نجحت عائلة أحد السجناء في سجن سيدي موسى في الجديدة، الذي يوضع حاليا في «الكاشو» داخل السجن نفسه، في حشد دعم العديد من الجهات الحقوقية ومكونات المجتمع المدني في عاصمة دكالة، لمساندتها في دعواها القضائية ضد المندوبية العامة لإدارة السجون، بعد أن تعرض ابنها لاعتداء بالضرب على يد موظفين ومسؤولين آخرين كانوا قد داهموا حي «التوبة» (رقم 1) في ال13 من الشهر الجاري. وأكدت مصادر «المساء» أن ابتدائية الجديدة قضت في حق السجين المعني «جلال ر.» بالبراءة في حادث اشتباك نشب بين سجينين وتدخل هو لِفضِّه، قبل أن يتم اعتباره طرفا فيه، حيث أُخضِع السجناء الثلاثة لاستنطاق عناصر الشرطة القضائية، ليُحالوا جميعا على وكيل الملك في ابتدائية الجديدة الذي أحالهم على قاضي الجلسة، حيث صدرت أحكام قضائية في حقهم يوم الاثنين الماضي. وبالإضافة إلى البراءة في حق السجين «جلال»، أدين السجين الثاني بالحبس موقوف التنفيذ، فيما أدين الثالث بالسجن النافذ. وأضافت المصادر نفسها أنه، مباشرة بعد عودة السجناء، تم وضعهم في السجن الانفرادي «الكاشو»، وهو ما خلّف استياء عائلة السجين المعني الذي يعاني من مرض نفسي مزمن ويتناول أدوية خاصة بالاضطراب النفسي ويتوفر على ملف طبي يؤكد ذلك، والذي «لم تلتزم به الإدارة»، وأن وضعه في السجن الانفرادي قد يزيد من مشاكله المرضية، لأن وضعه الصحي لا يتحمل العيش هناك لمدة 45 يوما. كما تجهل عائلة السجين الأسبابَ الحقيقية التي جعلت الإدارة تضع السجين في السجن الانفرادي، علما أن المحكمة الابتدائية في الجديدة قد قضت في حقه بالبراءة، مما جعلها تطرح العديد من الأسئلة وتعتبر ذلك «ظلما» في حق ابنها. كما أنه لم يتمَّ الامتثال لقانون 98 /23 المحدِّد لشروط العقاب، لأن وضعه الصحي يجب أن يحول دون إيداعه زنزانة التأديب، شأنه شأن مرضى القلب والربو، حيث يحدد القانون المذكور ضرورة عرض النزيل على طبيب المؤسسة السجنية، للتأكد من وجود عائق صحي يحول دون وضعه في السجن الانفرادي، وهو ما لم يحصل تؤكد المصادر نفسها. وأكد مسؤول في إدارة سجن سيدي موسى في الجديدة أن السجناء الثلاثة تم إيداعهم في «الكاشو»، فعلا، وأن المدة المحددة لذلك هي 45 يوما، وأن الإدارة اتخذت ما اعتبرت ه صائبا، وفق فصول الأحداث التي وقعت داخل أسوار المؤسسة، حيث إن السجين المعني لم يتدخل لفض النزاع بل كان طرفا فيه، في حين أكد السجينان أمام القضاء أن السجين «جلال» تدخّل لفض النزاع بينهما ولم يكن طرفا في الموضوع. وعن الوضع الصحي للسجين، أضاف المسؤول نفسه أنه تم عرضه على الطبيب المسؤول في المؤسسة ولم يُبدِ أي اعتراض على قرار وضعه في «الكاشو».