هذه مجموعة من بعض النصوص التي ترجمتها في السنوات القليلة الماضية من اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مقالات كتبتها لترافقها. وهذه النصوص عبارة عن مواد ثقافية متنوعة في السياسة، التاريخ، الاجتماع، الأدب العلم، الفن، والطب النفسي. ودافعي لترجمة هذه النصوص- في المقام الأول- هو تأثري بشخصيات قائليها ونبل المبادئ التي يدعون إليها في معظم النصوص، أو أهمية الموضوعات وكونها قد تكون غير معروفة تماما بالنسبة إلى القارئ العربي كما في بعضها الآخر. النص-4 خطبة «لوعاد عيسى». أن تكون مجرما في الماضي.. هذا ليس عاراً.. أن تبقى مجرماً.. هذا هو العار. أنا كنت مجرماً سابقاً. أنا لا أشعر بالخجل من ذلك.. لا يمكنهم أبدا أن يهددوني بالعصا الخطأ. أنا لا أهتم بهذه العصا. لقد اتهموا عيسى بالتحريض على الفتنة.. ألم يفعلوا ذلك؟! قالوا إنه مع الشيطان! قالوا إنه عنصري، لأنه قال لأتباعه: اذهبوا.. ليس في طريق غير اليهود فحسب، بل اذهبوا يقينا في طريق النِّعاج الوضيعة.. اذهبوا إلى الناس الذين لا يعرفون هُويتهم.. الذين أضاعوا معرفة أنفسهم.. الغرباء في أرض ليست لهم.. اذهبوا إلى هؤلاء الناس .. اذهبوا إلى العبيد.. اذهبوا إلى مواطني الدرجة الثانية.. اذهبوا إلى هؤلاء الذين يعانون من وحشية قيصر وديكتاتوريته! لو كان عيسى موجودا اليوم هنا في أمريكا، فلن يذهب إلى الرجل الأبيض. الرجل الأبيض هو الظالم. سوف يذهب إلى المظلوم.. سوف يذهب إلى الذليل. سوف يذهب إلى الوضيع.. سوف يذهب إلى المنبوذ والحقير.. سوف يذهب إلى من يسمونه بالأمريكي النيغرو! النص -5 مقطع من مقابلة تلفزيونية: «أنت لست محايدا!» المذيع: أنت ولدت في مدينة أوماها (في ولاية نبراسكا). هل هذا صحيح؟ مالكوم: نعم. المذيع: وعائلتك غادرت أوماها عندما كنت تبلغ... ماذا؟! سنة واحدة؟ مالكوم: أعتقد سنة واحدة. المذيع: لماذا غادرتم أوماها؟ مالكوم: ال«كوكلوكس كلان» أحرقوا منزلنا في أوماها. هناك الكثير من الكوكل.. المذيع(مقاطعا): هذا جعل عائلتكم غير سعيدة بالتأكيد. مالكوم: «غير آمنة».. أكثر من «غير سعيدة»! المذيع: ولهذا أصبحت لديك وجهة نظر متحيزة.. رأي شخصي متحيز أو بعبارة أخرى، لا يمكنك أن تنظر إلى هذه القضية بتجرد أكاديمي. مالكوم: هذا غير صحيح! لأنه بالرغم من كون هذه الحادثة حصلت في أوماها، فعندما انتقلنا إلى مدينة لانسينغ (في ولاية ميتشيغن) قام ال«كوكلوكس كلان» بإحراق منزلنا مرة أخرى! وفي الواقع، قتل ال«كوكلوكس كلان» والدي! النص 6 - تعليق ساخر «لم يدمجونا.. بل اخترقونا!» التاريخ: 1963 هذا ما فعلوه في المسيرة! إنهم لم يدمجونا، بل اخترقونا! إن الوضع أشبه بالقهوة السوداء التي تكون قوية ومركزة. ماذا فعلوا؟ لقد وضعوا فيها بعض الحليب الأبيض الذي جعلها ضعيفة. القهوة السوداء تساعدك على الانتباه والاستيقاظ.. ولكن القهوة البيضاء تجعلك تنام! النص 7 - :مقطع من مقابلة تلفزيونية: «هدف الدكتور كينغ» المذيع: (...) ولكن هدف الدكتور كينغ هو المساواة الكاملة والحقوق الكاملة لجميع المواطنين في الولاياتالمتحدة. أليس كذلك؟ مالكوم: كلا! هدف الدكتور مارتن لوثر كينغ هو مجرد السماح للنيغروز بدخول مطاعم الفصل العنصري، والأكل بجانب الرجل الأبيض الذي عاملهم بوحشية طيلة أربعمائة سنة! هدف الدكتور مارتن لوثر كينغ هو العمل بجد على إقناع النيغروز لكي يصفحوا عن الرجل الأبيض الذي جعلهم يكابدون الجحيم منذ مئات السنين! إنه يريدنا أن نصفح ببساطة، ثم نذهب للنوم. هكذا ببساطة! ولكن جماهير النيغروز اليوم في أمريكا لا تؤيد ما يدعو إليه الدكتور مارتن لوثر كينغ. النص8 - خطبة: «بأي وسيلة ضرورية» من أنتم؟ أنتم لا تدرون! لا تقولوا لي: نيغروز، لأنها ليست صحيحة! ماذا كنتم قبل أن يسميكم الرجل الأبيض نيغروز؟! وأين كنتم؟! وماذا كنتم؟! وماذا كان لديكم؟! وما اللغة التي كنتم تتكلمون بها آنذاك؟! ماذا كانت أسماؤكم؟! لم تكن بكل تأكيد «سميث» أو «جونز» أو «باول» أو «جورج»! هذه لم تكن أسماءكم، لأن هذه الأسماء لا توجد في المكان الذي جئنا وأنتم منه! كلا! كلا! ماذا كانت أسماؤكم؟! ولماذا لا تستطيعون أن تعرفوا الآن أسماءكم الحقيقية آنذاك؟! أين ذهبت أسماؤكم؟ كيف فقدتموها؟! ومن سرقها؟! وكيف سرقها؟! ما لغتكم الأصلية؟! كيف سرق الرجل الأبيض لغتكم؟! أين تاريخكم؟! كيف طمس الرجل الأبيض تاريخكم؟! أووه.. كيف وماذا فعل الرجل الأبيض ليجعلكم أغبياء بدرجة لا توصف كما هي حالكم الآن أمامي؟! نحن إفريقيون، ولكننا أصبحنا بالصدفة في أمريكا! نحن لسنا أمريكيين.. نحن كنا في إفريقيا ثم خُطفنا وجُلبنا إلى أمريكا! أجدادنا ليسوا مهاجرين. نحن لم نَرِسُ على صخرة بلايموث، ولكن الصخرة هي التي رست على ظهورنا! نريد شيئا واحدا فقط: نحن نعلن أن لنا الحق في هذه الأرض، أن نعيش كبشر، أن نعامل كبشر، أن نُحترم كبشر، أن نُعطى حقوق البشر في هذا المجتمع، في هذه الدولة، في هذا اليوم... وهذا ما سوف نحققه «بأي وسيلة ضرورية»! النص 9 - خطبة «من عدوكم؟!» التاريخ: 1963 الرجل الأبيض هو عدوكم، سواء كنتم مسيحيين أم مسلمين أم ماسونيين أو حتى ملحدين! إذا وجدتم أنفسكم تواجهون مقاومة عندما تبحثون عن الحرية والعدالة والمساواة أو أي حقوق عادلة لكم، فيجب أن تكونوا على قناعة تامة ودائمة بأن الشخص الذي يعارض مطالبكم هو الرجل الأبيض! نعم.. نعم.. الرجل ذو العيون الزرق، والشعر الأشقر، والرائحة النتنة! والرجل الأبيض لا يحبكم.. وهو بكل تأكيد لا يحبني شخصيا! بعضكم غبي لدرجة أنه يعتقد أن الرجل الأبيض يكرهني شخصيا، كمسلم، وليس كل النيغروز! أووه.. ولكن في الحقيقة، هو يكره كل شيء أسود بدون تفرقة! ولكن عندما يريد أن يؤذيكم يهتم بمعرفة من هو المسيحي ومن هو المسلم! لأنه يعرف أن المسيحي الأسود سيعطيه الخد الآخر، ويحاول أن يحب عدوه، ويصلي من أجله على الرغم من الذل الواقع عليه، ولهذا فهو لا يقلق من المسيحيين السود! ولكنه يعرف أن المسلم الأسود لن يعطيه خده الآخر، وإذا صلى المسلم، فسوف يصلي لله ليساعده على قتل الرجل الأبيض! هذه هي الصلاة الوحيدة التي يصليها المسلم الأسود من أجل الرجل الأبيض! لهذا يجب أن ندرك جميعا أننا نواجه العدو نفسه، ونذوق الجحيم نفسه من الرجل نفسه. لقد حان الوقت، لكم ولي، أن نتحد ونتخلص من هذا الوحش الأبيض الضخم والبشع الذي يجثم على ظهورنا! لديكم عادة سيئة! أنتم مدمنون ولا تعلمون! أنتم تعانون من داء اللون الأبيض! أنتم تعتقدون أنكم لا تستطيعون الحياة بدون الرجل الأبيض! أنتم تعتقدون أنكم لا تستطيعون الحصول على بعض الملابس بدون الرجل الأبيض! أنتم تعتقدون أنكم لا تستطيعون الحصول على منزل بدون الرجل الأبيض! أنتم تعتقدون أنكم لا تستطيعون الحصول على عمل بدون الرجل الأبيض! أنتم مثل الرجل المدمن على المخدرات، بل أسوأ كثيرا من ذلك المدمن الذي لا يحمل على ظهره سوى قرد صغير اسمه المورفين، بينما أنتم تعيشون حياتكم منذ مئات السنين وأنتم تحملون على ظهوركم وحشا كريها ومعتوها وشريرا.. اسمه العم سام! * كاتب ومترجم سعودي مقيم بالمغرب