أقدم ستة أعضاء بغرفة الصناعة التقليدية بمراكش وأقاليم قلعة السراغنة والحوز وشيشاوة والرحامنة على الاستقالة من مهامهم، في رسالة موجهة إلى نجيب أيت بنمالك، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش يوم الاثنين الماضي، بينما فضل 18 عضوا آخر إصدار عريضة استنكارية، وصفت فيها حصيلة سنة من الأداء والتسيير ب «الضعيفة جدا». جاءت هذه التطورات داخل غرفة الصناعة التقليدية بعد أن طغت أجواء مشحونة على العلاقة بين الرئيس وبعض الأعضاء بالغرفة بسبب ما اعتبره المحتجون تقريبا للأعضاء الموالين للرئيس وحصر التعامل معهم. وأرجع الأعضاء الستة أسباب استقالتهم إلى عدم احترام الرئيس للقرارات المتخذة داخل المكتب، والتي التزم بها أثناء دورات المجلس، مما يعيق، حسب رسالة الاستقالة، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، قيام هؤلاء الأعضاء بمهامهم، ويجعل الاستمرار فيها غير ذي جدوى. ومن جهته، نفى نجيب بنمالك، رئيس غرفة الصناعة التقليدية، تقديم هؤلاء لاستقالتهم، بل قال ل«المساء» إنه هو من طالبهم بتقديمها، لأنهم «لا يشتغلون ولم يقدموا إضافات نوعية»، مضيفا أن المستقيلين والموقعين على العريضة الاستنكارية «تحركهم أيادي خفية» لم يحددها رئيس الغرفة، لكن مصادر من داخل الغرفة فسرت عبارة «الأيادي الخفية» بالإشارة إلى قيادات حزب «الأصالة والمعاصرة»، نظرا لانتماء عدد كبير من المستقيلين والموقعين على العريضة الاستنكارية لحزب «التراكتور». وعددت رسالة الاستنكار ملاحظاتها على ما أسمته «الواقع المرير» داخل غرفة الصناعة التقليدية، فأكدت أن الرئيس «القادم من عالم المال والأعمال والغريب عن هموم الصناع»، حسب ما ورد في الرسالة، يهتم بأعماله بدل الانكباب على قضايا الحرفيين بالغرفة. وبخصوص التواصل مع المجلس، وتحديدا الأعضاء المعارضين فيه، يقول المستنكرون إن أيت بنمالك، الذي طعن في مقعد حزب «التراكتور» خلال انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين، بعدما كان مرشحا، هو، باسم حزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» يكرس «التفرقة» بين الأعضاء، ب «تقريب الموالين له، وقطع التواصل مع معارضيه، وتهميش كل من اختلف معه داخل المكتب أو المجلس». يقع هذا حسب، مصادر من الموقعين على العريضة، ب«إيعاز من قيدوم رؤساء المصالح الخارجية للجهة»، في تلميح للمندوب الجهوي للصناعة التقليدية، الذي يشغل أيضا مهمة الكاتب الجهوي لحزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية». كما أن الرئيس، الذي خصص 500مليون سنتيم لمشروع صناعي بواحة سيدي إبراهيم، لم يكلف نفسه عناء تنفيذ هذه البرمجة، حسب أحد الموقعين على العريضة. وتعرف المشاريع التي أشرف على انطلاقتها المجلس السابق تعثرا في عهد المجلس الحالي. وهكذا تشهد أشغال المجمع الصناعي بشيشاوة توقفا منذ سنوات، على حد قول المصدر. لكن بنمالك نفى وجود مشروع المجمع الصناعي مطلقا، مؤكداً أن المجلس ماض في تنفيذ برنامج عمله، بما فيه الانتقال في الشهر القادم إلى مقر الغرفة الجديدة بشيشاوة. واستغرب أيت بنمالك ربط منتقديه بين مهامه كرئيس للغرفة وبين مهام الكاتب الجهوي لحزبه، قائلا إن الموقعين دفعهم إلى خطوتهم هذه «عدم قدرتهم على مواكبة وتيرة العمل والتسيير الذي أنهجه».