«الحركة ميتة هذا العام، الناس باقين تالفين مع العطلة والبحر»، يصرح عبد الفتاح (33 سنة)، بائع تمور بقيسارية بدرب عمر بالدار البيضاء. كانت جل المحلات التجارية مغلقة على غير العادة، الجو العام بالقيسارية ينبئ بانعدام «الرواج»، ودليل ذلك قلة الزوار رغم حلول شهر رمضان، فيما شهد مركب المنال التجاري بمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط، حركة «رواج» غير طبيعية بالطابق السفلي المخصص للمواد الغذائية، مما يشير إلى أن الرباطيين يسارعون إلى التحضير لرمضان. زبائن كثر يقبلون على شراء «الزلايف» لتقديم الحريرة وآخرون يساومون ثمن الجلجلان واللوز والكاوكاو...»، «تعطلت هاذ العام في توجاد السفوف حقاش يالاه جيت من السفر»، صرحت أسماء (26 سنة) موظفة بالقطاع الخاص وأم لطفلين. تزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية أربك العديد من الموظفين الذين قضوا إجازاتهم السنوية بعيدا عن المدينة التي يقطنون بها رغبة في الترفيه والاستجمام وإذا بهم يضطرون إلى العودة إليها لتدارك الوقت والإعداد لرمضان. من جهة أخرى، يلاحظ أن واجهات المحلات التجارية المتخصصة لبيع التمور بمركب المنال هي أيضا يطغى عليها عرض السلع الأجنبية، «التمر التونسي والعراقي تايتخاطفوا عليه الناس لي باغيين الجودة والنقا» يصرح مصطفى (27سنة) بائع التمر بمركب المنال، أما الأثمان فهي نفسها مقارنة بثمن التمور بدرب عمر بالدار البيضاء ويتوقع انخفاضها خلال شهر رمضان كما أكد البائع نفسه. بقيسارية الحسن بدرب عمر بالدار البيضاء، يعرض تجار وبكميات كبيرة تمورا مستوردة من العراق والإمارات وتونس... إلى درجة أن المنتوج المغربي من التمور كان يبدو ضئيلا جدا. أنواع مختلفة تنافس نظيرتها المغربية من «كوست حمي» و«الجيهل» و»لولو». مع إقبال متزايد على التمور الأجنبية بمختلف أشكالها، والتي يتراوح ثمنها ما بين 30 درهما و35 درهما للكيلو الواحد. «تانفضل نشري التمر التونسي (الغزالة) لأنه يتميز بالجودة والثمن المناسب» تصرح لطيفة (45 سنة). أما محمد سائق سيارة أجرة (55 سنة) فصرح للمساء «أن أغلب المواطنين يتهافتون على السلع الأجنبية فقط لأنها تستورد من الخارج وليس بالضرورة لجودتها أو سعرها المنخفض». يتم استيراد التمور الأجنبية بأثمان تفضيلية من الدول سالفة الذكر، من طرف بائعي الجملة بالدار البيضاء بثمن 12 درهما للكيلو الواحد شريطة أن تتجاوز الكمية مقدار طن. ومن جانب آخر، يفضل التجار عرض التمور الأجنبية لمعرفتهم السابقة أن الإقبال عليها سيفوق الإقبال على التمور الوطنية. ويرجع السبب إلى «ضعف جودة المنتوج الوطني لقلة التساقطات المطرية هذه السنة، وغياب دعم الدولة لمنتوج التمر رغم أن المغاربة يقتنونه بكثرة» هذا ما يفسر ارتفاع ثمن هذا الأخير مقارنة بالتمور الأجنبية، يوضح جلال، بائع بقيسارية التمور بدرب عمر.