رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى تحذيرها من خطر أنفلونزا الخنازير إلى المرحلة الرابعة على مقياس سلم من ست درجات عملا بنصيحة لجنة خبرائها التي اجتمعت الإثنين الماضي، مما يشير إلى أن العدوى يمكن أن تنتقل بين البشر لتسبب تفشيا للمرض على مستويات محلية كبيرة. وفي السياق ذاته، أوضح المسؤول الثاني في منظمة الصحة العالمية أنه في وقت يسافر فيه الناس بالطائرة بسرعة كبيرة عبر العالم لم تعد هناك أي منطقة بمنأى عن الفيروس. مضيفا أن الفيروس قد انتشر فعلا، وفي هذه الظروف لم يعد إغلاق الحدود أو فرض قيود على السفر له في الحقيقة سوى تأثير طفيف جدا لوقف انتقال هذا الفيروس. وشدد فوكودا على أنه ينبغي فرض قيود على السفر شديدة للغاية ليكون لها تأثير على انتقال هذا الفيروس. ويرى خبراء لجنة الطوارىء أن الفيروس منتشر كثيرا حاليا في العالم لكي تكون استراتيجية حصره قابلة للتطبيق. هذا، وأكدت نيوزيلندا وإسرائيل 4 حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير أمس الثلاثاء، لتصبح أحدث دولتين تصيبهما هاته السلالة الجديدة من الفيروس. في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء، أن 73 حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير قد تم إلى غاية الآن التصريح بها رسميا عبر العالم. وأوضح غريغوري هارتل الناطق باسم المنظمة، في ندوة صحفية، أن هذه الحالات تم تسجيلها في المكسيك (26 حالة) والولايات المتحدة (40 ) وكندا (6) وإسبانيا (حالة واحدة) . وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حذر أول أمس الإثنين من تحول مرض أنفلونزا الخنازير إلى وباء عالمي جديد، وذلك بعد احتمال ارتفاع عدد الوفيات المحتملة جراء المرض في المكسيك إلى 152 حالة حسب تصريح وزير الصحة المكسيكس. وقال في تصريح صحفي نحن نخشى أن يتسبب هذا الفيروس في وباء أنفلونزا جديد، يمكن أن يكون خفيفا في تأثيره أو أن يكون شديدا. مضيفا لا نعرف بعد كيف سيتطور المرض، لكننا نشعر بالقلق لأن معظم الذين توفوا به في المكسيك هم من الشباب والبالغين الأصحاء. وعلى صعيد التفاعل الدولي مع هذا المرض الجديد، أعلنت السلطات الصحية الأمريكية أول أمس أنه تم تأكيد 40 إصابة بأنفلونزا الخنازير في خمس ولايات، وأكد مدير مركزي مراقبة الأمراض والوقاية منها ريتشارد بيسر أن حالات الإصابة العشرين التي تأكدت تأتي كلها من مدرسة واحدة في نيويورك، واكتشفت نتيجة عملية فحص جرت في هذه المدرسة وليس نتيجة انتشار للفيروس. وفي السياق ذاته، وضعت السلطات الصحية الكولومبية 12 شخصا ظهرت عليهم عوارض مرض انفلونزا الخنازير، تحت المراقبة وقررت الحكومة وضع البلاد في حالة كارثة وطنية بهدف التصدي بشكل فعال للمرض. وفي بريطانيا أكدت وزيرة الصحة الإسكتلندية أول أمس إصابة شخصين كانا قد سافرا إلى المكسيك بمرض أنفلونزا الخنازير ليكونا أول حالتين مؤكدتين في بريطانيا. كما تم رصد حالة واحدة مفترضة بكل من كوريا الجنوبية وروسيا والبيرو، ومن جهتها أعلنت الحكومة البلجيكية أول أمس احتمال إصابة ستة أشخاص بهذا المرض، كما أعلن مصدر رسمي كاطالاني أول أمس عن ارتفاع عدد الإصابات المحتملة إلى عشر حالات. وفي السياق ذاته، أعلنت دول على مستوى القارات الخمس، تفعيل نظام الترصد الوبائي والتدخل السريع لمواجهة الكارثة. وعلى صعيد متصل، أعلن كبير المفتشين البيطريين الروس، نائب رئيس الهيئة الفدرالية للرقابة على المنتجات الزراعية نيقولاي فلاسوف أن روسيا على استعداد لتحضير لقاح بيطري لحماية الخنازير من فيروس الانفلونزا. وقال فلاسوف إنه من الممكن تحضير اللقاح بسرعة، حالما تتوفر لدى الخبراء الروس عينة من الفيروس لأغراض البحث. يشار إلى أن وزارة الصحة المغربية، أكدت عدم تسجيل أي حالة إصابة بهذا المرض، وقالت ياسمينة بادو في تصريح صحفي أول أمس، إنه منذ ظهور الأعراض الأولى للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير على المستوى العالمي، اتخذت الوزارة كافة الإجراءات الضرورية للحيولة دون دخول محتمل لهذا الداء إلى المغرب. منها تفعيل الاستراتيجية الوطنية ضد الإنفلونزا التي أعدت خلال ظهور أنفلونزا الطيور قبل نحو ثلاث سنوات، وكذا تعزيز أنشطة المراقبة الصحية في المطارات والموانئ والحدود البرية، بما فيها تفعيل الكشف عن الحمى المتاحة في المطارات لحركة المرور الدولي، فضلا عن تعزيز المراقبة الوبائية والسريرية والبيولوجية ضد الأنفلونزا بشكل عام.