أحدث داء أنفلونزا الخنازير الذي انتشر في مختلف دول العالم خلال قليلة فقط، نفيرا عاما في المغرب، مخافة انتقال العدوى إليه عبر حركات الهجرة من الموانئ والمطارات، وعلمت التجديد أن إجراءات إدارية اتخذت على مستوى المطارات، تقضي بفحص المسافرين القادمين إلى المغرب، خاصة من دول أمريكا، حيث أعلن عن المرض لأول مرة، وقال مصدر مطلع إن المكتب الوطني للمطارات يراقب عن كثب المسافرين القادمين إلى المغرب، خاصة منهمن القادمين من الولاياتالمتحدةوالمكسيك. من جهة أخرى، شكلت وزارة الصحة خليّة تابعة لها تعمل بتنسيق مع قطاعات وزارية أخرى عقدت اجتماعا، وتتابع عن كثب التطورات التي يشهدها المرض الذي بات يزحف على عدة دول من مختلف القارات. كما نفت وزيرة الصحة، ياسمينة بادو، أن المغرب لم تسجل به أي حالة لهذا الداء، وأكدت، في تصريح صحفي أمس الإثنين، أنه منذ ظهور الأعراض الأولى للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير على المستوى العالمي، اتخذت الوزارة كافة الإجراءات الضرورية للحيولة دون دخول محتمل لهذا الداء إلى المغرب. منها تفعيل الاستراتيجية الوطنية ضد الإنفلونزا التي أعدت خلال ظهور أنفلونزا الطيور قبل نحو ثلاث سنوات، وكذا تعزيز أنشطة المراقبة الصحية في المطارات والموانئ والحدود البرية، بما فيها تفعيل الكشف عن الحمى المتاحة في المطارات لحركة المرور الدولي، فضلا عن تعزيز المراقبة الوبائية والسريرية والبيولوجية ضد الانفلونزا بشكل عام. وبينما قال مسؤول بوزارة الفلاحة إن المغرب في منأى عن أنفلونزا الخنازير، لكون المغرب لا يستورد لحوم الخنازير من الخارج، قال المدني عدادي، طبيب بقسم الأمراض المعدية، إن المغرب مثل غيره من الدول معرض للإصابة بهذا الداء، وأكد عدادي، في تصريح لـالتجديد، أنه لم تسجل أي حالة جديدة، لكن التهديد قائم، منبها أن الفيروس لا زال في بدايته. ويثير المرض مشكلا بالنسبة للمغرب من جانبين: الأول من جهة استقباله اليومي لمئات المسافرين القادمين من أوربا وأمريكا، ممن قد يحملون معهم هذا الفيروس، ويطرح التحدي حيال إمكانيات إجراء الكشف على هؤلاء، أخذا للحيطة والحذر. أما الجانب الثاني فمن حيث إن المغرب ينتج ويصدر ويستهلك لحم الخنزير، ويبلغ عدد قطيع الخنزير في المغرب نحو 5 آلاف رأس، يوجد في ثلاث ضيعات تتمركز بالدار البيضاء وسطات. لكن هناك خنزير برّي يوجد في مختلف الغابات الجبلية بمختلف الجهات. هذا، وحذرت منظمة الصحة العالمية مختلف دول العالم من انتشار حالات بشرية من أنفلونزا الخنازير، التي تضرب المكسيك وأمريكا، وكذا من أن يتحول الوضع إلى وباء عالمي، كما دعت إلى أخذ الحيطة والحذر تجاه المرض، ووصفت تفشي الفيروس بأنه يشكل حالة طوارئ بالنسبة للصحة العامة، كما أعلن وزراء الصحة بدول الاتحاد الأوروبي العزم على عقد اجتماع طارىء في أقرب وقت ممكن، لمناقشة تبعات فيروس أنفلونزا الخنازير الذي تفشى في عدد من البلدان الأوربية، حسبما أفاد رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، في بيان له الإثنين 27 أبريل 2009. وانتشرت العدوى في العديد من الدول، حيث أودت بحياة 20 شخصا من بين 103 أشخاص مصابين في المكسيك، بينما وضع 1614 مريضا تحت المراقبة الطبية. وعلقت مكسيكو التي تضم عشرين مليون نسمة كل النشاطات التي كانت مقررة الأحد في محاولة لوقف العدوى.