علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن عناصر تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية حلت، صباح أمس (الأحد)، بالسجن المدني «عكاشة» بالدار البيضاء، للتحقيق مع مجموعة من المعتقلين المنتمين إلى ما يعرف ب«السلفية الجهادية»، حيث نقلتهم إلى وجهة مجهولة. وأكدت المصادر ذاتها أن عناصر الشرطة القضائية داهمت الجناح 5 الذي يقضي فيه السجناء السلفيون عقوبتهم الحبسية، في حدود السادسة من صباح أمس «الأحد»، قبل أن تجمع المعتقلين الموجودين فيه، وتتوجه بهم إلى وجهة غير معلومة. وأوضحت المصادر نفسها أن سجن «عكاشة» يشهد غليانا واضطرابا غير مسبوقين، بعدما أقدم أحد المعتقلين على الانتحار، ليلة أول أمس (السبت)، إثر، ما أسمته مصادر «المساء» ب«خلاف مع إدارة السجن». وأشارت المصادر ذاتها أن المعتقل الذي قدم على الانتحار يدعى «المجدوب»، ويلقب ب«الرويحة»، أودع سجن «عكاشة» في جريمة قتل ويقضي عقوبة المؤبد.ورحجت مصادر «المساء» أن يكون سبب إقدام المعتقل على الانتحار هو خلاف مع إدارة السجن، بعدما تقرر نقله، بطريقة مفاجئة، من الجناح 9 إلى الجناح 3، بعد أن اتهمته إدارة السجن بحيازة مخدرات، ما دفعها إلى إيداعه السجن الانفرادي، قبل أن يضع حد لحياته عن طريق شنق نفسه. وتجدر الإشارة إلى أن خلافات بين رؤساء معاقل داخل سجن «عكاشة» وبعض المعتقلين، انتهت بإيقاف مسؤولين داخل السجن بعدما وجهة إليهم تهمت إقامة «علاقة مشبوهة» مع بعض سجناء، إذ ما زال التحقيق جاريا مع رئيس معقل وموظفين بالسجن المذكور إثر فرضية «تورطهم» في تزويد سجين يدعى «ح.ع» بهاتف، مقابل مبلغ مالي، تمكن الأخير، بواسطته، من النصب على عدد من الضحايا خارج السجن، علما أنه يقضي عقوبته الحبسية الثالثة بسبب احتياله على أشخاص وشركات اتصالات بواسطة الهاتف. وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون أعفت، قبل أسبوع، مدير سجن «عين البرجة» بالدار البيضاء، إثر ضبط كميات من المخدرات في حوزة بعض المعتقلين. وفي موضوع ذي صلة قرر حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، اتخاذ مجموعة من الإجراءات التأديبية في حق العديد من موظفيه العاملين بالسجن المحلي بمدينة سوق أربعاء الغرب إقليمالقنيطرة. وكشفت المصادر أن هذه الإجراءات تمثلت في الإعفاء من المهام والتنقيل التأديبي إلى سجن آخر، وشملت، من الأسبوع المنصرم، كلا من «ب ع»، رئيس المعقل بالسجن المذكور الذي تم تنقيله إلى السجن المحلي بسلا، و«ش م»، الذي يشغل مهمة رئيس مكلف بالمصلحة الاجتماعية بالسجن المحلي لسوق أربعاء الغرب، حيث تم إلحاقه بالسجن الجديد بمدينة تيفلت. وقالت نفس المصادر إن المندوبية العامة لإدارة السجون اتخذت هذه التدابير بعد توصلها بشكايات عديدة من المعتقلين تتهم المسؤولين سالفي الذكر بارتكاب مجموعة من التجاوزات والانتهاكات طالت حقوقهم داخل السجن. من جهة أخرى، باشرت إدارة المندوبية، نهاية هذا الأسبوع، ترحيل بعض المعتقلين المحسوبين على تيار السلفية الجهادية من مختلف السجون إلى السجن المركزي بالقنيطرة، كما تم نقل معتقلي القنيطرة إلى العمارة الجديدة التي تم استكمال بنائها حديثا داخل السجن نفسه. واعتبر منتدى الكرامة لحقوق الإنسان هذه الترحيلات تعسفا في حق المعتقلين وعائلاتهم، حيث قال إنها تمس حقهم في قضاء مدة عقوبتهم قريبا من عائلاتهم، وتحمل العائلات عناء السفر، مما يعمق، في نظره، معاناتهم، داعيا في نفس الوقت المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج إلى الإقلاع عن المقاربة العقابية بما يضمن حقوق السجين كما هو متعارف عليها في المواثيق الدولية ذات الصلة.