تمكنَّت فرقة مختلطة من أمن فاس ودرك تاونات، زوال يوم الثلاثاء الماضي، في ضواحي تاونات، من فكِّ أسر شخص احتُجز في «قبر» فريد من نوعه عبارة عن بئر خالية من المياه يناهز عمقها حوالي 20 مترا، فيما تصل مساحتها إلى مترين داخل منزل العائلة. وقد استعانت هذه الفرقة التي تحركت بتعليمات من الوكيل العام للملك في محكمة فاس، والذي توصّل بشكاية مجهولة في موضوع هذا «الاحتجاز» الغريب، بعناصر من الوقاية المدنية ورجال القوات المساعدة وبعدد من مستشاري جماعة بوهودة في تاونات، للتوصل إلى هذا القبر و«انتشال» هذا الشخص، والذي وُجد، حسب شهود عيان، في حالة أبعدَ ما تكون عن هيئة إنسان: شعر طويل أشعث يصل حد الأرجل وأظافر طويلة تشبه أسلحة بيضاء تقليدية وعينان جاحظتان وهيئة جد متسخة ونحيلة.. وبدون ملابس ولا أفرشة، وهو مقيَّد بسلسلة حديدية، وفي حالة نفسية وعقلية جد متدهورة، بعد كل السنين الطويلة التي أمضاها وهو في هذا القبر: ينام فوق فضلاته ويأكل مما تمنحه له «العائلة»، بين الفينة والأخرى!.. وقد نُقل «ح. ح.»، على وجه الاستعجال، إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية «ابن الحسن» في فاس، لتلقي العلاجات الأولية الضرورية، في حين تم الاحتفاظ رهن الاعتقال بأخيه «م. ح.» لتعميق الأبحاث معه، بعدما أقَرَّ أثناء الاستماع إليه بأنه عمد إلى احتجاز أخيه في هذا «القبر» منذ حوالي 4 سنوات، بعد إصابته بخلل عقلي، فيما استُنْتِج من أقوال الشخص المحتجَز أن تاريخ احتجازه يعود إلى حوالي 14 سنة... وقد اضطر رجال الوقاية المدنية الذين شاركوا في هذه العملية إلى القيام بتدخل خاص من أجل تنظيف هذا الشخص المحتجَز الذي والداه من مغاربة الخارج والذي يبلغ من العمر حوالي 30 سنة، قبل نقله على متن سيارة إسعاف إلى أحد أذرع المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس. ويباشر رجال الدرك في تاونات تعميقَ الأبحاث، بتعليمات من النيابة العامة، للتوصل إلى معرفة ملابسات احتجاز هذا الشخص من قِبَل أفراد عائلته في هذه الظروف، عوض أن يعمدوا إلى عرضه على الطب المختص، في حالة مرضه، أو القيام بالإجراءات الإدارية لدى السلطات في حال وجود خلاف أو نزاع عائلي، وسط أسرة تُقدَّم على أنها «ميسورة الحال»!...