تخلصت نيابة التعليم بالخميسات، الأربعاء والخميس الماضيين، من عدة أطنان من الكتب الجديدة الخاصة بالتربية غير النظامية في مطرح للأزبال قرب منطقة القرادات بالخميسات، وهي سابقة من نوعها، حيث اعتبرتها مصادر من الإقليم تدشينا للدخول المدرسي الجديد. وتحمل بعض هذه الكتب بعض العناوين ككتاب المتعلم المستوى الثالث اللغة العربية والفرنسية، والتكوين الأساسي للكبار الجزء الثاني، وكراسة المتعلم المستوى الأول، النشاط العلمي، الرياضيات، الاجتماعيات. وأكدت المصادر نفسها أن العملية تمت في جنح الظلام، مما طرح لدى العديد من الجهات أكثر من علامة استفهام، حول الأسباب التي دعتها إلى التخلص من هذه الكتب بهذه الطريقة، والتي كان يمكن استغلالها من طرف جمعيات أو مؤسسات أخرى حتما هي بحاجة إليها في برامجها الخاصة بمحاربة الأمية، التي مازالت تمثل نسبا مرتفعة في المغرب. ووصفت المصادر نفسها الحادث ب«الفضيحة»، التي هدرت فيها الملايين من السنتيمات وأن الأمر يستدعي فتح تحقيق والتقصي في ملابساتها وحيثياتها ودوافعها لمعاقبة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين، في وقت تعمل الحكومة والوزارة الوصية على صرف الملايين من السنتيمات لدعم التمدرس في العالم القروي والحضري عبر توزيع اللوازم المدرسية تفعيلا لمبادرة «مليون محفظة». وانتقلت السلطات المحلية والدرك الملكي بعد علمهما بالأمر إلى عين المكان قصد البحث والتقصي في ملابساتها. وتساءل أحد المواطنين عن سبب التخلص من الكتب الجديدة بهذه الطريقة. يقول: «كان الأجدر بمسؤولي النيابة الإقليمية بالخميسات تقديمها إلى مؤسسات اجتماعية وجمعيات المجتمع المدني التي تهتم بمحو الأمية ولم لا التبرع بها لفائدة المؤسسات السجنية لإعادة تأهيل السجين». وجدير بالذكر أن النيابة الإقليمية فتحت مجموعة من الإصلاحات في بعض المدارس والنيابة الإقليمية ذاتها. وأكدت النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية أن الأمر لا يتعلق بأطنان من الكتب، وأن ما وقع لم يكن عن قصد من المسؤولين بالنيابة ولا من المسؤولة عن التربية غير النظامية، بل إن ما حصل بسبب الإصلاحات التي تعرفها النيابة بمرآب للسيارات الذي كان يضم هذه الكتب، وأن عمال البناء أخرجوا الكتب ومعها متلاشيات أخرى بالمرآب ظنا منهم أنها غير صالحة، وهو الأمر الذي لم يستشيروا فيه مع بعض المسؤولين بالنيابة، علما أن بعض هذه الكتب غير صالحة للاستعمال أيضا، لأنها أتلفت أجزاء منها بفعل الأمطار التي تسربت إلى المرآب.