سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مالكوم إكس: إن الكونغرس الأمريكي جهاز يمجد الجنس الأبيض
قال إن السود الأمريكيين يستطيعون عرض قضيتهم على الأمم المتحدة حين يوسعون كفاحهم من أجل حقوق الإنسان
هذه مجموعة من بعض النصوص التي ترجمتها في السنوات القليلة الماضية من اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مقالات كتبتها لترافقها. وهذه النصوص عبارة عن مواد ثقافية متنوعة في السياسة، التاريخ، الاجتماع، الأدب العلم، الفن، والطب النفسي. ودافعي لترجمة هذه النصوص- في المقام الأول- هو تأثري بشخصيات قائليها ونبل المبادئ التي يدعون إليها في معظم النصوص، أو أهمية الموضوعات وكونها قد تكون غير معروفة تماما بالنسبة إلى القارئ العربي كما في بعضها الآخر. انظروا إلى تركيبة الكونغرس الذي يسيطر على هذا البلد: مجلس الشيوخ يتكون من ست عشرة لجنة، ويسيطر على عشر لجان، منها شيوخ عنصريون من الولايات الجنوبية! مجلس النواب يتكون من عشرين لجنة، ويسيطر على اثنتي عشرة لجنة، منها نواب عنصريون من الولايات الجنوبية!... ومع هذا يقولون لي ولكم: إن الولايات الجنوبية خسرت الحرب!. أنتم اليوم تحت رحمة كونغرس «ديمقراطي» يؤمن بالعزل العرقي.. عنصري.. يمجد الجنس الأبيض! وزعيمهم الأكبر يجلس في البيت الأبيض! أنا أقول وأقول تكرارا: رئيسكم ليس إلا جنوبيا عنصريا من ولاية تكساس! إنهم يشنقون النيغروز في تكساس بالطريقة والسرعة نفسيهما اللتين يشنق بهما النيغروز في ميسيسيبي! ولكن الفرق أنهم يشنقونك في تكساس بلهجة أهل تكساس! ولكن في ميسيسيبي يشنقونك بلهجة أهل ميسيسيبي! وأول ما يفعله الكاذب العنصري عندما يصل إلى البيت الأبيض هو دعوة زعماء النيغروز إلى تناول القهوة معه لكي يثبت لهم أنه على ما يرام! أنا أقول: لقد خُدعتم! لقد هُزمتم! لقد أُسرتم! الديمقراطيون العنصريون في واشنطن، دي سي، يسيطرون على اللجان الرئيسة التي تدير الحكومة. السبب الوحيد الذي جعل هؤلاء يسيطرون على هذه اللجان هو كونهم يملكون الأقدمية، والسبب الوحيد الذي جعلهم يملكون الأقدمية هو كونهم يأتون من ولايات جنوبية لا يملك النيغروز حق التصويت فيها! هذه ليست دولة ديمقراطية. لا يوجد تمثيل عادل للناس: نصف سكان الجنوب لا يستطيعون التصويت.. نصف عدد النواب والشيوخ في واشنطن، دي سي، غير قانونيين.. غير دستوريين! لو اُعطي الرجل الأسود في الولايات الجنوبية حق التصويت الكامل، سيفقد النواب والشيوخ الديمقراطيون الجنوبيون العنصريون مقاعدهم في الكونغرس. وهذا يعني أن الحزب الديمقراطي سيفقد أغلبيته. لن يسيطر على الكونغرس. إذا علمتم ذلك يمكنكم أن تفهموا لماذا لا يريد الحزب الديمقراطي أن يعطي حق التصويت للنيغروز في الولايات الجنوبية التي يسيطر عليها الديمقراطيون منذ الحرب الأهلية. لا يمكنكم الانتماء إلى هذا الحزب دون أن تفهموا أهدافه! أنا لست ضد الديمقراطيين.. ولست ضد الجمهوريين. أنا فقط أتساءل عن إخلاصهم، وعن استراتيجياتهم التي يستخدمونها مع أهلنا، حيث يعدوننا بأشياء لا ينوون الوفاء بها. عندما نصوت للديمقراطيين فإننا نصوت للعنصريين الجنوبيين، أي أن صوتا للديمقراطيين هو صوت للعنصريين الجنوبيين. ولهذا السبب حان الوقت، بالنسبة لي ولكم في 1964، كي نكون أكثر نضجا سياسيا، وأن ندرك ما المقصود بالتصويت.. وما الذي سنحصل عليه عندما نصوت، وعندما لا نصوت.. ما الذي سنحصل عليه عندما نصوت، وعندما لا نصوت. سوف نصل إلى حالة يجب أن نطلق فيها الرصاصة! ولهذا.. نحن أمام أحد خيارين: التصويت أو الرصاصة! في الشمال يفعلونها بطريقة أخرى! عندما يصبح النيغروز متجمعين بكثافة في مناطق معينة، ويبدؤون في كسب قوات سياسية كبيرة، يقوم الرجل الأبيض بتغيير حدود الدوائر الانتخابية! قد تقولون: لماذا تقول دائما «الرجل الأبيض»؟! لأنه الرجل الأبيض الذي يفعلها! أنا لم أر مطلقا أي نغرو يغير أي حدود. إنهم لا يتركونه يقترب منها! إنه الرجل الأبيض الذي يبتسم لك دائما، ويربت على ظهرك، ومن المفترض أن يكون صديقك! قد يكون لطيفا، ولكنه ليس صديقك! لذلك.. إن جوهر ما أريد أن أقوله هو بالتالي: أنتم وأنا في أمريكا لا نواجه مؤامرة عنصرية، بل حكومة عنصرية! إنها الحكومة نفسها التي تذهبون للقتال في سبيلها والموت دفاعا عنها في الخارج.. الحكومة التي تدبر مؤامرة ضدكم: سلبتكم حقكم في التصويت، سلبتكم حقكم في العمل، سلبتكم حقكم في السكن المناسب، سلبتكم التعليم المحترم! لا تشتكوا من أصحاب العمل، بل من الحكومة نفسها. حكومة أمريكا هي المسؤولة عن ظلم المواطنين السود واستغلالهم واضطهادهم في هذا البلد.. ويجب أن تُلقوا المسؤولية عليها. الحكومة خذلت النيغروز. ما يسمى بالديمقراطية خذلت النيغروز.. وكل هؤلاء الليبراليين البيض خذلوا النيغروز بكل تأكيد! نحن نحتاج إلى أصدقاء.. إلى حلفاء. نحن نحتاج أن نوسع كفاح الحقوق المدنية إلى مستوى أعلى.. إلى مستوى حقوق الإنسان. عندما تحصر نفسك في كفاح الحقوق المدنية فقط فأنت تجعل نفسك تحت سيطرة العم سام. لا أحد في العالم الخارجي يستطيع الدفاع عنك مادام كفاحك محصورا في الحقوق المدنية فقط. الحقوق المدنية تقع ضمن الشؤون الداخلية لهذه الدولة.. جميع إخواننا الأفارقة وإخواننا في آسيا وإخواننا في أمريكا اللاتينية لا يستطيعون أن يتحدثوا عنا ويتدخلوا في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة! ولكن الأممالمتحدة لديها ما يعرف بميثاق حقوق الإنسان.. لديها لجنة خاصة بحقوق الإنسان. قد تتساءلون: لماذا كل تلك الأعمال الوحشية، التي ارتكبت في إفريقيا والمجر وأمريكا اللاتينية عرضت أمام الأممالمتحدة، بينما مشكلة النيغروز لم تُعرض أبدا؟! هذا هو جزء من المؤامرة! إنه صديقنا الليبرالي الأمريكي الأبيض المخادع ذو العيون الزرق.. الذي من المفترض به أن يكون إلى جانبنا، يساند كفاحنا.. يرشدنا كمستشار، ولكنه لا يقول لنا شيئا أبدا عن حقوق الإنسان! إنه يبقينا محصورين في الحقوق المدنية نلاحق الهدف الخطأ، ولا نعلم بوجود الهدف الصحيح: حقوق الإنسان الموجود على مقربة منا! عندما نوسع كفاح الحقوق المدنية إلى مستوى حقوق الإنسان، نستطيع بعد ذلك أن نعرض مشكلة الرجل الأسود في هذا البلد أمام الأممالمتحدة.. أمام الجمعية العامة. تستطيعون أن تحاكموا العم سام أمام العالم. ولكن المستوى الوحيد الذي تستطيعون فعل ذلك بواسطته هو حقوق الإنسان. الحقوق المدنية تبقيكم تحت سيطرته.. تحت سلطته.. في جيبه. الحقوق المدنية تعني أنكم تطلبون من العم سام أن يعاملكم جيدا! حقوق الإنسان هي أشياء تولد معكم.. أشياء أعطاها الله لكم. حقوق الإنسان هي الحقوق المعترف بها من كل الأمم في الكرة الأرضية.. وفي أي وقت يقوم أي شخص بمخالفتها، تستطيع أن تسوقه إلى المحكمة. أيادي العم سام تقطر منها دماء.. تقطر منها دماء الرجل الأسود في هذا البلد. إنه المنافق رقم واحد في العالم. إن بلدية الجرأة.. نعم.. لديه! تصوروا ادعاءه أنه قائد العالم الحر! العالم الحر؟! وسِّعوا كفاح الحقوق المدنية إلى مستوى حقوق الإنسان. اذهبوا إلى الأممالمتحدة حيث يستطيع إخواننا الأفارقة أن يرموا بثقلهم إلى جانبنا، حيث يستطيع إخواننا الآسيويون أن يرموا بثقلهم إلى جانبنا، حيث يستطيع إخواننا من أمريكا اللاتينية أن يرموا بثقلهم إلى جانبنا، وحيث ينتظر 800 مليون صيني لكي يرموا بثقلهم إلى جانبنا! لنجعل العالم يعرف.. كم هي ملطخة بالدم يداه! لنجعل العالم يعرف النفاق الذي يُمارس هنا! لنجعلها: التصويت أو الرصاصة! إذا أخذتم قضيتكم إلى واشنطن، دي سي، فأنتم تأخذونها إلى المجرم الذي هو مسؤول عنها في الأصل! أنتم أشبه بمن يهرب من الذئب إلى الثعلب.. إنهما في تعاون وثيق معا! إنهم يصنعون حيلا سياسية ويجعلونكم تبدون كالمغفلين أمام العالم! أنتم، هنا في أمريكا، تستعدون لكي يتم تجنيدكم وإرسالكم للخارج مثل جندي الصفيح.. وعندما تصلون هناك يسألكم الناس: ما الذي تقاتلون في سبيله؟ فلا تجدون جوابا! كلا! خذوا العم سام إلى المحكمة.. افضحوه أمام العالم! إذا لم تروني مرة أخرى في حياتكم.. إذا مت في الصباح، سأموت قائلا شيئا واحدا: التصويت أو الرصاصة! التصويت أو الرصاصة! شكرا لكم.