أكد محمد حصار، مدير معهد باستور في الدارالبيضاء أن نسبة المغاربة الذين يلقحون أنفسهم سنويا ضد الأنفلونزا لا تتجاوز 500 ألف شخص، وهو رقم وصفه حصار بالقليل جدا، مقارنة مع دول مجاورة تتقاسم مع المغرب الظروف الاقتصادية والاجتماعية نفسها، كتونس والجزائر التي يتضاعف لديها هذا الرقم ثلاث مرات أو أكثر. ودعا حصار، في ندوة صحافية نظمها المعهد في الدارالبيضاء أول أمس الأربعاء، بمناسبة انطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية 2010 - 2011، بشراكة مع سانوفي باستور (قسم اللقاحات لمجموعة «سانوفي باستور») إلى ضرورة إقبال المغاربة على هذا اللقاح لوقف المخاطر التي تشكلها الأنفلونزا الموسمية والتي تخص 5 إلى 15 في المائة من سكان العالم سنويا، حيث يعاني ما يناهز 600 مليون من الأشخاص من إصابات المسالك التنفسية العليا، في ظل الوباء السنوي للأنفلونزا. وقال حصار: «نخاطب مسيري المقاولات من أجل توعيتهم بأهمية التلقيح الجماعي داخل مؤسساتهم ولصالح كافة المستخدَمين. فالأمر يتعلق بصحة الموارد البشرية، وبالتالي، بصحة المقاولة وبمؤشرات الإنتاجية. يحول التلقيح دون التوقف عن العمل، كما يقلص من النفقات الصحية». وتقترن الأنفلونزا بالعبء الاقتصادي من حيث نفقات العناية وضياع أيام العمل أو المدرسة أو الاضطرابات الاجتماعية، وتمثل التكاليف غير المباشرة للأنفلونزا 80 إلى 90 في المائة من مجموع النفقات وتنتج أساسا عن التغيب وتوقف الأنشطة الإنتاجية وتدهور الإنتاجية، حيث قدرت التكاليف المباشرة المرتبطة بالأنفلونزا ب2.2 مليار دولار، بما في ذلك حالات الاستشفاء و8.8 ملايير دولار من النفقات غير المباشرة. وتشكل مضاعفات الأنفلونزا من ثلاثة إلى خمسة ملايين من الحالات المرضية الخطيرة والتي تؤدي إلى 250 ألفا إلى 500 ألف حالة وفاة على المستوى العالمي. وتمس هذه المضاعفات، على الخصوص، فئة الأطفال والمسنين والمصابين بأمراض القلب أو الرئة، مثل الربو أو التهاب القصبة الهوائية، والمصابين بالسكري وبضعف المناعة، حيث إن 90 في المائة من الوفيات تكون في صفوف هذه الفئات. ويساهم التلقيح، حسب حصار، في التقليص من المرض والمضاعفات بنسبة 60 في المائة، وبنسبة 80 في المائة من الوفيات. ويعاني ما يناهز 59 في المائة من مهنيي الصحة من إصابات الأنفلونزا، دون أن تظهر عليهم الأعراض الاعتيادية، وقد ينقلون الفيروس إلى مرضاهم. كما أن تلقيحهم يحول دون نقل أي فيروس إلى المرضى الذين يشرفون في الأصل على عملية شفائهم.