1- النص: هو من المصطلحات/ المفاهيم التي حظيت باهتمام النقاد والدارسين في إطار التعريف بهذه الفاعلية الإنسانية المسماة أدبا.ً يقول رولان بارث: :»النص هو نسيج العنكبوت وشبكته». والواضح أن هذا التعريف استعمل لغة المجاز للإحاطة بهذا المفهوم الملتبس. فهو نسيج مكون من شبكة من العلاقات اللغوية نقف عندها، من خلال مختلف العلاقات الرابطة بين الكلمات في الجملة، وبين الجمل في الفقرة، وبين الفقرات التي تمتد عبر مساحة النص الطويل أو القصير. وبالتالي، يصبح كاتب النص هو العنكبوت الذي يُجري هذه العلاقات ويُشيِّدها. إنّ النص الأدبي ملفوظ حامل تلتقي فيه مجموعة من المجالات المعرفية أهمها المعرفة الأدبية (كيفية صياغة نص أدبي) لكنها غير كافية لبناء نص مكتمل، لأننا نجد في النصوص الأدبية معرفة تاريخية، نفسية، اجتماعية، سياسية.. وغيرها. ومن هنا جاء تعقد الظاهرة الأدبية المعروفة بالنص. إن هذه المفاهيم المتحدث عنها، في هذا السياق، هي نتيجة للدراسات الحديثة، التي خلّصت الناقد من مهمة البحث عن النوايا إلى الكشف عن التجليات النصيّة، أي جعلت للنص كياناً مستقلاً واعترفت بوجوده المستقل عن الكاتب نفسه (قتل المؤلف)، ليبقى النص والقراءة. 2- القراءة: تتعدد القراءة للنص الواحد تبعا لتعدد القراءات، خاصة في المجال الأدبي حيث لا يقين غير النص باعتباره لغة تحمل في ثناياها إحالات جمالية تخلق المتعة والدهشة، ومعرفية تحيل إلى خلفيات ومرجعيات متنوعة، مما يغري بمقاربة هذا النص أو ذاك: - لسانياً: عبر الدراسات البنيوية والبلاغة الحديثة. - نفسيا: إذ قد يعكس النص أحوال صاحبه وعقده ومكبوتاته ومزاجه ( فرويد ..) - اجتماعيا: حيث تتم الاستعانة بمفاهيم من حقل الدراسات الاجتماعية ( الصراع الطبقي ...) ومن ثمة، يمكن تصنيف القراءة إلى: 1 اتجاه يركز على الداخل : العلاقات، والعناصر المكونة للنص. (البنيوية) 2 اتجاه يركز على الخارج : (المنهج الاجتماعي، المنهج النفسي، المنهج التاريخي) 3 اتجاه يركز على المتلقي (نظرية التلقي) ويبقى النص الأدبي بطبيعته واضحا وغامضا، واضحا لأنه يكتب بلغة نستعملها، وغامضا لأنه كلام في اللغة، أي استعمال فردي وذاتي للغة. ولتجلية الغموض والغامض تنجز القراءة ويكون النقد الأدبي وسيلة لتأويل النص وكشف لبنياته وآليات اشتغاله، كما سنرى من خلال كتاب الباحث والناقد أحمد زنيبر: «قبعة الساحر. قراءات في القصة القصيرة بالمغرب». 1- في الغلاف والعنوان: يتضمن الغلاف اسم الكاتب أحمد زنيبر، عاريا من الألقاب. وعنوان الكتاب: قبعة الساحر، بخط عريض. وهو عنوان يثير الدهشة وحب الاستطلاع، وكلنا يريد أن يعرف أسرار القبعة التي يلبسها ويستعملها ساحر يصنع العجائب؛ يحيل التراب ذهبا ويخرج من قبعته حمامة أو موزة أو قطعا نقدية براقة أو مناديل مزركشة. ترى ما الأسرار التي سنكتشفها من خلال قراءة عالمة بأسرار القصة ؟ أما العنوان الفرعي: قراءات في القصة القصيرة بالمغرب، فقد وردت كلمة قراءات عوض قراءة. والقصة القصيرة هي الجنس الأدبي المعروف كمحكي ذي مساحة صغيرة ومتواضعة (قصيرة). فهل القبعة هي القصة أم القراءة ؟ وهل الساحر هو القاص أم القارئ ؟ افتراضاً نقول، إنّ القصة هي القبعة والقاص هو الساحر، أمّا القارئ/ الناقد، فهو المطّلع على سحر السّاحر/ على أسرار القبعة . في الغلاف كذلك نجد أيقونات : لوحة للفنان البلجيكي « رونيه ماغريت «. بيت ريفي محاط بالأشجار بداخله ضوء دلالة على عتمة الخارج، هذا الخارج الذي نراه ( ربما) بسبب ضوء الهلال والنجوم. هذا المنظر تحتويه صورة، ظل رجل، إنسان ساحر يضع قبعة على رأسه. هكذا يجمع الغلاف بين شيئين؛ الضوء والعتمة، الضوء في الداخل، لا نعرف ما يضيء والعتمة بالخارج نتبيّن معالم الأشياء فيها. كما تجمع الصورة بين عنصرين: الإنسان والطبيعة. في الصورة الإنسان منطمس المعالم، في حين تبدو معالم الطبيعة واضحة. تأويل الصورة يمكن أن تتناسل منه عدة تأويلات، ولكننا نقول اختصاراً إن الضوء (الوضوح) والعتمة (الغموض) علاقة تجمع بين الساحر والمسحور. الساحر مصدر السحر، عالم به دون المسحور. أفلا نحتاج إلى من يكشف عن لعبة الساحر ؟ أليست مهمة الناقد هي إضاءة ما انغلق من نصوص خلقها سحرة/ قاصات وقاصون ؟ يطغى على الغلاف اللون الوردي واللون الرمادي، وهي ثنائية تساهم في إغناء ثنائية الضوء والعتمة، والوضوح والغموض، الإنسان والطبيعة، تلك العناصر المذكورة أعلاه . هكذا تكون العلاقة بين المكتوب والأيقوني علاقة تناسب: (العنوان، شكل الكتاب له وظيفة جمالية شعرية ووظيفة دلالية، ثم وظيفة توجيهية تشوق القارئ وتدعوه إلى استطلاع محتوى الكتاب). 2- في التقديم/ المقدمة: تضع مقدمة الكاتب بين يدي القارئ مبررات الاهتمام بفن القصة في المغرب وردت كما يلي: 1 كتابها من المغاربة قد تمثلوا هذا الجنس الأدبي فنقلوه من التأسيس إلى التجنيس. 2 توفرها على إمكانات التعبير والتحليل مما عجّل وشجّع على انتشار تداولها والإقبال عليها. 3 شكلت القصة القصيرة مختبراً لمناقشة العديد من القضايا والمواضيع الواقعية والتخييلية. 4 القصة جنس مخاتل له يقين مراوغ وهو ما يستفز الناقد للكشف عن أسراره (أسرار القبعة). لهذه الأسباب كانت المتابعة والاتصال الدائم والمباشر بهذا الفن، الذي يرى فيه الناقد أحمد زنيبر القدرة على امتلاك زمام الكتابة والإبداع للجدل القائم فيه بين الواقع واستشراف آفاق التخييل. بذلك يعلن الناقد عن رهاناته على جنس القصة لا ضدا على الشعر؛ بل لأنه جنس حديث استطاع فرض نفسه في مدة وجيزة ليست هي تاريخ الشعر المغربي أو العربي عامة. وهناك رهان آخر نستنبطه يتمثل في إحداث تلق أو قراءة تستفيد من المقروء وتستمتع به. فالأدب ليس نشاطاً مجانياً بل فاعلية إنسانية حيوية تقدم للإنسان انشغالاته وهمومه وأسئلته الحياتية والوجودية، رغباته وتأملاته، آماله وآلامه. كما أنّ للأدب جملة قيم جمالية تحفز على إدراك الجمال المجرد والمشخص في أسمى معانيه بما يقدمه من محتوى، وبالشكل الذي يتخذه. وإذا كان رهان القاص هو الإفضاء برسالة إنسانية وتعبيرية؛ فإن رهان الناقد أحمد زنيبر هو مساعدة القارئ وتزويده بإمكانيات للاستفادة والاستمتاع الجمالي الرفيع. 3- في محتويات الدراسة: يشمل الكتاب تسعة مباحث تشترك في مكون واحد هو الجدل : جدل السياسي والاجتماعي، جدل الثابت والمتغير، جدل الواقعي والمتخيل، جدل الإبداعي والنقدي، جدل الحكي والمحكي، جدلية الذات والمرايا، جدل التوصل والانقطاع، جدلية الرؤيا والعبارة، ثم جمالية الكتابة في القصة النسائية. إن كلمة الجدل في القاموس ترتبط بالمجادلة: جادله إذا خاصمه والجدل؛ شدة الخصومة والمهارة فيها. وهو عند المناطقة القياس المؤلف من مقدمات مشهورة (مسلمات) المفضي إلى نتيجة. وبعيداً عن هذا التداول وقريباً منه، نجد مفهوم الجدل كمفهوم فلسفي تسرب بفعل التجاور المعرفي إلى حقل الأدب، فهو على سبيل المثال جزء من النسق الفلسفي للمثالية والمادية في آن واحد. هكذا يتم تداول مفهوم الجدل في الدراسات الاجتماعية والأدبية ليصبح دالاً على علاقة الترابط والتلازم، وتبادل التأثير والتأثر بين قطبين متقابلين أو متناظرين أو متوازنين، كجدل الموت والحياة، وجدل الائتلاف والاختلاف وما إليهما من ثنائيات . هكذا تأتي عناوين المقالات دالة على جدل التناسب والترابط والتجاور، تارة، ودالة على جدل النقيض والمخالف، تارة أخرى. هذه المعطيات وغيرها، تقودنا إلى استنتاج مفاده أن العناوين هي تلخيص وتكثيف لما تم التوصل إليه أثناء القراءة، فالعناوين والمقدمات غالباً ما تأتي بعد ولادة المولود/ النص، كالتسمية. تتناول الدراسات والمقالات مجاميع قصصية مغربية، شملت عدة أسماء ممن كتبوا القصة ابتداء من العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي إلى الآن، حوالي 40 سنة، وردت مرتبة بحسب أقدمية أصحابها في ممارسة الكتابة: عبد الجبار السحيمي، إدريس الخوري، عبد الرحيم مؤدن، أحمد بوزفور، مرورا بنموذجين من الكتاب الشباب: أنيس الرافعي، عبد السلام المودني، وانتهاء بنماذج من القصة التي تكتبها المرأة: ربيعة ريحان، رجاء الطالبي، مليكة نجيب، لطيفة باقا، فاطمة بوزيان، لطيفة لبصير، الزهرة رميج، سعاد الناصر، السعدية صوصيني وغيرهن. والسؤال : لم ورد ترتيب المواد بهذا الشكل ؟ في مقالته الأولى يكشف أحمد زنيبر علاقة الاجتماعي بالسياسي من خلال تتبع نصوص عبد الجبار السحيمي في كتابه «بخط اليد». وهو عبارة عن رصد حالات اجتماعية وممارسات سياسية، عارضا الصور الدالة على هاجس المبدع في ربطه بين ما هو سياسي واجتماعي، حيث يقوم السحيمي، على حد تعبير أحمد زنيبر « بتعرية الواقع المزري وتسجل انكساراته المتعددة « (ص15) وفي دراسته عن قصص إدريس الخوري (مجموعة البدايات/ مدينة التراب/ الأيام والليالي)، يتابع صورة المرأة في مختلف أدوارها ووظائفها، يقول: « أول ما يلفت النظر في سياق الكشف عن صورة/ صور المرأة يتمثل في هيمنة الطابع الذكوري على معظم المجموعات القصصية القصيرة التي كتبها إدريس الخوري في مراحل زمنية مختلفة». (ص18). يبين الناقد هذه الصورة من خلال أربع محطات: 1 علاقة المرأة بالمرأة 2 علاقة المرأة بالرجل 3 علاقة الرجل بالمرأة ، ثم 4 جدل الحضور والغياب، حيث يستخلص الناقد نتيجة مفادها أنه إذا كانت «المرأة/ الأنثى ضحية [الرجل] و [المجتمع] معا، تعاني القهر والقمع على مستويات متعددة؛ فإن هذه الوضعية سرعان ما تصل عدواها إلى شريكها الطبيعي [الرجل]، فهو الآخر ضحية لمخالب السلطة والسياسة» (ص27)، مستفيدا في ذلك من نص شكل قاع المجموعة، أي لبها وعمقها حيث العلاقة بين الرجل والمرأة في ظل وضع غير سليم هي علاقة غير سليمة: الجنس والخيانة. ولإعطاء صورة تقريبية عن طبيعة اشتغال الكاتب على متنه القصصي، نورد بإيجاز بعض مفاصل قراءته لقصص عبد الرحيم مؤدن من خلال مجموعة: «أزهار الصمت». ففي رصده لجدل الواقعي والمتخيل يذكر بداية بعطاءات القاص في مجال السرد، ثم يشرع في دراسة البناء القصصي داخل المجموعة مركزا على دعامتين أساسيتين هما: عالم الذاكرة (التاريخ الشخصي أو العام) وعالم المتخيل. وتبعا لذلك، تتضح جدلية الواقعي والمتخيل كما يكشف عنها الناقد في «موضوعة الصمت» التي تجليها الذاكرة ، ذاكرة رجل / شاب ربما كان طفلا، يتذكر كيف حكم عليه قهراً بالصمت وجعله اختباراً لضمان توازنه واستمراره في الحياة مستسلماً مهادنا فاقدا لكبريائه وشجاعته؛ شجاعة التمرد على قهر الوالد. فالصمت هنا يرتبط بتجربة عاشتها الشخصية، لذا فهي واقع/ ماضي (أي ذاكرة). ومثلما ارتبط الصمت بالذاكرة ارتبط بالتخييل أيضا، حيث تمت تجلية ذلك، كما توضحه الدراسة، في حكاية الذباب الهندي الذي كان بشرا، وأول ما مسخ منه كان صوته الذي أصبح طنيناً. وفي حكاية الطفل مع الساعة التحفة، حين يرتبط الصمت هذه المرة بالزمن في بعده الواقعي والتخييلي. إنّ الصمت هو نفسه، قد يدل على الاستسلام والعجز والمسخ، وهو دلالة على الاحتجاج كذلك، دال على الواقع وجزء من الخيال المبدع. ويواصل الناقد تتبع جدل الواقعي والمتخيل، من خلال موضوعة الرحلة. فهي كما يقول: «سفر في الزمان والمكان ، سفر في الذاكرة وفي المخيال لأنها رحلة البحث عن الذات» (ص35). فبعدها التخييلي، هو تخيل رجل ميّت يرى جنازته، وبعدها الواقعي هو الجنازة نفسها، حيث ليقتنص الناقد العبارات الدالة على هموم البحث عن الذات وتأمل المصير بشكل فنتازي عجائبي تخييلي. وباعتبار الرحلة انتقالا في المكان وجدلاً بين الواقعي والمتخيل، أي الكائن والمحتمل يحيلنا الناقد إلى مقاطع/ شواهد قصصية لعبد الرحيم مودن منها مقطع عن بطل ضاق بالحياة في البادية وأراد أن يبحث عن آفاق أخرى أفضل للحياة طلبا للتغيير ودفعا للملل والرتابة، ولو على صعيد الخيال/ الأمل، (انظر ص38). وبعد أن يحلل الناقد البنيات الدلالية المتناسلة من العنوان، ينتقل إلى البناء الفني، فيرى أن القاص اعتمد في نسجه لنصوصه القصصية على التضمين وخرق المألوف وتوظيف للغة العامية وإنطاق للحيوان وأنسنة الطبيعة وتوظيف للحوار الداخلي، وما إليها من مهارات فنية وتعبيرية. إنها عناصر اعتمدها الخيال ليقول الواقع والذاكرة. وعلى هذا المنوال، تقريباً، سارت قراءات الكاتب أحمد زنيبر للقصة القصيرة، ويمكن أن نتبينها من خلال رسم صورة تقريبية لمنهجه النقدي/ القرائي. 4 ? في المنهج النقدي القرائي: توسل الباحث الناقد في هذه الدراسة بمنهجية علمية تبدأ بالملاحظة والافتراض، وتنتهي بتقويم عام للمتن المقروء، ليبقى الكشف عن البنيات الدلالية والأبعاد الفنية هو البرهان على صحة الافتراض والملاحظة، من خلال عملية تأويل للمنجز القصصي المقترح. وهكذا نجد الكاتب يعتمد في منهجه على المقاربة الموضوعاتية والفنية: - الموضوعات: نماذج من القبعة في ارتباطها بالراهن والواقعي، والسياسي عند القاص نفسه، أو الشخصية أو المتلقي (القارئ) فالعناوين دالة على خلاصات الكاتب واستنتاجاته لأنها تكشف دلالة المحكي. - المقاربة الفنية والأسلوبية: وسائل للكشف عن البعد الجمالي في المتن القصصي المقروء. إن القراءة/ التأويل لا يمكن أن تنتج معنى جديداً أو إضافة نوعية للنص، إلاّ بالقدرة على فك مغالق النصوص، اعتماداً على آليات التحليل النصي. وهنا تلعب ثقافة الناقد وخبرته دوراً حاسماً، ولعلنا نلمس ذلك متجلياً في كتاب قبعة الساحر، من خلال: - القدرة على الإنصات الدقيق المرهف للنصوص والانتقال بها من الانسجام إلى التشتت الدال، ثم التأويل المعتمد على التحليل والتفكيك، وإعادة التركيب في نموذج مخالف، ولكنه دال، دون أن يتقطع عن الأصل. أو بعبارة أخرى، نقل المتخيل القصصي إلى الواقع التداولي. فقصص أزهار الصمت مثلا تحتفي بموضوعة الصمت، والصمت دلالة على الاستسلام والعجز. هكذا يشتق الناقد المفاهيم المجردة من خلال دراسة وتحليل المنجز القصصي. مثلا، حديثه عن الخلفية النقدية والإبداعية عند القاص الناقد، أو حديثه عن المقترح السردي التجريبي عند الكتاب الشباب، أو حديثه عن الحضور النوعي لمفهوم الكتابة لدى المرأة، أو حديثه عن جماليات هذه الكتابة كإبداع قصصي وفني، أو غير ذلك. إن الدراسات والمقالات التي يحتويها كتاب «قبعة الساحر» تراهن على قارئ متوسط وقارئ متخصص، في ذات الآن. فهي لم تغرق نفسها بالتحديد النظري، رغم حضوره وتوجيهه لفعل القراءة، وذلك من خلال المصطلحات النقدية المعتمدة، التي تمتح من مجال اللسانيات والبلاغة الحديثة والسيميائيات السردية وغيرها. كما يجد فيها الناقد المتخصص نوى لتعميق بحثها، وتكفي الإشارة إلى عناوين الدراسات باعتبارها موضوعات للبحث في المنجز القصصي في المغرب. هذه بعض معالم قراءات أحمد زنيبر للمتن القصصي الممثل بأجيال مختلفة من تاريخ المغرب، تأسيسا وتجنيسا وتجريبا. وربما جازفنا بالقول، كما يميل إلى ذلك الناقد أن القصة القصيرة في المغرب لم تعد ذلك الجنين الذي يتخلق؛ بل استوت كائناً له نسله وجيوشه حتى زاحمت الشعر في لغته وانزياحاته وأصبح للقصة القصيرة موسيقاها وإيقاعها، والفضل يرجع لأولئك الذين راهنوا على الكتابة كأفق معرفي وجمالي: قاصون وقاصات ومتابعون ونقاد. ويبقى كتاب أحمد زنيبر «قبعة الساحر قراءات في القصة القصيرة بالمغرب» لبنة جديدة تنضاف لتعزيز وتحصين المشهد النقدي القصصي بالمغرب. إحالات: */ نص المداخلة التي ألقيت في إطار الأيام الثقافية التي نظمت بثانوية ابن هانئ التأهيلية، جماعة العيايدة بسلا، يوم 25 مارس 2009. */ قبعة الساحر. قراءات في القصة القصيرة بالمغرب. أحمد زنيبر. دار التوحيدي 2009 .