وجهت صحيفة «إلباييس» الإسبانية في افتتاحيتها ليوم أمس، اتهاما مباشرا لجمعيات المجتمع المدني التي نددت بتصرفات الحرس المدني الإسباني ضد المهاجرين الأفارقة بكونها جمعيات «رسمية» ومجرد «بوق» ينطق حسب التوجهات الرسمية للدولة. أكثر من ذلك, فقد اتهم الصحافي الإسباني المعتمد بالمغرب من مدريد «إغناسيو سيمبريرو» جمعيات المجتمع المدني المتظاهرة بتطوان بأنها تابعة للدولة، وأن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان التي ترأسها أمينة بوعياش، هي منظمة «أكثر رسمية». إن كلا من افتتاحية «الباييس» ومقال الصحفي سيمبريرو، الذي زين مقاله بصورة عن وقفة تطوان، تم تصويرها من طرف مصلح سابق لأجهزة الهاتف المحمول، اعتمد مؤخرا، وفي ظروف مشبوهة، مصورا ومتعاونا مع جريدة وطنية مغربية، يكشفان الحقد الدفين لدى وسائل الإعلام الإسبانية ضد جمعيات المجتمع المدني وضد الحقوقيين المغاربة، خصوصا إذا ما كانت تصريحاتهم وتوجهاتهم لا تتماشى مع توجهات إسبانيا، الدولة التي تحتل المدينتين المغربيتين، سبتة ومليلية. الغريب هو أن كلا من جريدة «الباييس» وإحدى الجرائد اليومية يتغازلان في هذا الملف، ففي الوقت الذي منحت فيه اليومية المغربية فرصة لسيمبريرو للإدلاء برأيه في التوتر القائم بين المغرب وإسبانيا، فإن هذا الأخير رد «الخير» بسرعة فائقة مستندا إلى تصريح لليومية المغربية في الموضوع. على الصحافة الإسبانية أن توجه اللوم والانتقاد لعناصر الحرس المدني التابعة لبلدها والتي تحر س مدينة أصبحت تشكل عائقا وعبئا ماليا للدولة الإسبانية، حتى لا نقول إن المواطنين الإسبان لو علموا أن حكومتهم، وفي عز الأزمة الاقتصادية، تخصص 400 أورو شهريا كإعانة للعائلات الإسبانية بسبتة العاطلة عن العمل، والتي تشمل الأطفال، بل وتخصص «أجرا شهريا مضاعفا» لموظفي القطاع العام بالمدينتين السليبتين، عل وعسى أن تبقى المدينة محتلة بهم، دون غيرهما من المدن الإسبانية, لانتفضوا ضد ثاباتيرو الذي خفض من أجر الموظفين بإسبانيا ليضخ الأموال في أجور الأمن وعناصر الحرس المدني والموظفين بالمدينتين، حتى لا تصبح سبتة ومليلية مجرد مدينتين للأشباح.