- ينتظر أن يعقد حزب العدالة والتنمية نهاية الأسبوع الجاري مؤتمره الوطني السادس، فما هي رهانات الحزب في هذا المؤتمر؟ < رهانات هذا المؤتمر هي رهانات سياسية بالدرجة الأولى، وترتبط بترسيم خط النضال الديمقراطي للحزب والتموقع إلى جانب الديمقراطيين الذين يناضلون من أجل إصلاح الدولة وإعادة الاعتبار إلى مؤسساتها وإعطاء المصداقية للعمل السياسي. وهو ما تعكسه مضامين أطروحة المؤتمر. وبالتأكيد، هناك رهانات تنظيمية مرتبطة بتجديد هياكل الحزب ومؤسساته التقريرية والتنفيذية، وأبرزها انتخاب أعضاء المجلس الوطني (برلمان الحزب) وانتخاب الأمين العام وباقي أعضاء الأمانة العامة وإدخال مجموعة من التعديلات على النظام الأساسي للحزب، وهي تعديلات تندرج في سياق ترسيخ مزيد من الديمقراطية الداخلية عبر لامركزية القرار الحزبي وإدخال آليات تسمح بتجديد النخب داخل الحزب على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي والمحلي. - هناك من يقول إن المؤتمر لن يأتي بجديد في ما يخص انتخاب الأمين العام للحزب ما هو تعليقك؟ < دعنى أقول لك ابتداء إن النظام الأساسي للحزب يعطي الأمين العام الحالي سعد الدين العثماني الحق في ولاية ثانية، وهو بذلك يتوفر على كامل الحظوظ لإعادة انتخابه. وفي نظري، يبقى العثماني هو الأوفر حظا ضمن باقي المرشحين لقيادة الحزب لولاية ثانية. لكن القانون يفرض كذلك وجود ثلاثة مرشحين يرشحهم المجلس الوطني، ولأول مرة سيتم التداول في كفاءاتهم أمام المؤتمرين، ولأول مرة سنستمع إلى تصوراتهم للمرحلة المقبلة ومنظورهم لتدبيرها. وهو ما يؤسس لفلسفة التعاقد بين قيادة الحزب والهيئات التقريرية. وفي شتى الأحوال، فالأجهزة القيادية للحزب ستعرف تجديدا، لأن هذا التجديد يفرضه القانون بحكم أن هناك 15 في المائة من الشباب تقل أعمارهم عن 40 سنة و15 في المائة من النساء سيكنّ ممثلات في هذه الأجهزة، كما أن هناك أسماء قيادية في الحزب أعلنت عدم رغبتها في الاستمرار في شغل مهام قيادية داخل الحزب لفسح المجال أمام الشباب، وهو ما سيعطي دفعة جديدة لأداء الحزب في المرحلة القادمة. - ولماذا، في نظرك، لم تمض قيادة الحزب في اتجاه الاعتراف بالتيارات داخل الحزب؟ < لأنه بكل بساطة ليست هناك تيارات داخل الحزب، وإنما هناك أطروحات سياسية. والفرق واضح بين الأطروحة والتيار، فالأطروحة منظور سياسي يحمله عضو أو عضوان دون أن يكون لهذا المنظور امتداد تنظيمي، لكن التيار يفرض، بالإضافة إلى امتلاكه تصوراً سياسياً، امتلاك امتداد تنظيمي داخل الحزب يتقاسم نفس الأطروحة. وهو وضع غير قائم داخل العدالة والتنمية. لكن هذا لا يمنع من القول بوجود اختلافات داخل الحزب في التعاطي مع الأحداث السياسية وفي بعض المواقف التي يتم استيعابها بشكل سلس. * عضو اللجنة السياسية للمؤتمر السادس للعدالة والتنمية