أجمع إختصاصيون أفارقة ودوليون في مجال فيروس الأنفلونزا، ينتمون إلى وكالة الطب الوقائي ، خلال المؤتمر الأول ل"أفريفلو" حول وضعية الأنفلونزا في إفريقيا، على أن التطعيم ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية يظل السبيل الوقائي الوحيد لمقاومة الإصابة بالداء، ولخفض احتمالات التعرض لمضاعفاته الخطيرة في حالة الإصابة به. ولم يتمكن الخبراء المشاركون في مؤتمر "أفريفلو"، الذي اختتمت أشغاله، يوم الأربعاء المنصرم، في مدينة مراكش، من تحديد طبيعة الفيروس المحتمل ظهوره خلال موسم الخريف المقبل، أو التكهن بدرجة خطورته، في ظل ندرة البيانات المتوفرة عن الوضعية الوبائية للفيروس في إفريقيا، ولخصوصيات الفيروس، الذي يتحول من سنة إلى أخرى، ولاختلاف درجة تأثيره على الصحة من شخص إلى آخر، حسب قوة أو ضعف مناعته الذاتية. وركز محمد حصار، مدير معهد باستور بالدارالبيضاء، على أهمية التطعيم ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، استنادا إلى "نجاعة اللقاحات المتاحة، التي تستخدم منذ أكثر من 60 سنة، وتناسب ثمنها مع فائدتها على صحة الإنسان، إذ لا يتعدى سعرها 75 درهما، مقابل ارتفاع تكلفة الحصول على المضادات الحيوية". وقال حصار إن معهد باستور سيشرع في حملة التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية في المغرب بحلول شتنبر المقبل، ويرتقب خلالها تلقيح أزيد من 600 ألف مواطن، مبينا أن هذه النسبة ما زالت ضعيفة، لكنها آخذة في التصاعد، مع اقتناع المواطنين بأهمية التلقيح واقتناعهم بنجاعته، في انتظار اعتماد التطعيم ضمن البرنامج الوطني للتلقيحات في المغرب. وأكد المشاركون في اللقاء، الذي نظم بتنسيق مع "سانوفي باستور"، أن التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية، يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة إلى الأطفال، والأشخاص المسنين، والمرضى بأمراض مزمنة وخطيرة، مثل السكري وأمراض القلب والشرايين، ومرضى الجهاز التنفسي والكلي والكبد، إذ ترتفع بينهم احتمالات المضاعفات، وقد تهدد حياتهم. ويفيد الخبراء في المجال أن التلقيح يقلل من حالات حدوث مضاعفات شديدة بالنسبة للمسنين إلى 60 في المائة، ومن الوفيات بنسبة 80 في المائة، علما أن أكثر من 90 في المائة من الوفيات بسبب الأنفلونزا تهم فئة الذين يتجاوزون 65 سنة، لتأثرهم بمضاعفات صحية خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي الفيروسي، والالتهاب الرئوي الجرثومي. وقال حصار إن من أبرز النقط، التي ناقشها المشاركون في مؤتمر "أفريفلو"، الذي اختتمت أشغاله أول أمس الأربعاء، بمراكش، الإكراهات المرتبطة بعدم توفر قاعدة بيانات ومعلومات حول الداء في إفريقيا، والحاجة الملحة إلى رصد دقيق للبيانات العالمية المتعلقة بهذا المرض، التي من شأنها تسهيل اتخاذ التدابير الوقائية، ووضع سياسات التطعيم المناسبة لكل بلد على حدة، ما يجعل من خيار تعزيز القدرة على المراقبة والوقاية السبيل الكفيل بوقف التبعات السلبية لانتشار فيروس الأنفلونزا الموسمية عن طريق التطعيم، رغم التقدم الذي تحقق، أخيرا، في مجال رصد الأنفلونزا في إفريقيا. ولم يقدم حصار معطيات رسمية أو إحصاءات حول الوضعية الوبائية لفيروس الأنفلونزا الموسمية في المغرب، أو لعدد الأشخاص الذين تتهددهم، مبررا ذلك بغياب معطيات حول الموضوع، كما لم يتحدث عن مصير اللقاحات، التي خصصت للتطعيم ضد فيروس أنفلونزا الخنازير، ولا عن مخطط السنة الجارية، قائلا إنه "لا يستطيع الحديث نيابة عن وزارة الصحة"، التي لم يحضر ممثل عنها اللقاء المذكور. ومن المعطيات المتوفرة عالميا حول تبعات الإصابة بفيروس الأنفلونزا الموسمية، أنها تتسبب في خسائر اقتصادية، تتراوح بين 80 و90 في المائة نتيجة التغيبات عن العمل، ويسجل سنويا، في جميع أنحاء العالم، ما بين 3 و5 ملايين حالة خطيرة، وحوالي225 ألفا إلى 500 ألف حالة وفاة. ويعد فيروس الأنفلونزا الموسمية، فيروسا معديا جدا، ينتقل بسهولة من شخص لآخر، عن طريق رذاذ دقيق ينتشر في الهواء، أثناء السعال أو العطس، كما يمكن أن ينتقل عن طريق اللمس بواسطة يد غير نظيفة، أو داخل الفضاءات المغلقة. ويفيد الإختصاصيون أن نصف المصابين بفيروس الأنفلونزا لا تتطور لديهم الأعراض الكلاسيكية، لكنهم قد ينقلوا العدوى خلال 5 إلى 10 أيام. ومن أعراض الإصابة بفيروس الأنفلونزا الموسمية، الحمى المفاجئة، والصداع، والشعور بالضيق، والسعال، والتهاب الحلق، والتعب الشديد، وسيلان الأنف وآلام في الجسم. وتوجت أشغال المؤتمر المذكور باتفاق بين منظمة الصحة العالمية و"أفريكا فلو" لتوفير إمكانات للوقاية من فيروس الأنفلونزا، وخفض التبعات السلبية للإصابة بالداء. المغربية