أكد محمد حصار، مدير معهد باستور، أن اللقاح المخصص للتمنيع ضد الأنفلونزا الفصلية (لاكريب، أو الزكام)، المتوفر حاليا في الصيدليات ومعهد باستور، خال من المادة المضافة إلى مصل اللقاح، المسماة "أدجوفو"..وبالتالي، خال من مادة الزئبق، التي كانت موضوع جدل حول مخاطرها وانعكاساتها على صحة الإنسان، طيلة السنة الماضية، بمناسبة جائحة فيروس أنفلونزا "أ. آش1 إن1"، المسبب لأنفلونزا الخنازير. وأفاد حصار، خلال لقاء نظمه معهد باستور المغربي، بشراكة مع "سانوفي باستور"، أول أمس الأربعاء، بالدارالبيضاء، بمناسبة انطلاق الحملة ضد الأنفلونزا الموسمية، أن اللقاح الحالي يضم سلالة من فيروس أنفلونزا "أ. آش1 إن1"، لاستمرار وجود الفيروس في الطبيعة، رغم انتهاء الجائحة، سعيا لزيادة مناعة المواطنين والرفع من قدرتهم على التصدي لأي مضاعفات للإصابة بالفيروس. وكشف اللقاء عن أهمية التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، لتفادي المضاعفات الصحية لذلك، سيما بالنسبة إلى الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، مثل أمراض القلب والشرايين، والأمراض التنفسية، إلى جانب أهميته بالنسبة إلى الفئات النشيطة، لتفادي الغياب عن العمل والمدرسة، وتجنب ارتباكات اجتماعية واقتصادية. وقال حصار إن في وسع أرباب العمل تفادي خسائر مالية باهظة، من خلال توفير اللقاح لموظفيهم ومستخدميهم، وبالتالي، تجنب ضياع 500 درهم عن كل موظف غائب، مقابل لقاح لا يزيد ثمنه عن 80 درهما، وجعل من عدم اهتمام المقاول بهذا الموضوع، مبررا لاستبعادها. وتتسبب الإصابة بفيروس الأنفلونزا الموسمية في 12 في المائة من التغيبات عن العامل بالمغرب، وفي ضياع 12 مليون يوم عمل سنويا في فرنسا، ناهيك عن نفقاتها الصحية، التي تقدر ب10 ملايير دولار في الولاياتالمتحدة ، وفي ضياع 2.2 مليار عن العناية والاستشفاء. وأبرز النقاش أن المغرب يأتي في مرتبة متأخرة في مجال إقبال المواطنين على التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، مقارنة بدول عربية مجاورة، إذ لا تزيد نسبة المقبلين على التلقيح عن 2 في المائة، وأقل بثلاث مرات ونصف من إقبال الجزائريين على التلقيح ضد الفيروس. وأوضح أحد الخبراء أن الإقبال على التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية قليل حتى بين العاملين في قطاع الصحة، إذ لا تزيد نسبة الملقحين عن 30 في المائة، ما يستدعي حملة تحسيس مكثفة للتعريف بأهمية التلقيح. وأجمع المتدخلون على ضرورة توسيع قاعدة التلقيح بين الأطفال، من خلال دمجه ضمن برنامج التمنيع الوطني، وتوفير اللقاح للأساتذة والتلاميذ والعاملين في قطاع الأمن والجيش، علما أن السنة الجارية، تميزت بتوفير اللقاح مجانا بالنسبة إلى العاملين في قطاع الصحة.