فضيحة النصب عليهن وسلب مجوهراتهن بغباء، وفضيحة الاغتصاب بعدما صدقن وعودا كاذبة بالزواج بعدما تأخر عنهن قطار الزواج.