اختتمت مساء الأربعاء المنصرم بمراكش أشغال النسخة الأولى من المؤتمر الدولي حول الأنفلونزا في إفريقيا، الذي تميز باستضافة وكالة الطب الوقائي (AMP) لأهم الخبراء الأفارقة والدوليين المتخصصين في الأنفلونزا، الذين تطرقوا إلى التهديد الذي يمثله المرض على الصحة العامة، الأمر الذي يستوجب الانكباب على رصد دقيق للبيانات العالمية المتعلقة بهذا الداء/الفيروس، إذ على الرغم من التقدم الذي تحقق مؤخرا في مجال رصد الأنفلونزا في أفريقيا، فإن البيانات المتوفرة عن موسمية هذا المرض ووبائيته لا تزال نادرة في إفريقيا، وذلك راجع لعدم وجود نظم مراقبة ملائمة وآليات لإنجاز التقارير. واعتبر المشاركون أن الفهم الأفضل لظاهرة الأنفلونزا في إفريقيا سيمكن من تسهيل اتخاذ التدابير الوقائية ووضع سياسات التلقيح المناسبة لكل بلد على حدة، مما يتعين معه تعزيز القدرة على المراقبة في القارة بصفة عامة. المؤتمر الذي انعقد على مدى يومين، شارك في أشغاله حوالي 100 مشارك من جميع بلدان العالم بما فيها 22 دولة إفريقية هي (المغرب، الجزائر، أنغولا، بوركينا فاسو، الكاميرون، الرأس الأخضر، الكونغو، كوت ديفوار، مصر اثيوبيا، غانا، كينيا، مدغشقر، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، السنغال، جنوب افريقيا، تنزانيا، تونس، وأوغندا)، إضافة إلى خبراء منظمة الصحة العالمية (OMS)، ومنظمة الصحة في غرب إفريقيا (OOAS)، ومنظمة التنسيق لمكافحة الأمراض المتوطنة في إفريقيا الوسطى (OCEAC) ، والمراكز الأمريكية من أجل مراقبة الأمراض والوقاية منها (CDC)، والمعهد الوطني الأمريكي للصحة (NIH)، والمفوضية الأوروبية، ومركز البحوث الطبية للبحرية الأمريكية (NMRC) ، والمكتب الألماني للتعاون التقني (GTZ) و الشبكة الافريقية لعلم الأوبئة الميدانية AFENET . وقد تميز المؤتمر برئاسته من طرف البروفيسور بيتر ندومبل Peter Ndumbe، عميد كلية العلوم الصحية، جامعة بويا Buéa في الكاميرون، ورئيس اللجنة العلمية لمؤتمر AfriFlu، حيث انكب المشاركون على تقديم دراسات ميدانية حول فيروس الانفلونزا واستعرضوا بيانات عن وبائيته، واستعرضوا المشاكل والمعيقات المرتبطة بالداء وعبء الإصابة به، من خلال ورشات عمل وموائد مستديرة، خلصت إلى تبني مجموعة من التوصيات. من جهته صرح الدكتور براد غيسنر، المدير العلمي لوكالة الطب الوقائي: «أن المؤتمر شكل فرصة فريدة للمهنيين والمهتمين بداء الأنفلونزا في أكثر من 20 دولة إفريقية، بالإضافة إلى الأطراف الدولية الأساسية ذات المصلحة، من أجل الالتقاء وتبادل وجهات النظر حول تأثير الأنفلونزا على الصحة العامة في إفريقيا، والخيارات المتاحة من أجل السيطرة على هذه الأخيرة»، وفي السياق ذاته أضاف ألفريد داسيلفا، المدير التنفيذي لوكالة الطب الوقائي« أن نوعية العروض والمناقشات كشفت عن مستوى عال من الاهتمام والتحمس لدى الفاعلين في مجال الصحة العمومية من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها الأنفلونزا في القارة الأفريقية. وكان هذا الحدث كذلك مناسبة لعقد اجتماع ناجح لتحالف منظمة الصحة العالمية وأفريكا فلو.» واعتبر المنظمون أن تنظيم المؤتمر تأتى بفضل المنح المقدمة من طرف «سانوفي باستور»، وهو العمل الذي دأبت على القيام به وكالة الطب الوقائي منذ 1974 التي تأسست قبل ذلك بسنتين ويوجد مقرها في معهد باستور بباريس، وتتمثل مهمتها في دعم الطب الوقائي والصحة العمومية، من خلال دراسات ميدانية في علم الأوبئة والتطعيم، تعزيز السياسات الصحية والخدمات المستدامة، ودعم تنمية الموارد البشرية في مجال الصحة. ومن بين الأهداف المعلنة من قبل أفريفلو AfriFlu هناك ( زيادة تبادل المعلومات عن الأوبئة ومراقبة الأنفلونزا، تعزيز التعاون فيما بين الأنظمة الوطنية القائمة من أجل الإبلاغ عن المرض تحديد الاحتياجات من أجل فهم أكبر لأعباء عدوى الأنفلونزا تقييم القدرات الحالية لتطوير برامج التلقيح في مناطق معينة تقديم توصيات لدعم البحث، وتعزيز التعاون في التعامل مع الأنفلونزا في إفريقيا).