سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حرفيو دار الدباغ وسط العاصمة مهددون بإغلاق متاجرهم بعد قرار قطع الماء عنهم بلدية حسان ووالي الجهة يتعهدان بمساعدتهم عبر حفر بئر وتفادي تشرد عشرات الأسر
يعيش تجار وحرفيو دار الدباغ بالقرب من مجازر حي العكاري وسط العاصمة الرباط في وضعية صعبة بعد أن تم قطع الماء عن محلاتهم التجارية منذ شهر كامل، حيث باتت بضاعتهم معرضة للتلف مما سيشكل خسائر بالجملة للكثيرين منهم. ويشرح التجار بأن عجز المجلس البلدي لمنطقة «حسان» والسلطات المعنية عن إيجاد حل لهذا المشكل سيجبر عشرات الحرفيين على إغلاق محلاتهم التي تشغل نحو ثلاثين رب أسرة إلى جانب المستخدمين والمرتبطين بتجارة الجلد في العاصمة، مما ستترتب عنه مجموعة من المآسي الاجتماعية، على اعتبار أن هذه الحرفة تعتمد اعتمادا كليا على الماء. وأكد بعض التجار أن مسؤولي بلدية حسان أخبروهم بأنه لا يمكنهم الاستمرار في الاستفادة المجانية واستهلاك الماء الشروب، وأنه آن الأوان للاشتراك مع وكالة توزيع الماء ودفع المبالغ عن الكميات المستهلكة، في الوقت الذي أوضح لهم مسؤولو الشركة الموزعة للماء بمنطقة العكاري ضرورة دفع المبالغ المترتبة عن الاستهلاك بعدما توقفت البلدية عن تسديد تلك المبالغ. وأضاف التجار أن مندوبية الصناعة التقليدية بالعاصمة وعدتهم بالمساعدة وإيجاد حلول للمشكل المطروح وتقديم يد العون للحرفيين من أجل الخروج من الأزمة وتفادي سيناريو إغلاق المتاجر بصفة نهائية «لكن لم نر أي تحرك من طرف المندوبية، رغم الوعود الكثيرة التي سمعناها منهم». وشدد ادريس الرازي، رئيس مجلس بلدية حسان، من جهته في اتصال مع «المساء» على أن البلدية باتت عاجزة عن تسديد فواتير المياه المستغلة من طرف الحرفيين، مؤكدا أن التجار استفادوا من هذا الامتياز لسنوات عديدة بإفراط شديد مما كلف البلدية ميزانية كبيرة. وأوضح الرازي أن البلدية اتفقت مع والي جهة الرباطسلا زمور زعير، حسن العمراني، على أساس تسريع الإجراءات والتعجيل بإيجاد حلول آنية للمشكلة عبر حفر بئر يستفيد منها المهنيون، مضيفا بأن المجلس الأعلى للحسابات بات يرفض بشدة أن تسدد البلدية مبالغ استهلاك الماء والكهرباء نيابة عن سكان دور الصفيح أو محلات الحرفيين. وفي مقابل ذلك يرى بعض أصحاب متاجر دار الدباغ بأن عددا منهم يستطيع ربط محلاتهم بشبكة توزيع المياه وسداد فواتير الاستهلاك، في الوقت الذي يعجز البعض الآخر عن ذلك بسبب ضيق ذات اليد «علما بأن مشاريع الصناعة التقليدية تعاني مشاكل بالجملة منذ سنوات، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج ومنافسة المنتوج الأجنبي المصنع، بالإضافة إلى ضعف رواج المنتوج داخل السوق المحلية أو الأجنبية وهو ما دفع الكثير من الصناع التقليديين إلى تغيير المهنة»، حسب تصريح بعض الحرفيين بدار الدباغ ل«المساء». وعبر الحرفيون المتضررون، خاصة أولئك الذين يعجزون عن ربط محلاتهم بالماء الشروب، عن رغبتهم الشديدة في أن يتم تقديم المساندة والدعم لهم لتمكينهم من الاستمرار في الإنتاج وإحياء الموروث التقليدي للمغرب وتجنبا لتكبيدهم خسائر إضافية قد تزيد من معاناتهم بسبب المشاكل التي ترتبط بحرفتهم.