شكلت السلطات العمومية لجنة وزارية لوضع الإجراءات التي تمكن بها الحيلولة دون انتقال أنفلونزا الخنازير التي واصلت زحفها في العديد من المناطق في العالم، حيث أودت بحياة 103 أشخاص بالمكسيك وامتدت إلى بلدان أخرى، مثل إسبانيا. ونفت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، انتشار أنفلونزا الخنازير بالمغرب، مشيرة إلى أنه تم تشكيل لجنة وزارية لتباحث الإجراءات والتدابير الكفيلة بضمان عدم انتقالها إلى المغرب عبر تجهيز المراكز الصحية المتواجدة بالنقط الحدودية والمطارات بكاميرات رقمية، و3 ملايين قناع طبي إلى جانب إجراء فحوصات طبية للمسافرين القادمين في رحلات جوية من إسبانيا وأمريكا اللاتينية. وأضافت بادو، خلال لقاء صحفي عقدته أمس بالرباط على هامش افتتاحها للمنتدى الوطني للرعاية الصحية الأولية، أن الوزارة كونت أطرا طبية، وعبأت جميع النقط الحدودية بسيارات إسعاف مجهزة، إلى جانب توفيرها لكميات كافية من دواء تاميفلو. وبالموازاة مع ذلك، تمت تعبئة كافة قوات الدرك الملكي المتواجدة بنقط العبور. وفي الوقت الذي وصل فيه عدد المصابين بأنفلونزا الخنازير إلى أزيد من 20 شخصا في إسبانيا، حسب آخر توقعات المصالح الصحية الإسبانية، فإن خطر انتقال العدوى إلى المغرب لم يعد مستبعدا، بالنظر إلى القرب الجغرافي بين البلدين ووجود أزيد من مليون مهاجر مغربي في شبه الجزيرة الإيبيرية. وهذا ما دفع مسؤولي مطار ابن بطوطة بطنجة إلى فرض مرور جميع المسافرين عبر جهاز يقيس حرارة الجسم من أجل رصد إن كان المسافر يحمل مرض الأنفلونزا. من جانبه أوضح الدكتور حميد بنعزو، رئيس مديرية تربية المواشي بوزارة الفلاحة، بأن مركز الوقاية من داء إنفلونزا الطيور والذي يشتغل على مدى ساعات اليوم والليلة يتبع كل المعايير لمراقبة تطورات الأوضاع الصحية للحيوانات في مختلف مناطق البلاد، موضحا أن الإجراءات الوقائية ضرورية جدا لتفادي أي مشاكل طارئة. وذكر بنعزو أن الطاقات المتخصصة مستعدة للتعامل مع كل الحالات المشتبه بإصابتها بأي داء، ولديها كل الإمكانيات الطبية للقيام بواجبها، مبرزا أن المصالح البيطرية تشتغل بالأماكن الحدودية وداخل المطارات لمنع دخول أي حيوانات إلى المغرب دون مراقبتها ومعرفة وضعها الصحي وما إذا كانت تشكل خطرا. أما الدكتور البيطري «كصير لخليفي» فقد شرح في اتصال مع "المساء" أن فيروس إنفلونزا الخنازير هو حالة مشابهة لإنفلونزا الطيور، مبرزا أن هذا الفيروس يقاوم بشراسة بغرض البقاء، وهو ما يضاعف من مخاطر تناوله حتى وهو مطهي. وأوضح الخبير البيطري بأن الشركات والمؤسسات التي تستورد مشتقات الخنزير عليها مراعاة الضوابط القانونية التي تضمن سلامة المنتوج عبر مراقبته، مؤكدا أن عدم الالتزام بالقوانين يعرض حياة الجميع للخطر. وحول تتبع الحالة الصحية للخنازير البرية والتي تربى داخل مزارع خاصة في المغرب أكد لخليفي أنها تخضع لمراقبة منتظمة من طرف مصالح وزارة الصحة. وتشير بعض التقارير إلى أن عدد الضيعات المتخصصة في تربية الخنازير بالمغرب وصل عام 2000 إلى 20 ضيعة، وانخفض الرقم إلى 6 ضيعات حاليا أربعة منها بمدينة آكادير واثنتان بضواحي الدارالبيضاء. ويبلغ عدد الخنازير الموجودة بها ما يقرب من ال 4000 رأس. وسجلت عملية استيراد لحوم الخنازير عام 2006 حوالي 212 طن، بينما كان الرقم لا يتجاوز 7 أطنان عام 2005 . وشرعت حكومات في أنحاء مختلفة من العالم في احتواء وباء محتمل للإنفلونزا أمس الاثنين بعدما قتل الفيروس 103 أشخاص في المكسيك وامتد إلى الولاياتالمتحدة وربما نيوزيلندا. كما عرف الدولار والبيزو المكسيكية انخفاضا بينما تراجعت أسواق المال الآسيوية وانخفض سعر النفط مع تنامي القلق من انتشار وباء. ولم تتسبب السلالة الجديدة من انفلونزا الخنازير في مقتل أشخاص خارج المكسيك، لكن ظهرت 20 حالة إصابة في الولاياتالمتحدة وست في كندا، بالإضافة إلى الاشتباه بوجود حالات على مسافة أبعد في أوروبا وإسرائيل ونيوزيلندا. وعززت الدول إجراءات المراقبة والحجر الصحي في المطارات والموانيء باستخدام كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء ومجسات للتعرف على المصابين بالحمى. وتمثل سلالة الانفلونزا الجديدة وهي خليط من أنفلونزا الخنازير والطيور والبشر أكبر تهديد بانتشار وباء واسع النطاق منذ ظهور انفلونزا الطيور عام 1997 وقتلها عدة مئات من الأشخاص. وقتلت انفلونزا «هونج كونج» عام 1968 نحو مليون شخص على مستوى العالم. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس يشكل «حالة طواريء بالنسبة للصحة العامة تثير قلقا دوليا». وتقول إنها قد تصبح وباء أو انتشارا لمرض خطير على مستوى العالم.» وقد يكلف هذا الأمر الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من أسوأ أزماته في غضون عقود تريليونات الدولارات.