انطلقت اليوم الثلاثاء بمراكش أشغال المؤتمر الدولي الأول (أفريفلو ) حول موضوع " الأنفلونزا في أفريقيا" بمشاركة أزيد من مائة أخصائي وخبير جاءوا من القارات الأربع . ويهدف هذا المؤتمر المنظم على مدى يومين من قبل جمعية الطب الوقائي التي يوجد مقرها بالعاصمة الفرنسية ، بتعاون مع وزارة الصحة ، إلى تبادل المعلومات حول الأوبئة ومراقبة الأنفلونزا وتعزيز التعاون فيما بين الأنظمة الوطنية القائمة من أجل الإبلاغ عن المرض وتحديد الاحتياجات من أجل فهم أحسن لأعباء عدوى الأنفلونزا . كما يروم هذا اللقاء الدولي الذي يشارك في أشغاله خبراء يمثلون 22 بلدا أفريقيا إلى تقييم القدرات الحالية لتطوير برامج التلقيح في مناطق معينة ودعم البحث العلمي وتعزيز التعاون في التعامل مع الانفلونزا في أفريقيا . ويتضمن برنامج هذا الملتقى العلمي تنظيم جلسات عامة وحلقات للنقاش وموائد مستديرة وورشات عمل تصب جميعها حول موضوع الأنفلونزا إلى جانب تقديم دراسات ميدانية لمختلف بلدان القارة السمراء. وأوضح رئيس مصلحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة السيد عبد الرحمان بن مامون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أن أهمية تنظيم هذه التظاهرة العلمية تكمن في تقييم الإجراءات المتخذة في مجال مكافحة الأنفلونزا . وبعد ،أن أشار إلى أن الأنفلونزا الموسمية غير متواجدة في السياسات الصيحة في بعض الدول الأفريقية ، لاحظ السيد بن مامون أن هذا الاكتشاف الذي يعد وباء وغالبا ما يعتبر مرضا تافها بإمكانه أن يؤدي إلى وفاة الإنسان . وفي هذا السياق شدد السيد بن مامون على ضرورة تحسيس الدول من أجل إعطاء المزيد من الأهمية لهذا المرض في سياستها الصحية وادراج التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية في الدفتر الصحي . وذكرا أنه منذ سنة 1996 تم إنشاء نظام مراقبة للأنفلونزا الموسمية بالمغرب من خلال إقامة شبكة صحية تتكون من مستشفيات جهوية وعيادات طبية خاصة، مضيفا في هذا الصدد أن وزارة الصحة نجحت في إدماج أطباء القطاع الخاص في مجال مراقبة وترصد الأنفلونزا ،وأن هذه المراقبة قد تكون سريرية أو بيولوجية. ومن جانبها قالت المديرة التنفيذية لجمعية الطب الوقائي السيدة ألفريد دا سيلقا ، أن تنظيم هذا المؤتمر العلمي يندرج في إطار تقليد للجمعية ،التي من بين مهامها دعم بلدان الجنوب من أجل بلورة سياساتها حول التلقيح وتعزيز هياكلها فيما يخص الصحة العمومية . وأشارت السيدة دا سيلفا ،إلى أنه اتضح خلال هذا الاجتماع العلمي ،أن هناك شحا من حيث المعطيات الوبائية بشأن الأنفلونزا قي القارة الأفريقية وخاصة في دول جنوب الصحراء الذين يتوفرون على نظام مراقبة " ضعيف جدا". وبعد أن لاحظت أن اختيار المغرب لاستضافة هذا الاجتماع هو إشارة خاصة إلى خبرته في مجال مكافحة الأنفلونزا ، أبرزت ، أن اللقاء يتيح الفرصة للمشاركين لتبادل التجارب والخبرات وتحديد كيفية تحسيين الإنفلونزا بافريقيا وخاصة مع حركة البشر وحركة النقل الجوي ، معتبرة أن هذا المؤتمر قد فتح الطريق أمام تحالف جديد ضد الأنفلونزا في أفريقيا . ويشارك في هذا المؤتمر خبراء من منظمة الصحة العالمية ، وممثلون عن منظمة الصحة في غرب أفريقيا ومنظمة التنسيق لمكافحة الأمراض المتوطنة في أفريقيا الوسطى والمراكز الأمريكية من أجل مراقبة الأمراض الوقاية منها والمعهد الأمريكي للصحة والمفوضية الأوروبية ومركز البحوث الطبية للبحرية الأمريكية والمكتب الألماني للتعاون التقني والشبكة الأفريقية لعلم الأوبئة الميدانية.