كشفت مصادر مطلعة عن عدد من الاختلالات التي تشوب لجنة فيلم ورزازات، التي يرأسها نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، والتي وضعت على عاتقها مهمة النهوض بصناعة السينما في ورزازات، مشيرة إلى أن هذه الاختلالات قد تعيق عمل تلك اللجنة، بدل أن تكون عاملا من عوامل ضبط المجال السينمائي في المدينة وإخراجه من الفوضى السائدة داخله، ويعيق تحويل ورزازات إلى رائد فعلي في الميدان السينمائي على الصعيد الإفريقي، بحلول عام 2016. وشككت المصادر ذاتها في الأرقام المعلَن عنها، خاصة تلك المتعلقة بالميزانية التي رُصِدت لهذه المؤسسة، والتي قدرت بحوالي 13 مليون درهم، كمرحلة أولى، غير أنه لا يُعرَف، بالتحديد، لأي مشروع سيتم رصدها. وكان مدير اللجنة قد أشار إلى شراء أرض من أجل بناء قرية سينمائية، غير أن مصادر «المساء» تعتبر أن الأمر مجرد خداع وتمويه من أجل تمرير هذه الأرض لمستثمرين، خاصة إذا عُلِم أن مجلس إدارة اللجنة يضم أصحاب أستوديوهات، وقد يستغلون الفرصة من أجل الاستفادة من تلك الأراضي، حسب المصادر نفسها. وما يثير استغراب هذه المصادر هو كون المجلس الإداري للجنة فيلم ورزازات يضم اسم رئيس المجلس الإقليمي لورزازات والرئيس السابق لبلدية نفس المدينة، الذي أصدر المجلس الجهوي للحسابات في أكادير تقريرا يكشف عن اختلالات كبيرة خلال فترة تسييره للبلدية من عام 2001 إلى سنة 2009. فعلى سبيل المثال، لاحظ تقرير المجلس الجهوي للحسابات في أكادير اختلالات في التعمير وفي استعمال الوقود واختلالات على مستوى التدبير المفوض لقطاعات مثل النظافة والنقل وغيرها. كما سجل التقرير أن الجماعة الحضرية لورزازات كانت تبالغ، بشكل كبير، في استعمال الهواتف المحمولة، خلافا لمبدأ عقلنة النفقات الخاصة بالهاتف. وسجل التقرير منح قرابة 46 هاتفا محمولا، وهو رقم مُبالَغ فيه بالنسبة إلى جماعة لا تتوفر إلا على عدد قليل من الموظفين. ويضيف التقرير أن ميزانية الرئيس في ما يخص خدمات الهاتف هي الأعلى وتتجاوز 10.000 درهم، شهريا. وعلى سبيل المثال وصلت الفاتورة إلى 14.672.32 درهما عن شهر دجنبر 2008. ومن جهة أخرى، سجلت المصادر ذاتها غياب أسماء وازنة في عالم السينما داخل المجلس الإداري للجنة، باستثناء اسم فنانة وحيدة ضمنهم، «نظرا إلى ارتباطاتها بنور الدين الصايل»... يشار، أيضا، إلى أن غرفة التجارة والصناعة والخدمات في ورزازات كانت قد اتهمت، مؤخرا، نور الدين الصايل بتهميشها وتغييبها عن تظاهرة «موفي ميد»، التي من المنتظَر أن تنعقد بتاريخ 21 و22 يناير المقبل في ورزازات. وعبر أعضاء المكتب المسير للغرفة عن تأسفهم للتغييب والإقصاء الممنْهَج لمؤسسة الغرفة من المشاركة في فعاليات هذه التظاهرة. ومن جانب آخر، وجه شاب طنجاوي انتقادا عنيفا للمركز السينمائي المغربي واتهمه بتبذير أموال المغاربة، كما انتقد، بشكل تلقائي، واقع السينما المغربية وشكل تعامل الممثلين، فقد صبّ الشباب جام غضبه على المركز قائلا: «راهْ المركز السينمائي تيّاكل أموال الشعب»... قبل أن يضيف أن المركز السينمائي المغربي يشجع على دخول أناس لا علاقة لهم بالميدان (من هب ودب، حسب قوله)، كما اتهم الممثلين المغاربة بالعجرفة وبعدم التواضع. وخلق هذا التعليق حالة من الضجيج القوي في القاعة التي احتضنت ندوة نظمها الممثل المصري عزت العلايلي، مساء أول أمس السبت، مما أقلق مدير المركز السينمائي المغربي وجعله يخرج عن صمته، ليصرخ أمام الحاضرين، قبل أن يتراجع ويطالب الحضور بترك الشاب ليعبر عما أسماه «حريته في التعبير»، وهي المناسبة التي استغلها الشاب ليواصل الاتهامات أمام أعين الممثل المصري عزت العلايلي، الذي بدت عليه ملامح الاستغراب من هذه الاتهامات الخطيرة. وللتخفيف من حدة الانتقادات القوية للمركز السينمائي، توجَّه نور الدين الصايل إلى الشاب فأمعن التفرس في وجهه، قبل أن يخاطبه قائلا: «تْبارك الله عليكْ، لقد أوصلت الرسالة»، وعاد الصايل إلى طاولة الندوة، في الوقت الذي استمر الشاب في الانتقاد، فتدخل بعض الحاضرين لتهدئته ومنعه من مواصلة انتقاداته.