أكدت وزيرة الصحة ياسمينة بادو، يوم أمس الاثنين بالرباط، أنه منذ ظهور الأعراض الأولى للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير على المستوى العالمي، اتخذت الوزارة كافة الإجراءات الضرورية للحيولة دون دخول محتمل لهذا الداء إلى المغرب. وأوضحت بادو، في تصريح للصحافة، أن خلية على مستوى وزارة الصحة عقدت اجتماعا لتتبع آخر تطورات هذا المرض على الصعيد العالمي، بتنسيق مع كافة القطاعات الوزارية المعنية. وفي اتصال بإدارة معهد باستور بالدار البيضاء، أكد مسؤول بالمعهد أن أطر المعهد على استعداد لمواجهة أي احتمال لظهور المرض وأن المركز مجهز بالمعدات والآليات اللازمة للقيام بكل التحاليل التي يتطلبها الموقف وأن الأدوية الضرورية ( تاميفلو ) متوفرة ، مشيرا إلى أنه من الصعب التكهن بتطور الوباء وأنه من المهم اتخاذ الإحتياطات الأساسية من قبيل غسل اليدين جيدا وعدم الإرهاق والتعب عند الإحساس بأية أعراض للمرض والأكل الجيد لمقاومة الفيروس والعمل على عزل المريض لتفادي انتشار المرض إلى محيطه القريب. وتتزايد المخاوف من احتمال تحول «انفلونزا الخنازير» الى وباء عالمي مع ظهور حالات اصابة جديدة في الولاياتالمتحدةوكندا، حيث حذرت عدة دول رعاياها من السفر إلى الدول التي تأكد فيها ظهور المرض وخاصة المكسيك التي لزم الملايين من مواطنيها منازلهم لتجنب الفيروس الذي قتل بالفعل 103 أشخاص، فيما وصل عدد الحالات المشتبه بها الى 1614حالة. وكانت الوفيات محصورة حتى الان في المكسيك إلا أن الانفلونزا بدأت تنتشر في أنحاءالعالم، حيث ظهرت 20 حالة في الولاياتالمتحدة وست حالات في كندا بالإضافة الى الاشتباه في وجود حالات على مسافة أبعد في أوروبا وبالأخص إسبانيا وفي وإسرائيل ونيوزيلندا. وفي بارقة أمل قال الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون إن معظم الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالسلالة الجديدة لأنفلونزا الخنازير في المكسيك والذين يقرب عددهم من 1300 شخص تبين خلوهم منها. وأعلنت الولاياتالمتحدة حالة الطواريء فيما يتعلق بالصحة العامة، وقالت مسؤولة بارزة بالمراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها إنها تخشى من وقوع وفيات في الولاياتالمتحدة إثر انتشار السلالة الجديدة من الانفلونزا. وتوقفت جميع أشكال الحياة في مكسيكو سيتي، وهي واحدة من أكبر مدن العالم إثر بقاء ملايين الأشخاص داخل منازلهم خشية الإصابة بالمرض. واستمع المكسيكيون الكاثوليك للقداس في الإذاعة بدلا من الذهاب الى الكنيسة، وأقيمت مباريات كرة القدم في مدرجات خالية وخلت الشوارع من سائقي الدراجات في نهاية الأسبوع في مدينة صاخبة وعملاقة يقطنها 20 مليون شخص. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الانفلونزا «حالة طواريء بالنسبة للصحة العامة تثير قلقا دوليا » وقد تصبح وباء وأي انتشار للمرض يشكل خطرا على مستوى العالم. من جانبها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أمس من جنيف أن فروعهما المحلية في كافة أنحاء العالم وضعت على أهبة الاستعداد تحسبا لانتشار مرض انفلونزا الخنازير الذي بدأ في المكسيكوالولاياتالمتحدة. وقال بيكيلي غيليتا الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر «هذا وضع خطير يتطلب معالجة سريعة». وأضاف «إن لجان الصليب الأحمر والهلال الأحمر يدعمها إخصائيون من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر .. وتعمل بشكل وثيق مع الحكومات على المستوى القومي، قد وضعت في حالة تاهب عالمي كاملة». وقد يوجه ظهور وباء عالمي ضربة قوية للاقتصاد العالمي الذي يواجه بالفعل أسوأ أزمة له منذ عقود ويقول الخبراء إنه قد يكلف تريليونات الدولارات. وفي عام 1968 توفي نحو مليون شخص في شتى أنحاء العالم إثر تفشي وباء انفلونزا «هونغ كونغ» . وقالت مسؤولة بالمراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها إنه يخشى من وقوع وفيات في الولاياتالمتحدة. وتفيد التقارير الرسمية أن المسؤولين يستعدون لانتشار ممكن للمرض أكثر من العشرين حالة التي تأكدت إصابتها في الولاياتالمتحدة. وقد تأكد إصابة ثمانية من أطفال المدارس بفيروس انفلونزا الخنازير في نيويورك بالرغم من أنها مثل الحالات الأخرى التي سجلت خارج المكسيك خفيفة نسبيا. وقال مسؤولون إنهم سيطرحون ربع المخزون الأمريكي من عقار تاميفلو المضاد للفيروسات، والذي تنتجه شركة روش ايه جي وعقار ريلينزا الذي تنتجه شركة جلاكسوسميثكلاين. وأظهر العقاران فاعلية ضد أنفلونزا الخنازير الجديدة. وتتمثل أعراض الانفلونزا في حمى مفاجئة وآلام في العضلات والتهاب في الحلق وسعال جاف . ويعاني ضحايا السلالة الجديدة أيضا من حالات قييء وإسهال أكثر من المصابين بالانفلونزا العادية. وبرغم من أنها تسمى «انفلونزا الخنازير» إلا أنه لا يوجد دليل على أن أيا من الحالات ناتجة عن الإتصال المباشر مع الخنازير. ويقول مسؤولو الصحة إنهم لا يفهمون سبب تسجيل وفيات في المكسيك وليس في مكان آخر. وقالت شوتشات «أعتقد أنه من السابق لآوانه أن نقول إن المرض مختلف في المكسيك عنه في الولاياتالمتحدة » . وأصبح انتشار فيروس الانفلونزا الخطير مصدر إزعاج كبير للمكسيك التي تواجه بالفعل حربا عنيفة ضد المخدرات وركودا اقتصاديا وأصبح من أحد أكبر مخاوف الصحة في العالم منذ سنوات. وقال وزير المالية المكسيكي «هذه القضية يمكن أن يكون لها أثر كبير على الاقتصاد برغم من أن الأثر الأكبر على حياة الإنسان ». وتصيب فيروسات أنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة، وتحدث العدوى أيضا حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير يمكن أن تصاب الخنازير بأنفلونزا البشر أو أنفلونزا الطيور وعندما تصيب فيروسات أنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير يمكن أن تختلط داخل الخنزير وتظهر فيروسات خليطة جديدة. ويمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ويمكن أن تنقل من شخص لآخر، ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس. وتبدو أعراض أنفلونزا الخنزير في البشر مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات، وإجهاد شديد ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الأنفلونزا العادية. وتوجد لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع أنفلونزا الخنزير، ولا يوجد لقاح يحمى البشر من أنفلونزا الخنازير. وحللت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وخاصة في أمريكا عينات من بعض المرضى الأمريكيين الذين تعافوا جميعا وقالت إنه مزيج غير مسبوق من فيروسات أنفلونزا الخنازير والطيور والبشر.