سجلت أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا جديدا، عشية شهر رمضان، الذي يعد شهر الاستهلاك الواسع، إذ انتقل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم العجل إلى 77 درهما في بعض أسواق الدارالبيضاء، ولحم الغنم إلى 75 درهما، والكفتة 90 درهما.وهي أثمنة مرتفعة عن الأسعار العادية بقرابة 7 و10 دراهم في الكيلوغرام الواحد. وأوضح عدد من التجار ل "المغربية"، أن الأسعار، رغم أنها مرتفعة، مرشحة إلى الاستقرار، مؤكدين أن جل الأسر تقتني المواد الاستهلاكية بشكل مضاعف، قبل رمضان بأسبوع تقريبا، وأن التوازن يظهر عادة بعد الأسبوع الأول من هذا الشهر الكريم. وسجلت أسعار بعض الفواكه، بدورها، تزايدا ملحوظا، إذ بلغ سعر فاكهة "الأفوكا" في الأسواق الشعبية 45 درهما، مسجلة بذلك ارتفاعا غير مسبوق، كما بلغت أسعار الفواكه الأخرى قبل وبعد اليوم الأول من رمضان، أرقاما قياسية أرغمت معظم الأسر محدودة الدخل على الاستغناء عن اقتناء ما تحتاجه منها. ووصل سعر التفاح أزيد من 15 درهما للنوع العادي، أما العنب فانتقل إلى 12 درهما، وهو السعر ذاته الذي سجلته فاكهة التين. وعزا عدد من باعة الخضر بالتقسيط، أن ارتفاع أسعار "الأفوكا"، مثلا، إلى غياب منافسة منتوج الضيعات المغربية من هذه الفاكهة، التي لم تنضج بعد، إذ أن الكميات المتوفرة في الأسواق تعتبر مستوردة، وأضاف هؤلاء أن الأفوكا تعتبر من الفواكه المفضلة في إعداد العصير من قبل معظم الأسر المغربية خلال هذا الشهر الفضيل، ولهذا فأسعارها تتضاعف بهذا الشكل. أما التمور، فشهدت نوعا من الارتفاع الطفيف في أسعارها، إذ تعرض في الأسواق تمور تونسية ب 35 درهما، وهي التمور ذاتها التي كانت تباع ب 30 درهما السنة الفارطة، في حين هناك أنواع أخرى تعرض بأسعار أقل، لكن جودتها تبقى أقل. وبالنسبة إلى الخضر، تستمر أسعار الطماطم لحد الآن في الاحتفاظ بارتفاعها، إذ ناهزت ما بين 6 و5 دراهم لطماطم منطقة الشمال طويلة الشكل، أما البصل فلم يتجاوز درهمين ونصف، و"الخرشف" 10 دراهم، وإلى حدود اليوم الأول من رمضان بقي "الخص البلدي" في حدود درهمين ونصف. وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري أكدت أنه سيجري تأمين تزويد السوق المحلية بالطماطم واللحوم الحمراء، طيلة شهر رمضان المبارك. وذكر بلاغ للوزارة، أن الإنتاج المرتقب للطماطم خلال شهري غشت وشتنبر يقدر بحوالي 220 ألف طن (مقابل 160 ألفا خلال رمضان الماضي)، وهو ما سيمكن من تغطية الطلب على هذه المادة خلال هذا الشهر الفضيل. وبالنسبة إلى اللحوم الحمراء، أوضح المصدر ذاته أن دراسة الوضعية الحالية تؤكد أن الإنتاج المتوفر خلال شهر رمضان المقبل يقدر ب 31 ألفا و500 طن، في الوقت الذي يقدر فيه الطلب ب 32 ألف طن، مضيفا أن تموين السوق بالمنتوجات الأكثر استهلاكا خصوصا الطماطم واللحوم الحمراء، عرف تقلبات مرتبطة أساسا بالظروف المناخية. وبخصوص الطماطم، سيجري حسب المصدر ذاته، تزويد السوق المحلية خلال شهر رمضان بالطماطم الطرية المنتجة في إطار الزراعات الموسمية، وبالطماطم الموجهة للصناعات الغذائية (الطرية والمعلبة)، وبدرجة أقل بالطماطم الناضجة قبل أوانها من مزروعات البواكر لهذا الموسم، خلال النصف الأخير من شهر رمضان. ويتراوح متوسط سعر الطماطم عند الاستهلاك منذ بداية شهر غشت الحالي ما بين 3.5 و5 دراهم للكيلوغرام. وحسب الجودة وأماكن البيع، أضاف البلاغ أنه لن تعرف أسعار الطماطم خلال شهر رمضان تغيرا ملحوظا ماعدا الأسبوع الأول الذي من المرتقب أن يشهد ارتفاعا مهما للطلب. وسيساهم إنتاج طماطم التصبير، المقدر بحوالي 27 ألف طن والذي سيتزامن نضجها مع شهر رمضان، في تلبية الطلب المرتقب على هذه المادة. وأوضحت وزارة الفلاحة والصيد البحري، أن العشرة أيام الأولى من شهر يوليوز الماضي تميزت بارتفاع درجات الحرارة ورياح الشركي، ما سرع من وتيرة نضج المنتوج وأثر على جودته، مشيرا إلى أن منتوج الطماطم تعرض خلال هذا الموسم لانتشار دودة (تيتا ابسوليتا)، التي دخلت المغرب أخيرا انطلاقا من منطقة (بوارك) بإقليم الناظور. وبخصوص اللحوم البيضاء، أكد البلاغ أن موجة الحرارة خلال شهر رمضان لن يكون لها أي تأثير ملحوظ، لأن الدواجن الموجهة لتموين السوق خلال هذا الشهر لم تتأثر بارتفاع درجات الحرارة نظرا لصغر سنها. وفي ما يتعلق بتموين السوق، انخفض العرض من الدجاج والديك الحبشي بحوالي 10 إلى 15 في المائة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى التي تلت موجة الحرارة، وهو ما يعادل 4000 طن من اللحوم، أي 11 في المائة من عرض هذا الشهر. وانطلاقا من تاسع غشت الجاري، اتجهت الأثمان تدريجيا نحو الانخفاض وبدأت تعود لمستوياتها المعهودة. وأضاف المصدر نفسه أن متوسط الأسعار يتراوح إلى غاية اليوم ما بين 14 و14.5 درهما للكيلوغرام الواحد من الدواجن الحية بالضيعات (ما بين16 و17 درهما بالتقسيط). وسجل الرقم الاستدلالي لتكلفة المعيشة، خلال شهر يوليوز الماضي، حسب المندوبية السامية للتخطيط، ارتفاعا طفيفا ب 0.1 في المائة بالمقارنة مع الشهر السابق. ونتج هذا الارتفاع عن استقرار الرقم الاستدلالي للمواد الغذائية وارتفاع الرقم الاستدلالي للمواد غير الغذائية ب 0.1 في المائة. وبالنسبة للمواد الغذائية، همت الارتفاعات المسجلة ما بين شهري يونيو و يوليوز الماضيين، على الخصوص، السمك الطري ب 4.6 في المائة، واللحوم ب 2.0 في المائة. وعلى العكس من ذلك انخفضت أثمان الخضر الطرية ب 5.3 في المائة، والفواكه الطازجة ب 4.1 في المائة، والقطاني ب 1.1 في المائة. وسجل هذا الرقم الاستدلالي، على مستوى المدن، انخفاضات ب 1.3 في المائة في فاس، وب 1.0 في المائة في مكناس، وب 0.5 في المائة في مراكش، وب 0.3 في المائة في وجدة. بينما سجلت ارتفاعات ب 0.7 في المائة في الرباط، وب 0.2 في المائة في كل من الدار البيضاء وتطوان وطنجة. وعرف مؤشر التضخم الأساسي، الذي يستثني المواد ذات الأثمان المحددة والمواد ذات التقلبات العالية، خلال شهر يوليوز الماضي، ارتفاعا ب 0.1 في المائة، بالمقارنة مع شهر يونيو الماضي، وانخفاضا ب 0.7 في المائة، بالمقارنة مع شهر يوليوز 2008. بالمقارنة مع الشهر نفسه من السنة السابقة، سجل الرقم الاستدلالي لتكلفة المعيشة، خلال شهر يوليوز 2009، انخفاضا قدره 1.0 في المائة. ونتج هذا الانخفاض عن تراجع أثمان المواد الغذائية ب 3.3 في المائة، وارتفاع أثمان المواد غير الغذائية ب 1.0 في المائة. وبالنسبة إلى هذه الأخيرة، تراوحت نسب التغير ما بين انخفاض قدره 0.4 في المائة بالنسبة لمجموعة "النقل والمواصلات"، وارتفاع قدره 2.1 في المائة بالنسبة لمجموعة "مواد وخدمات أخرى".