رغم الحيوية التي يجلبها عادة شهر رمضان لنشاط استيراد العديد من المواد الغذائية كالتمور والقطاني وغيرها إلا أن ميناء الدارالبيضاء ما زال لم يستعد نشاطه السابق المسجل قبل بدء تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية في 2009. ويوضح كاتب عام الجامعة الوطنية الديمقراطية لأرباب الشاحنات بالموانئ عادل المروازي ل«المساء» أن المعدل اليومي لعدد الشاحنات التي تخرج من بوابة الميناء تراجع من 900 شاحنة إلى 300 حاليا سواء تعلق الأمر بنقل الحبوب أو السلع المختلفة. وأوضح مروازي أن هذا التراجع سجل منذ قرابة سنة تقريبا، ومرده إلى عدة أسباب أبرزها انخفاض حجم الواردات كنتيجة لآثار الأزمة العالمية، وأيضا الصادرات، وأضاف أن الاكتظاظ الذي تشهده حركة الشاحنات حاليا بميناء الدارالبيضاء ليس بسبب ارتفاع الرواج المينائي، بل بفعل قلة رافعات الحاويات العملاقة التي تباشر عملها، حيث لم تبق شركة «مرسى المغرب» سوى رافعتين من أصل 6 إلى 7 رافعات تعمل في العادة، وهو ما يؤدي إلى طول مدة انتظار الشاحنات لنقل الحاويات على متنها. من جهة أخرى، نبه المتحدث نفسه إلى أن أغلب صغار ومتوسطي ملاك شاحنات الوزن الثقيل في ميناء الدارالبيضاء يعانون كثيرا من استحواذ قلة من شركات نقل البضائع الكبرى على أغلب الصفقات لتوفرها على أسطول ضخم، وأبرزها الشركة الوطنية للنقل واللوجيستيك، التي تخضع لإشراف وزارة التجهيز والنقل، وأيضا شركة «كاري» التابعة للمكتب الوطني للسكك وشركة «غلوبيس». وفي غياب إجراءات للدعم من لدن الحكومة، فإن العديد من صغار ومتوسطي أصحاب شاحنات الوزن الثقيل سيضطرون لمغادرة هذه المهنة، «إذ كيف يمكن لهؤلاء الذين لا يملكون سوى 1 إلى 5 شاحنات أن ينافسوا شركات تملك 200 إلى 300 شاحنة»، يضيف محمد المطالي رئيس اتحاد الجامعات الوطنية لسائقي ومهنيي النقل بالمغرب في تصريح ل «المساء»، وقد اضطر بعض أرباب الشاحنات إلى بيع بعضها أو عدم تشغيله بفعل تراجع المداخيل. وتنسحب وضعية انخفاض الرواج التجاري على باقي موانئ المغرب، وسبق للوكالة الوطنية للموانئ أن ذكرت أن السنة الفارطة سجلت تراجع الرواج بنسبة 5.9 في المائة مقارنة بسنة 2008، إذ بلغ الحجم الإجمالي للرواج 71,1 مليون طن، 11,3 مليون طن منها عولجت في ميناء طنجة المتوسط. وتراجع نشاط الموانئ التابعة للوكالة بنسبة 11.6 في المائة ليبلغ حجم الرواج المناول فيها 60 مليون طن تقريبا، كما تقلص نشاط الصناديق الحديدية (الحاويات) بالموانئ بفعل استحواذ ميناء طنجة المتوسط على حصة كبيرة من هذا النشاط، بنسبة 4,2 %.