بدأت أعداد الحالات المشتبهة بإصابتها بأنفلونزا الخنازير ترتفع في المغرب، منذ الإعلان عن أول حالة إصابة مؤكدة الجمعة الماضية. وأعلنت وزارة الصحة أنه تم أول أمس الإثنين رصد سبعة أشخاص يشتبه في إصابتهم بفيروس ايه اتش 1 ان ,1 وأن الأبحاث البيولوجية التي تخصهم جارية حاليا. وأضافت الوزارة في بلاغ لها، أنه خلال الفترة من 18 أبريل الماضي إلى 14 يونيو الجاري،مكن نظام الرصد والتتبع الذي تم وضعه بالمملكة، بالإضافة إلى الحالات الثلاث التي أكد المختبر الوطني المرجعي إصابتها، من رصد 13 شخصا تظهر عليهم أعراض الفيروس، لكن بعد إجراء أبحاث بيولوجية أكدت النتائج غياب فيروس ايه اتش 1 ان1 لديهم جميعا. وكانت السلطات المختصة قد وضعت سبعة أشخاص تحت المراقبة الصحية بعد قدومهم من مونريال بكندا، وطمأنت مصادر مطلعة التجديد بالقول إن الإجراء روتيني ولا علاقة له بأي إصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، مؤكدة أن هناك 3 أشخاص بالفقيه بنصالح وثلاثة بقصبة تادلة وواحد ببني ملال، وكلهم قدموا من منريال بكندا وأنهم في صحة جيدة. ومن جهته، أكد مدير مستشفى ابن طفيل بمراكش أن النتائج الأولية للتحليلات المخبرية التي أجريت لمن اشتبه في إصابتهما بفيروس الأنفلونزا الخنازير كانت سلبية، مشيرا في تصريح لـالتجديد صباح أمس الثلاثاء أنه تجري الآن تحاليل ثانية أرسلت إلى المختبر الوطني المرجعي بالرباط للتأكد من الحالة. وأضاف الدكتور مولاي عبد الحميد الإدريسي دفلي أنه في حالة ثبوت إصابتهما بالفيروس سيتم استشفائهما في بنية خاصة لذلك، كما سيتكفل طاقم طبي وتمريضي معين ومجهز لمباشرتهما. وأوضح الإدريسي أن المريضان يرقدان الآن بجناح خاص معزول عن باقي الأجنحة، ومعد لاستقبال مثل هذه الحالات، ويخضعان لعلاج وقائي بواسطة أدوية مضادة للفيروسات، وأن إجراء احترازيا ووقائيا اتخذته المصالح الطبية بالمدينة، بغية وضع حد للشكوك الرائجة حول إمكانية إصابتهما بالفيروس. وعلمت التجديد أن الأمر يتعلق بمواطنين مغربيين، رجل متقاعد (51 سنة)، وزوجته (44 سنة)، جاءا على متن طائرة قادمة من هولندا حيث يقطنان، وبعد حلولهما بمدينة مراكش أصيبا بحالة زكام حاد، وهو ما استدعى انتقالهما إلى مستشفى ابن طفيل الأحد المنصرم. وفي زيارة للمستشفى صباح الثلاثاء 16 يونيو 2009، لوحظ عدم وضع كمامات من قبل الأطر الطبية وشبه الطبية، في حين لجأ العديد من السياح داخل المدينة القديمة إلى وضع تلك الكمامات، كما شوهدت إحدى المواطنات المغربيات تضعها وهي تمر قرب المستشفى. وعلمت التجديد أن حالة من الفزع همت قسم المستعجلات الأحد الماضي بعدما شاع خبر وصول زوج مشتبه فيهما بالإصابة. ويزداد التوجس من احتمال انتشار المرض، مع انطلاق عملية عبور المغاربة المقيمين بالخارج برسم سنة 2009 على مستوى موانئ جنوبإسبانيا، حيث ينتظر خلال هذه العملية، حسب تقديرات السلطات الإسبانية، عبور أزيد من ,5 2 مليون مسافر، ناهيك عن المطارات. كما سجل ضعف الإعلام الرسمي في تحسيس المواطنين، وتوعيتهم بخطورة المرض، وسبل الوقاية منه، أو التدابير الواجب اتخاذها أثناء الإصابة، للتحكم في رقعة انتشاره، حيث ما تزال القناتان التلفزيتان، تكتفيان بسرد بلاغات وزارة الصحة، وإحصاء أعداد المصابين والحالات المشتبهة، في غياب أي برامج تحسيسة وتوعية. يذكر أنه على الصعيد العربي، بلغ عدد الإصابات 83 إصابة في مجموعة من الدول العربية، منها 23 إصابة بمصر، و11 بالبحرين و14 بالسعودية، و10 بلبنان، وواحدة بالإمارات و18 بالكويت، وحالتين بفلسطين، كما تم الإعلان عن أول إصابتين أمس بالأدرن، وإصابتين بقطر. وكانت وزارة الصحة السعودية قد أعلنت عن تشكيل لجنة علمية موسعة من الوزارة بهدف وضع إجراءات احترازية من مرض إنفلونزا الخنازير أثناء موسم العمرة والحج، وقال وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي لـ الجزيرة نيت أمس، إن اللجنة ستنتهي خلال أسبوعين من وضع الإجراءات التي يجب اتخاذها، مشيرا إلى أنه سيتبع ذلك اجتماع مع خبراء من منظمة الصحة العالمية ومن مركز مكافحة الأمراض في الولاياتالمتحدة لتقييم هذه الإجراءات واعتمادها. ويأتي القرار بعد مطالبة كاتب سعودي بعدم استبعاد خيار عدم استقبال الحجاج القادمين من الخارج هذا العام في ظل تفشي مرض إنفلونزا الخنازير، معربا عن قلقه من أن تصبح السعودية من أكثر الدول عرضة لأعلى نسبة خطر الإصابة بالمرض، نظرا للعدد الهائل من الحجاج الذين سيفدون خلال أيام معدودة من كل أنحاء الأرض. غير أن مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ عبر عن خشيته من أن يكون ما يكتب عن إنفلونزا الخنازير يتضمن الكثير من المبالغة والتهويل، في إشارة إلى دعوات بالامتناع مؤقتا عن تأدية مناسك الحج. هذا، وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية - التي رفعت درجة خطورة الفيروس قبل أيام إلى مرحلة الوباء العالمي - فإنه منذ اكتشاف أول إصابة بهذا الفيروس في المكسيك في أبريل الماضي، أصاب الفيروس نحو 36 ألف شخص في 76 دولة، وتسبب بـ163 حالة وفاة.