سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البعوض الناقل لفيروس حُمّى غرب النيل يُهدِّد حياة البشر والحيوان إصابة عدد كبير من الخيول في إقليم ابن سليمان والبحث مازال جاريا عن لقاح ضد الوباء القاتل
يعيش سكان الجماعات القروية في إقليم ابن سليمان والمحمدية والنواحي تحت رحمة فيروس خطير أصاب 17 رأسا من الخيول نفقت منها، إلى حدود أمس الأحد، تسعة خيول، معظمها من الإناث، في كل من الجماعتين القرويتين «أولاد يحيى لوطا» و«الزيايدة» وبلدية ابن سليمان، في تراب إقليم ابن سليمان والجماعة القروية بني يخلف في عمالة المحمدية. وعلمت «المساء»، من مصادرها، أن فيروس «حُمّى غرب النيل» القاتل مازال يُهدِّد الإنسان والحيوان في المنطقة، ولا تتوفر الدولة على علاج له، وأن البعوض الناقل للوباء يعيش في البِرك المائية والمناطق الرطبة المتعفِّنة المحيطة بمساكنهم وداخل ضيعاتهم وأراضيهم الفلاحية. ويعيش البعوض لمدة خمسة أسابيع وتلد البعوضة كل أسبوع 200 بعوضة، مما يُرجِّح احتمالَ أن تكون تلك المناطق التي عرفت إصابة الخيول بالفيروس القاتل فيها الملايين من هذه الحشرة الناقلة للعدوى. وعلمت «المساء» (بعد أن رفض الطبيب البيطري المكلف في إقليم ابن سليمان مدَّها بشروحات وتفاصيل حول العدوى، في الوقت الذي منح كل التفاصيل للقناة الأولى، يوم الجمعة الماضي بعد أن رافقها لزيارة الأماكن المتضررة)، «علمت» أن الفيروس يفتك بالمصابين من الخيول تدريجيا، حيث تصيبها حُمّى قوية، تليها اضطرابات عصبية تؤدي إلى وهَن في قوائمها الأمامية، ثم الخلفية، ثم تصاب بشلل تام، تسقط إثره لساعات وهي تحتضر قبل أن تنفق. وقد تم اكتشاف أول إصابة بفيروس النيل الشرقي في الجماعة القروية «أولاد يحيى لوطا» في قيادة «الفْضالات»، وهي الجماعة التي عرفت نفوق ثلاثة أحصنة إلى حدود أمس الأحد، كما وجد ضمن الخيول النافقة حصان كان يعش داخل إسطبل في فضاء السوق المهجور في قلب مدينة ابن سليمان، حيث تم إحداث «كوري» خاص بخيول العربات و«الكوتشيات» التي تنشط في المدينة. وذكرت مصادرنا بعد أن رفض المسؤولون المحليون الكشف عن خبايا الوباء، أن الجهات المعنية في مديرية الفلاحة عمدت، بدعم وتنسيق مع السلطات الإقليمية للمدينتين، إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحد من إصابة الخيول، وذلك بتحسيس مربي الخيول، بعدم تركها ترعى قرب البِرك المائية المتعفنة التي تأوي البعوض، نوع «سيليكس»، الناقل للفيروس عن طريق لسع الخيول. كما اقترحوا عليهم حجزَ الخيول داخل الإسطبلات والحظائر خلال فترتي الصباح والمساء، ومنحها فسحة للرعي ما بين الفترتين بعيدا عن البِرك التي خلّفتها أمطار شتاء 2010. كما تم رش البِرَك المائية والمناطق الرطبة ببعض المبيدات المقاومة لهذا النوع من البعوض. وقد تشكلت لجنة إقليمية في ابن سليمان، لمراقبة الوباء عن كثب. وتمكين السكان من بعض الوسائل الوقائية والتحسيسة، لتفادي انتشار الفيروس، خصوصا أن البعوض يمكن أن يلسع الإنسان والحيوان وأن الفيروس الذي يعتبر دخيلا على المنطقة والمغرب ككل، سبق أن أصاب الآلاف من البشر والحيوان وفتك بالمئات من البشر. وكشفت مصادرنا أنه تم إرسال عيِّنات من الفيروس الذي أصاب الخيول إلى مختبر في إيطاليا، حيث تم تحديد خصائص الفيروس ومكوناته، وأن الخبراء المغاربة في المختبر المغربي في الرباط يعكفون، منذ أيام، على تحضير لقاح فعّال ضد الفيروس، لتجنب الإصابة به واحتمال أن يكون اللقاح جاهزا نهاية شهر شتنبر، علما بأنه في الولاياتالمتحدةالأمريكية يوجد لقاح خاص بالخيول فقط ضد الفيروس، فيما لم يتم اكتشاف دواء شافٍ من الفيروس، وكل ما يتم القيام به تجاه الخيول المصابة هو عزلها عن باقي الخيول وتمكينها من بعض المقويات والفيتامينات التي قد تساعدها على مقاومة الوباء.