أفرزت الانتخابات الجماعية لبلدية ابن سليمان إقصاء 17 لائحة من بين 23 لائحة مشاركة. وبلغت نسبة المشاركة 52. 62 في المائة من بين عدد المسجلين (23853 ناخبا)، وجاءت لوائح حزبي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار في الصدارة بفوز كل حزب بخمسة أعضاء عن اللائحة العادية وعضوين عن اللائحة الإضافية. وحل حزب العدالة والتنمية وحزب التجديد والإنصاف في الرتبة الثانية بأربعة أعضاء لكل حزب عن اللائحة العادية وعضو عن اللائحة الإضافية. فيما حصدت لائحة حزب الأصالة والمعاصرة العادية أربعة أعضاء، وتمكنت اللائحة العادية لجبهة القوى الديمقراطية من تحقيق المفاجأة وكسب ثلاثة أعضاء. وتعيش مدينة ابن سليمان منذ صباح اليوم الموالي للاقتراع مخاضا عسيرا من أجل ولادة رئيس للمجلس البلدي الذي سيشكل من 25 عضوا من اللائحة العادية وأربعة من اللائحة الإضافية. وفي انتظار موعد الأربعاء المقبل، الذي حددته السلطات المحلية موعدا لاجتماع الناجحين من أجل تشكيل المكتب المسير، وبعد أن عرف يوم الاقتراع مشادات عنيفة بين أنصار حزبي الميزان والجرار، وخصوصا أمام وقرب باب مدرسة الفارابي التي كان بها عشرة مكاتب للتصويت يلجها ناخبو الحي الحسني أكبر وأفقر تجمع سكاني بالمدينة، تحدثت مصادر ل«المساء» عن قرب ولادة قيصرية لرئيس جديد في إشارة إلى الوافد الجديد على عالم السياسة ومرشح الأصالة والمعاصرة كريم الزيادي الذي ما فتئ يلوح برغبته في قيادة بلدية ابن سليمان. وتشير مصادر أخرى إلى أن اجتماعات مكثفة يجريها خليل الدهي وكيل لائحة الميزان، الرئيس الحالي للبلدية والبرلماني عن دائرة ابن سليمان، مع عدة أطراف من أجل ضمان أغلبية مريحة يضمن بها ولاية ثانية على رأس هرم منتخبي المدينة، وأن المفاوضات أوشكت على السير في اتجاه منحه الرئاسة. وببلدية بوزنيقة زكى محمد كريمين، الرئيس الحالي للبلدية والمستشار في الغرفة الثانية باسم حزب عباس الفاسي، موقعه داخل المدينة الشاطئية، بعد أن حصد حزب الاستقلال عشرين مقعدا من بين 27 مقعدا تشكل المجلس البلدي (ضمنهم امرأتان). واستفاد كريمين من التشريح الفردي داخل المدينة التي بها 15055. وسار على درب كريمين معظم الرؤساء السابقين، ففي بلدية المنصورية عادت أغلبية المقاعد إلى التجمع الوطني للأحرار، وضمن أمبارك العفيري، الذي لازال يخوض الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات الجزئية المحددة يوم 18 يونيو، والتي تم تنظيمها بعد أن خسر العفيري مقعده بحكم قضائي من المجلس الدستوري، مقعد الرئاسة. وضمن أحمد الزايدي رئيس الفريق النيابي للوردة ولاية أخرى بعد أن حصد الاتحاديون معظم مقاعد الجماعة القروية الشراط. كما سلك نفس الطريق مصطفى بوعبيد عن حزب الزيتونة بالجماعة القروية أولاد علي الطوالع، ومحمد الشافعي حزب الجرار بالجماعة القروية بئر النصر، ومحمد لمباركي الذي يخوض حاليا معركة الانتخابات الجزئية عن الحركة الشعبية بجماعة مليلة. كما ضمن أحمد الدهي عن حزب الاستقلال رئاسة جماعة عين تيزغة، التي لم يترشح بها رئيسها السابق. وكان الدهي رئيس جماعة موالين الغابة التي تم حذفها مؤخرا، وتوزيع ترابها على بلدية ابن سليمان وجماعة تيزغة. فيما تظل الجماعات القروية الأخرى تنتظر ما ستسفر عنه التوافقات التي تحاك لها في الكواليس. وبمدينة المحمدية تمكن ثلاثة أحزاب من حصد كل المقاعد الخاصة بالمجلس البلدي لمدينة الزهور، وإقصاء 13 لائحة، ضمنها لائحة العدالة والتنمية التي كانت ضمن المكتب المسير للبلدية. وقد نجح 17 عضوا من حزب الحمامة و16 عضوا من حزب الأصالة والمعاصرة و10 أعضاء من حزب الوردة، ليصبح التنافس على أشده بين محمد لمفضل القادم من عالم المال والأعمال، والذي لم يسبق له أن مارس أي نشاط سياسي، ومحمد العطواني رئيس المجلس الحالي وبرلماني الدائرة، الذي سبق له أن تقلد منصب رئيس غرفة الصناعة والتجارة والخدمات قبل أن تنتزع منه من طرف الاتحاديين في شخص المتوكل الذي يشغل كذلك مهمة رئيس مجلس العمالة. وإذا كانت التوقعات الأولى تشير إلى قرب تزاوج الجرار والوردة، بحكم الصراعات التي دارت بين الجرار والحمامة أبرزها حرب الغازات المسيلة للدموع والمياه الحارقة الأخيرة، وبين الوردة والحمامة، التي دامت طيلة فترة رئاسة العطواني للمجلس الحالي، فإن الأمل ليس بعيدا، حسب بعض متتبعي الشأن المحلي، ليعود الوئام بين الحمامة والجرار وإمكانية الاتحاد فيما بينهما، خصوصا أن منطق المال والأعمال يجمعهما. وفي كلتا الحالتين، فإن المتتبعين يرون بأن الرئاسة ستعود لحزب الهمة. وبينما لازالت المشاورات جارية في بلدية عين حرودة وجماعة الشلالات وجماعتي سيدي موسى المجذوب وسيدي موسى بن علي بإقليمالمحمدية، من أجل الخروج بمكاتب مسيرة، علمت «المساء» أن عضوين بجماعة بني يخلف تم اختطافهما أول أمس السبت بعد أن فشلت المفاوضات الأولى داخل منزل أحد المرشحين للرئاسة من أجل ضمهما إلى صفه، وأن أسرتيهما لازالتا تبحثان عن مكان وجودهما. ولعل أهم ما يوحد بين الانتخابات الجماعية بإقليمي بن سليمان والمحمدية ومعهما إقليمالخميسات والصخيرات تمارة...، إضافة إلى شراء الذمم وعزوف الشباب والمثقفين عن التصويت والترشيح، هو العطب الذي أصاب محولا كهربائيا مركزيا بمنطقة بني يخلف، والذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بعدة جماعات قروية وبلديات في الفترة ما بين الرابعة زوالا والسابعة والنصف مساء، والذي جعل معظم رؤساء مكاتب التصويت يطلبون نجدة الإنارة، ومدهم بالشموع التي زينت موائدهم عشية فترة التصويت وفترة بدء الإحصاء. وعلمت «المساء» أن في عدد كبير من المكاتب رفض ممثلو الأحزاب انتظار عودة الكهرباء لبداية عملية الفرز، وأن رؤساء مكاتب التصويت اضطروا إلى بدء الفرز على ضوء الشموع.