يفرض التمر نفسه بإلحاح في كل موائد رمضان، غير أن أسعار التمور تسجل ارتفاعاً كعادتها في مثل هذا الشهر الفضيل نظرا لكثرة الطلب. فخلال زيارتنا لسوق درب ميلان بالدار البيضاء، لاحظنا ارتفاع أثمان التمور والتي عزاه بعض التجار إلى ندرة الإنتاج الوطني من هذه المادة لأن رمضان لم يتزامن هذه السنة مع موسم جني التمور حيث تم استيراد جزء مهم من الكميات المروجة في الأسواق المغربية من تونس، والعراق، والإمارات، ومصر، وهناك كميات أخرى مخزنة منذ السنة الماضية، في محلات تبريد معدة لهذا الغرض . والتمور المغربية أنواع منها: «بوفقوص» والذي يتراوح سعره مابين 30 و 40 درهما للكيلوغرام الواحد، «الجيهل» مابين 15 و18 درهم، «الخلط» و «أكاليد» فيناهز سعرهم 25درهما، وهناك تمور ذات جودة عالية مثل : «المجهول»، و«بوسحمي»، و«بورار».لكنها غير متوفرة الآن في الأسواق المغربية. وببعض الامتعاض يتحدث بعض الباعة من سوق «درب ميلة» المحاذي لحي الفرح بالبيضاء، عن تأرجح أثمان التمور المغربية، نظرا لاختلاف مستوى جودتها، مقارنة بالتمور التونسية والعراقية، والإماراتية ومصر، التي تعرف جودة على مستوى المذاق ومستوى التلفيف وأيضا الثمن المغري تنافس بها بعضها البعض لتكسب قناعة الزبون المغربي. فالتمور التونسية مازالت في أسواق التمور المغربية تفرض نفسها وتحافظ على جودتها، ما يجعلها حاضرة نسبيا في كل بيت مغربي ليس فقط في رمضان ولكن أيضا خلال العام كله، رغم وصولها إلى 28 درهماً للكيلوغرام الواحد، تليها تمور العراق ب 12 درهما إلى 13 درهما للكيلوغرام لتبقى تمور الإمارات و مصر في المراتب الأخيرة من حيث طلبها في الأسواق المغربية . يقول (إبراهيم) بائع التمور بسوق سيدي مومن أن ارتفاع أثمنة التمور يرجع إلى قلة وندرة الإنتاج الوطني و «الاتكال» على استيراد جزء مهم من التمور من الأسواق الخارجية. وأبدى مجموعة من تجار التمور بالتقسيط في درب ميلان انزعاجهم من الركوض التجاري الذي يعيشه السوق منذ أسبوعين، خلافا لما كان عليه الحال في السنوات الماضية، متوقعا أن تكون هناك وفرة في التمور خلال الأسبوع الأخير من رمضان لتزامنه مع فترة الجني في إقليم زاكورة.